قال المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، فرهاد شامي، إن من يقف وراء معظم جرائم القتل والاغتيالات التي تحدث في مخيم الهول نسوة يُعرفن باسم "نساء الحسبة"، يتبعن "تنظيم الدولة"، وهي شرطة نسائية أنشأها التنظيم خلال فترة سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وأضاف المتحدث أن "عضوات داعش يفرضن قوانين التنظيم المتطرف، والنساء اللواتي يخالفن هذه القوانين يُقتلن"، مشيراً إلى أنه "قبل عدة أيام، ذهب صحافيون إلى مخيم الهول، حيث أقدم أطفال داعش على رشقهن بالحجارة"، وفق ما نقل موقع "صوت أميركا".
ونقل الموقع عن إحدى القاطنات في مخيم الهول، وتدعى أم مصطفى، قولها إن "وقوع 80 جريمة قتل حتى الآن خلال العام الجاري لم يصدمني، بقدر ما صدمني أن معظم الذين تم اعتقالهم على خلفية هذه الجرائم هم من نساء الحسبة".
ورفضت سيدة أخرى روسية، تدعى أم عبد الله، وتبلغ من العمر 26 عاماً، الحديث عن المخاوف التي يعشنها النساء من جرّاء رقابة وسيطرة "نساء الحسبة"، موضحة "لا أريد التحدث عن هذا الأمر، أود أن أتحدث عن مشاكلي الخاصة في هذا المكان والخروج منه".
سلاح "داعش" النسائي
من جهة أخرى، قال موقع "واشنطن إنستيتيوت" إن المخيم، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 65 ألف شخص، معظمهم من عوائل عناصر "تنظيم الدولة" السوريين والعراقيين، "يسيطر عليها نساء متطرفات من التنظيم الذي لم يتوان عن استخدام هؤلاء النساء كأحد موارده".
وأشار الموقع إلى أن "داعش يستخدم النساء في المخيم كسلاح هام في إطار أيديولوجيته التوسعية"، موضحاً أنه "استطاع استقطاب عدد كبير من النساء والفتيات وتجنيدهن، بغرض نشر أفكاره المتطرفة بين الأطفال والمراهقين في المخيم".
ووفقاً لدراسة أعدها "واشنطن إنستيتيوت"، أنشأ "تنظيم الدولة"، في العام 2014، أول كتيبة مسلحة من النساء عُرفت باسم "لواء الخنساء" وضمّت ألف امرأة في صفوفها، شاركن في أكثر من 200 عملية للتنظيم، ونفذن مهام الشرطة ضمن "دولة الخلافة" وروّجن لعقيدة التنظيم في مجتمعاتهن.
وأوضحت الدراسة أن بعض هؤلاء النسوة، الموجودات داخل مخيم الهول، يواصلن أدوارهن في دعم التنظيم.
نساء التنظيم "العصريات"
في مقابل ذلك، أشار تقرير "صوت أميركا" إلى أن العديد من النساء في مخيمي روج والهول يحرصن على كشف وجوههن وارتداء الملابس العصرية كأغطية الرأس الملونة وقبعات البيسبول، والتحدث إلى مراسلي القنوات الأجنبية بود وطيبة، على أمل أن يراهن الناس والرأي العام في بلدانهن على أنهن نساء عاديات، ولسن زوجات لمقاتلين متطرفين.
ولكن بعد ما يقرب من ثلاث سنوات على سقوط آخر معاقل "تنظيم الدولة" في سوريا ببلدة الباغوز، تقول مريكا بودوية، وهي أرملة فرنسية تبلغ من العمر 50 عاماً سافرت مع زوجها إلى سوريا في العام 2014 إنه "من الصعب الحفاظ على الأمل في أن بناتي المراهقات سوف يعدن إلى بلدهن ويحظين بمستقبل أفضل".
وتضيف بودوية "أنا آسفة وأعتذر بشدة عما فعلته بالقدوم إلى سوريا، ليس لدي أي شيء الآن وأنا متعبة من هذه الحياة".