icon
التغطية الحية

نموذج (50+1) الانتخابي هاجس يلاحق مرشحي الانتخابات التركية.. فما هو؟

2021.11.19 | 10:49 دمشق

صندوق اقتراع (إنترنت)
صندوق اقتراع (إنترنت)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

تشهد الساحة السياسية التركية عدة تجاذبات في إطار الحملات الانتخابية المبكرة التي تعيشها البلاد، أخرها كانت حول شرعية تغيير نموذج (50+1) الانتخابي ومدى قبولها من الحكومة والمعارضة التركية.

ووفقاً لهذا النموذج يستطيع مرشح الرئاسة التركية من الحصول على منصب رئاسة الجمهورية التركية في حال حصل على صوت واحد أكثر من 50% من أصوات الناخبين الأتراك.

فيما إذا لم يتم تحقيق هذه الأغلبية في الاقتراع الأول، يتم إجراء جولة ثانية من التصويت يشارك فيها المرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الاقتراع الأول، والمرشح الذي يحصل على غالبية الأصوات ينتخب رئيساً للبلاد.

كيف بدأت؟

في زيارة لرئيس حزب السعادة "Saadet Partisi" تمل كرامولا أوغلو إلى القصر الرئاسي قبل عدة أيام، جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خرج كرامولا أوغلو بتصريح إلى الصحفيين تحدث فيه عن مضمون اللقاء، حيث نقل عن أردوغان قوله: ""لقد فهمنا أن 50+1 هو نظام مقوض، كان يجب علينا ألا نتقيد بنظام 50+1 في ذلك الوقت، لقد أدركنا ذلك الآن".

وبعد كرامولا أوغلو، جاء أول بيان رفيع المستوى حول الموضوع من عضو المجلس الاستشاري الأعلى الرئاسي جميل جيجك، حيث أعطى إشارات إلى أن نموذج 50+1 غير مرغوب فيه داخل حزب العدالة والتنمية، بقوله: "قلتها، وأقولها مجدداً، إن 50+1 من شأنه أن يسبب مشكلات اليوم وفي المستقبل، وسيجر تركيا إلى الفوضى".

رد فعل قاسٍ من بهجلي

وفي كلمة زعيم حزب الحركة القومية "MHP" دولت بهجلي أمام كتلته الحزبية في البرلمان التركي، وجه بهجلي كلمات قاسية نحو عضو المجلس الاستشاري الأعلى الرئاسي، جميل جيجك، بسبب كلامه حول نموذج (50+1) الانتخابي.

وطرح بهجلي عدة تساؤلات حول نية جيجك من قوله الذي تقدم فيه، وقال: "سيد جيجك، هل هناك نسبة في عقلك تخفيها تحت لسانك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فمتى تخطط للإعلان عنها؟ دعنا نستوضح، دعنا نعرف، دعنا نتعرف على نيتك"، مضيفاً: "إلى أين تحاول الوصول في طرحك؟ ماذا تحاول أن تفعل؟ لمن تحاول أن تبدو لطيفاً؟".

البرلمان في الواجهة 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتجهت الأنظار إليه، في إجابته عن أسئلة الصحفيين بعد اجتماعه مع كتلته الحزبية في البرلمان، حول رغبة حزب العدالة والتنمية "AK Parti" تغيير نموذج (50+1) الانتخابي: "للأسف هذه الأقاويل كلها مليئة بالأكاذيب. إن صانع القرار في هذه القضايا، وخاصة التعديل الدستوري، هو المجلس البرلماني، وإذا أجرى المجلس تغييرا في هذا الشأن، فسيقوم مجلس البرلمان بتغييره، وستتخذ الخطوة بناء على ذلك" وأضاف: "لقد سبق لمجلس البرلمان أن اتخذ قرارا بخصوص الدستور، وسنرى إذا ما كان سيتخذ قرارا جديدا أم لا".

فيما اعتبر البعض كلام أردوغان بمثابة قنبلة رماها الرئيس التركي في أروقة البرلمان، من خلال تحميله عبء المسألة دون أن يضطر حزب العدالة والتنمية إلى توضيح رغبتهم في تغيير النموذج الانتخابي الحالي. 

"فخ لأردوغان"

إلا أن عضو المجلس التنفيذي ومركز القرار في حزب العدالة والتنمية، شامل طيار، اعتبر بأن نموذج (50+1) الرئاسي كان فخاً للرئيس التركي أردوغان.

وكشف طيار عن كونه تعرض لانتقادات شديدة في الماضي بسبب وقوفه في وجه هذا التعديل، وأضاف: "لدي الحق في التحدث كشخص اعترض وواجه انتقادات شديدة في الماضي. 50+1 كان فخاً لرئيسنا والنظام. كان من الممكن إصلاحه، ولكن قد مضى وقته " مشيراً إلى وجوب التركيز على الفوز بالانتخابات، وتغيير هذا القانون حال فوزهم في الانتخابات.

ما تعليق المعارضة؟

الرأي السائد للمعارضة، التي تواصل مفاوضاتها من أجل العودة إلى النظام البرلماني، هو أن حزب العدالة والتنمية أدخل نقاش (50+1) إلى جدول أعمال السياسة بسبب الخوف من فقدان السلطة.

واتهم المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، فائق أوزتراك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يريد التخلص من نموذج (50+1) والبقاء في السلطة.

وخاطب أوزتراك الرئيس التركي أردوغان: "ماذا نفعل؟ هل نخفض النسبة إلى 30+1 لإرضائك؟ أم 20+1؟" مضيفاً: "هناك سبب واحد فقط يجعل أردوغان يشتكي من 50+1، خوفه مما سيأتي" في إشارة ضمنية لخسارة أردوغان في الانتخابات القادمة.

"الحكومة وقعت في شراكها"

واعتبر النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي "HDP"، ساروهان أولوتش، أن الحكومة الحالية وقعت في الفخ الذي نصبته بنفسها، ما يجعلهم يتخبطون في إيجاد الحلول للخروج منه.

وأشار أولوتش إلى أن الحكومة تبحث عن إجابات عن تساؤلاتهم حول كيفية إعادة انتخابهم مرة أخرى، على اعتبار بأن 50% تعتبر مشكلة كبيرة، وأضاف: "الشعب لن يغفر أبداً، إنه لم يغفر لمن هم في السلطة، الذين تلاعبوا بالنظام الانتخابي من أجل إنقاذ حكمهم".

"قواعد اللعبة الحالية لا تصلح"

وتشارك رئيس حزب الديمقراطية والتقدم "DEVA" علي باباجان، بالرؤى مع الأحزاب المعارضة الأخرى، حيث يرى بأن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، قد تورطا بوضع نموذج (50+1) الانتخابي.

ووضح باباجان أن الحكومة الحالية تتساءل عن إمكانية إعادة انتخابها في الوقت الحالي، وقال: "لابد أن الحكومة الحالية أدركت أنه لا يمكن إعادة انتخابها وفق قواعد اللعبة الحالية"، وأضاف: "يفهمون جيداً أنه إذا تم إجراء الانتخابات وفقاً للقواعد الحالية ، فلن يعودوا قادرين على الفوز".

وأشار باباجان إلى أن الحكومة الحالية أرادت هذا النموذج بشدة في السابق، وقدموه على أنه الحل الذي سيكون لكل مشكلات الدولة التركية، معلقاً " نقول إن مشكلات هذا البلد لا يمكن حلها بدون تغيير كامل في السلطة وتغيير في العقلية".

"السياسة أخلاق"

وعلق رئيس ومؤسس حزب المستقبل "Gelecek Parti" أحمد داوود أوغلو على النقاشات الدائرة حول نموذج (50+1) في أروقة السياسة التركية، بأن الذين اتخذوا قرار فرض هذه النسبة كانوا زعموا بأنهم قاموا بأكبر إصلاح ديمقراطي في تركيا.

داوود أوغلو الذي كان عضواً مؤسساً في حزب العدالة والتنمية آنذاك، اعتبر أن الحزب يحاول الهروب من النسبة التي فرضوها، في إشارة إلى أن الحزب لن يستطيع تحصيل هذه النسبة في الانتخابات القادمة.

وأكمل حديثه ناصحاً: "أن السياسة مجال للفضيلة والحكمة، وعند عزل السياسة عن الفضيلة والحكمة، تفقد الأرقام معناها، إن السياسة هي مجال من مجالات الأخلاق، لا يمكن لأي رقم أن ينقذك عندما تكون معزولاً عن الأخلاق، والسياسة هي مجال من الجماليات المعمارية، عندما تختصره في مجال الهندسة الرقمية تفقد السياسة روحها".