icon
التغطية الحية

ميسون اللباد عن فيلمها "قصة لجوء": إخراج المرأة يضفي روحا فريدة على القصة

2024.07.06 | 14:47 دمشق

"Mayson Al-Labbad: A Refugee Story Film"
خلال تكريم جامعة لانكستر البريطانية لـ مخرجة فيلم قصة لجوء السورية ميسون اللباد ـ إكس
تلفزيون سوريا ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

بين جدران المعتقلات وحدود الغربة، وفي عوالم تختلط فيها الظلمة بالنور، وبقصص تختزل آلام الاضطهاد وأحلام الحرية، تشق ابنة حوران "ميسون اللباد" طريقها بفيلمها الوثائقي "قصة لجوء"، الذي يجسد رحلة لجوئها إلى بريطانيا بعد اعتقالها من قبل النظام السوري.

في الفيلم الذي كرمتها عليه جامعة "لانكستر" البريطانية، استعادت ميسون اللباد عبر عدسة الكاميرا لحظات من حياتها، محاولةً أن تكون صوتًا لكل من عاشوا معاناتها من الاعتقال إلى اللجوء، وكل ما بينهما من أشكال المعاناة.

بعد خروجها من المعتقل في سوريا، لجأت "اللباد" إلى الأردن ومن ثم إلى بريطانيا، حيث بدأت بالعمل الوثائقي الذي يسلط الضوء على قضية المعتقلين السوريين وتجاربهم القاسية والتحديات التي يواجهونها بعد الإفراج عنهم، في محاولة منها لإيصال أصواتهم إلى العالم وإبراز معاناتهم الإنسانية.

ميسون اللباد: الخروج من المعتقل مؤلم أيضا

تستعرض المخرجة في فيلم "قصة لجوء" محطات رئيسية من تجربتها، منها وداع زميلاتها المعتقلات، فالاعتقال يخلق علاقات إنسانية عميقة بين المعتقلين، يجعل الخروج من المعتقل مؤلماً مثل الدخول إليه.

ثم تنتقل "اللباد" إلى لقاء الأهل بعد الاعتقال، والذين نصحوها بمغادرة البلاد خوفًا من اعتقالها مجددًا، فوافقت للأسباب التي ذكرها أهلها، ولسبب في نفسها وهو تنفيذ وعدها لزميلاتها بأن لا تنسى قضيتهم، وتوصلها للعالم.

كانت رحلة ميسون اللباد طويلة ومعقدة، غادرت درعا إلى الأردن ومن الأردن إلى سويسرا، ثم إلى مدينة كاليه الساحلية الفرنسية حيث عاشت مع اللاجئين في الحدائق والطرقات، ثم عاشت التجربة الأخطر، تجربة صعود القارب المطاطي، فرحلة الموت في البحر، ثم التواصل مع خفر السواحل البريطاني، وأخيراً النجاة والوصول إلى بر الأمان.

في بريطانيا، طلب قسم صناعة الأفلام الوثائقية في الجامعة من ميسون توثيق تجربتها الشخصية، فاختارت قصة لجوئها كمصدر الهام لهذا الفيلم، وكان هدفها، كما قالت لموقع تلفزيون سوريا: "نقل رسالة مؤثرة إلى المجتمع البريطاني والغربي، لبيان مدى معاناة اللاجئ للوصول إلى بر الأمان، والثمن الذي يدفعه في سبيل الحرية ".

ميسون اللباد، في حديثها لموقع تلفزيون سوريا، عبرت عن سعادتها الكبيرة لنجاح تجربتها الأولى في الأفلام الوثائقية في بريطانيا، وقالت حول تفاعل الجمهور: "رد فعل الجمهور كان رائعًا جدًا، الكل تفاعل بحزن مع القصة، والتصفيق كان أجمل هدية، شعرت بالفرح عند سماعه".

تجارب شخصية وعامة

تضمنت المواد المستخدمة في الفيلم مشاهد مأخوذة من تجربة ميسون الشخصية، ولقطات تعبر عن معاناة أشخاص قابلتهم في مدينة كاليه الفرنسية، إضافة إلى لقطات تعبر عن حياة المعتقلين السوريين بأسلوب يعكس تجربتها الشخصية كمعتقلة سابقة.

وتشير إلى أن إنتاج الفيلم جعلها تعيش مرة أخرى كل لحظة من القصة بكل عمق "التجربة كانت مثيرة بالنسبة لي، وفريق العمل من قسم صناعة الأفلام في الجامعة، قدم لي تقنيات عالية الجودة لإيصال الفكرة والإحساس، استخدمنا كاميرات وأجهزة على أعلى مستوى من التكنولوجيا، لكنني لم أتلق أي مساعدة غير تقنية.. الجانب الإبداعي كله قمت به لوحدي".

وبتجربتها في هذا الفيلم، رأت ميسون بعينها دور السينما في طرح قضايا حقوق الإنسان والعدالة في بريطانيا، وتضيف: "السينما تلعب دورا كبيرا في إبراز تجارب البشر وقضاياهم المعقدة. وتحتل السينما مساحة هامة في هذا البلد، حيث يتم عرض معظم الأفلام الوثائقية في دور السينما، مما يساهم في تعميق الفهم والتوعية بالمسائل الإنسانية والاجتماعية الحيوية".

وترى ميسون اللباد أن كون مخرج الفيلم الوثائقي امرأة "يسهم في إضفاء روح فريدة على القصص التي ترويها، رغم التحديات التي تواجهها”..وتختم بالقول: “طموحاتي الآن هي متابعة دراستي في اللغة الإنجليزية واختصاص صناعة الأفلام، بهدف بدء إنتاج أفلام باللغة الإنجليزية. أعتبر الإخراج عاملاً أساسياً يضفي جماله الخاص على القصة.. ورغم التحديات، فإنني أؤمن بأنه لا يوجد شيء مستحيل أو خارج نطاق الممكن والمتاح".