كشف تقرير استقصائي لـ شبكة CNN الأميركية عن "جرائم حرب في جمهورية أفريقيا الوسطى، يرتكبها مرتزقة روس ومرتزقة سوريون تابعون لـ نظام الأسد".
وجاء في التقرير الذي تعاونت في إعداده مجموعة "ذا سنتري (The Sentry)"، أنّ مجموعات من المرتزقة الروس والسوريين اقترقوا "جرائم حرب" بحق المدنيين في أفريقيا الوسطى.
اقرأ أيضاً.. "إعدام جماعي".. تقارير عن انتهاكات "فاغنر" في أفريقيا الوسطى
وأضاف التقرير أنّ المرتزقة وقوات حكومية في أفريقيا الوسطى - بدعم من مروحية قتالية - هاجموا مسجداً في مدينة "مباباري" وسط البلاد، احتموا به هرباً من القصف والمعارك.
وأدّى الهجوم إلى مقتل نحو 20 مدنياً وإصابةِ آخرين، في حين برّر المرتزقة الهجوم - وفق زعمهم - بأنّهم كانوا يطاردون عناصر من جماعة "سيلكيا" المتمرّدة تحصّنوا في المسجد.
وأشار شبكة CNN - في تقريرها الحصري - إلى أنّ "المجزرة التي وقعت في (مسجد التقوى) تعد واحدة من عشرات الحوادث التي شارك فيها المرتزقة الروس والسوريون".
وتابعت "هناك عدد غير معروف من المرتزقة السوريين الذين كانوا يقاتلون لـ صالح (فاغنر)، قد جرى إحضارهم بالفعل من ليبيا عقب انتهاء القتال هناك"، لافتةً إلى أن "المرتزقة نفّذوا عمليات إعدام بحق المدنيين وغيرهم من أفراد جماعات مسلّحة لم يشاركوا في أعمال قتالية".
اقرأ أيضاً.. من سوريا.. روسيا تعزّز دعمها لـ مرتزقة "فاغنر" في ليبيا
وقالت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالمرتزقة - في تقريرها - عن الحادث الذي وقع في "مباباري" إنّ "المرتزقة الروس والسوريين متهمون باستخدام القوة المفرطة وقصف المواقع المحمية مثل المساجد ومخيمات النازحين".
كذلك نقلت الشبكة الأميركية عن أحد الخبراء في الأمم المتحدة - لم تكشف عن هويته - قوله إن "الانتهاكات التي ارتكبتها مرتزقة روسيا ونظام الأسد ترقى إلى (جرائم حرب)"، مضيفاً "هناك أدلة مقلقة على فظائع ضد حقوق الإنسان ارتكبها المرتزقة في جمهورية أفريقيا الوسطى".
فوضى عارمة في أفريقيا الوسطى
أعدّت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (مينوسكا) في جمهورية أفريقيا الوسطى تقريراً، في وقتٍ سابق، أشار إلى احتمال وقوع جرائم حرب "ارتكبتها القوات الحكومية بمشاركة القوات المسلحة الكونغولية مع مرتزقة روس وعناصر يُعتقد أنهم سوريون".
وانزلقت جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الفوضى، في آذار 2013، عندما أطاح مسلّحو تحالف جماعة "سيليكا" - أغلب عناصرها من المسلمين - بالرئيس فرانسوا بوزيزي الذي تناصره ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية والمدعومة فرنسياً.
وفي أيلول 2013 أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع قوات من الاتحاد الأفريقي الموجودة في البلاد على نزع أسلحة قرابة 7 آلاف من مقاتلي "سيليكا"، ووضعهم في ثكنات مختلفة بالعاصمة بانغي، ما أغضب الأقلية المسلمة باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئاً من الحماية في مواجهة الميليشيات الأخرى.
يشار إلى أنّ روسيا تعمل - عن طريق ميليشيا "فاغنر" - على تجنيد الشبّان السوريين مِن أجل القتال لـ صالحها في جبهات خارج سوريا، وكانت أبرزها في ليبيا التي جنّدت فيها عشرات السوريين للقتال إلى جانب قوات خليفة حفتر ضد الجيش الليبي التابع لـ حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً.