تشارك لاجئة سورية شابة في أحد أشهر برامج الأزياء والموضة في ألمانيا الذي تقدمه العارضة العالمية الشهيرة هايدي كلوم، لنيل لقب "أفضل عارضة أزياء مستقبلية في ألمانيا" (GNTM) لعام 2024.
وفي مقابلة بثتها شبكة القنوات التلفزيونية الألمانية (ProSieben) تقول الشابة السورية غريس إن حلمها الذي كان بعيد المنال في سوريا، أصبح الآن حقيقة بعد مشاركتها في برنامج "أفضل عارضة أزياء مستقبلية في ألمانيا" (Germany's next Topmodel).
وأوضحت الشابة البالغة من العمر 24 عاماً أنها عندما التقت مقدمة البرنامج عارضة الأزياء العالمية الشهيرة الألمانية هايدي كلوم لأول مرة، بدت وكأنها عاجزة عن الكلام، فصاحت متعجبة "أقف أمامك يا هايدي! يا إلهي!".
لم تكن الرحلة إلى ألمانيا سهلة بالنسبة لغريس وأهلها الذين قرروا الهروب من سوريا بسبب الحرب لإيصال أطفالهم إلى بر الأمان. تقول غريس إن "الهروب من سوريا صعباً، ولم أعتقد أبدًا أنني سأقف هنا، وبالطبع أنا ممتنة جداً لوجودي هنا في ألمانيا".
"نجت من الموت بأعجوبة"
وذكرت غريس أنها "تعرف مدى تأثير هروب والدتها مع أطفالها الثلاثة عليها، "لقد حاولت أن تجعل الأمر جميلًا قدر الإمكان بالنسبة لنا وألا تظهر أننا يمكن أن نموت في أي لحظة."
وتقول والدتها إن "حياتنا كعائلة كانت جميلة قبل الحرب التي دمرت كل شيء"، وتضيف "كانت غريس تبكي دائماً، وكانت تخاف من الصواريخ والقنابل"، مشيرة إلى أن "ابنتها نجت بأعجوبة من هجوم صاروخي على المدرسة"، لذلك اتخذ الوالدين قراراً سريعاً للهروب من سوريا.
وبالنسبة لغريس فإنها "ممتنة لقرار والديها بالهروب إلى ألمانيا، والتزام والدتها الكبير"، وتريد أن تقدم كل شيء لوالدتها في برنامج "أفضل عارضة أزياء مستقبلية في ألمانيا" لعام 2024. مضيفة "كانت أمنيتي دائماً وستبقى، أن أصبح عارضة أزياء، لكن لم تتح لي الفرصة للقيام بذلك في سوريا".
وترى الفتاة إن "وضعها الخاص هو أفضل دليل على أنه لا ينبغي للمرء أن يفقد الأمل أبداً، فم الممكن أن تتغير الحياة بين عشية وضحاها".
من لاجئة إلى "مؤثرة"
وعندما كانت مراهقة، وصلت الشابة السورية قبل سنوات مع أهلها كلاجئة إلى ألمانيا، وتعيش حالياً في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين غربي ألمانيا.
وتصف غريس نفسها بأنها حالياً شخصية مؤثرة ومعروفة، فهي نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي كمنشئة محتوى، ويتابعها حالياً عدة ملايين على حسابها على منصة "تيك توك"، حيث تتحدث عن كيفية عمل الماكياج والمنتجات الجديدة المتعلقة بجمال المرأة.
وتعتبر الشابة السورية نفسها بأنها "مقاتلة وحالمة"، ولديها موهبة لغوية، فبالإضافة إلى الالمانية، تتحدث اللغات الإنجليزية والعربية والتركية، وتريد أن تعيش حلمها، وتساهم في دعم من يحتاجون إلى المساعدة.
وترى أن مدينة دوسلدورف التي تعيش فيها، "تشكل الثقافات المتنوعة في كل ركن من أركانها، سواء كان ذلك المشهد الآسيوي أو العربي أو الألماني أو التركي، فهنا يمكنك تجربة ثقافات مختلفة أثناء تواجدك في نفس المدينة".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها شابة سورية في برنامج "أفضل عارضة أزياء مستقبلية في ألمانيا"، حيث وصلت الشابة السورية سولين عمر التي كانت تبلغ من العمر حينها 20 عاماً إلى نهائيات البرنامج بنجاح.
وفي 2010 توّجت الحسناء النمساوية من أصول سورية اليزار عيلابوني بلقب "أفضل عارضة أزياء مستقبلية في ألمانيا" بعد أن تفوقت على أكثر من 2000 شابة لتكون اليزار أول مشاركة من خارج ألمانيا تفوز باللقب وثاني فتاة من أصول أجنبية.