البث المباشر
تفاجأت لينا 38 عاماً، وهي خريجة كلية الحقوق بجامعة دمشق (تعليم مفتوح) بارتفاع رسوم التسجيل في نقابة المحامين -فرع دمشق- لحدود المليون ليرة، وهو ما يفوق قدرتها المادية في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية، ما دفعها لاستدانة المبلغ للانتساب للنقابة والتمرن في مهنة المحاماة بقصد العمل.
شروط الانتساب لنقابة المحامين في سوريا
وتشترط نقابة المحامين على خريجي كلية الحقوق الراغبين بممارسة المهنة دفع رسوم الانتساب للنقابة قبل فترة التدريب المحددة بسنتين، على ألا يكون المنتسب متجاوزاً الخمسين من العمر إلا إذا سبق له ممارسة مهنة المحاماة أو القضاء مدة لا تقل عن سبع سنوات، وفقاً لقانون تنظيم مهنة المحاماة الصادر برقم 30 لعام 2010.
ويعاني خريجو كلية الحقوق في العاصمة دمشق من ارتفاع رسوم التسجيل في نقابة المحامين التي تتراوح بين 500 ألف ومليون ليرة حسب الشرائح العمرية للمتقدم حين الانتساب للنقابة، عدا الإجراءات الإدارية المعقدة والمتداخلة مع جهات عدة ترهق المتقدم في ظل الروتين والفساد الإداري المنتشر في مؤسسات حكومة النظام، ما يحرم شريحة واسعة من إمكانية الانتساب.
وتقول لينا لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ التسجيل في نقابة المحامين كمتمرنة يحتاج ميزانية أخرى غير رسوم التسجيل المرتفعة جداً للتنقل بين جهات عدة بقصد الحصول على الوثائق المطلوبة خصوصاً في ظل قلة المواصلات العامة وارتفاع أجور التكسي".
وتوضح لينا أن رحلة التسجيل في النقابة بدأت منذ نحو شهر بحصولها على إشعار التخرج من كلية الحقوق بدمشق ومن ثم سند إقامة من مختار الحي الذي تسكن فيه، وبيان من السجل العام للموظفين بالدولة يوضح أنها غير موظفة ولم يسبق لها أن عزلت أو طردت من الوظيفة.
كذلك، بيان من وزارة الدفاع بأن المتقدم للانتساب غير موظف أو مستخدم فيها أو في مؤسساتها يرسل من قبل صاحب العلاقة بالبريد إلى وزارة الدفاع بحجة عدم السماح للمدنيين بالدخول إلى الوزارة، كما قالت لينا.
وتشرح أن بقية الإجراءات والوثائق روتينية كوثيقة السجل العدلي ووثيقة من وزارة التربية ومديرياتها تبين أنها غير مدرَّسة أو موظفة لديهم أو تدير مدرسة خاصة، "وقعوا لي على الورقة دون العودة إلى أية بيانات لديهم"، قالت لينا مضيفةً أنَّ إجراءات الفحص الطبي (قلبية - داخلية- عينية) مكلفة جداً، 30 ألف ليرة لكل فحص يتضمن اسم الطبيب المحدد من قبل النقابة.
أما تيسير فقد فضَّلَ الانتساب بقصد التأجيل عن الخدمة الإلزامية في قوات النظام، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "تخرجت في شهر شباط الفائت من الكلية، ومن ثم حصلت على إشعار التخرج بعد نحو شهر بقصد التسجيل قبل انقضاء مدة 6 أشهر بعد التخرج للحصول على تأجيل إداري عن الجيش".
وفي شهر نيسان الفائت أنهى تيسير بعد عذاب طويل كل الإجراءات والوثائق المطلوبة للانتساب للنقابة، مضيفاً في حديثه، أنه استدان مبلغ 500 ألف ليرة لتسديده لفرع نقابة محامي ريف دمشق بانتظار تقديمه لفحص الانتساب في الشهرين المقبلين وحصوله على التأجيل.
تصعيب أسئلة الامتحان لخفض الأعداد
في المقابل، أكدت مصادر من نقابة محامي فرع دمشق لموقع تلفزيون سوريا اتجاه النقابة لتصعيب أسئلة الامتحان للمنتسبين الجدد لخفض أعداد المحامين في سوريا والتي وصلت إلى أكثر من 47 ألف محامي حتى تاريخه.
وتشرح المصادر أن ارتفاع رسوم التسجيل في النقابة عائد لـ التزام النقابة بتأمين تغطية مالية لصناديقها المالية في ظل انخفاض قيمة الليرة وتراجع قيمتها التداولية من جراء التضخم الحاصل. وتوضح أن الرسوم تبدأ من 500 ألف ليرة وتتدرج حسب الشرائح العمرية للمنتسب من عمر الـ 30 وأدنى وكل سنة فوق الثلاثين يضاف إليها مبلغ يحدد حسب وجود فرع النقابة في الريف أم المدينة.
