يصطدم عشاق كرة القدم في سوريا هذا العام، بعدة عوائق تحول دون قدرتهم على متابعة مباريات كأس العالم في قطر 2022، ففي الوقت الذي زادت فيه ساعات التقنين إلى 8 ساعات قطع مقابل ساعة أو نصف ساعة وصل، وجد هؤلاء أنفسهم أمام نفقات إضافية يجب عليهم دفعها في حال أرادوا مشاهدة المباريات.
أرخص الحلول بالنسبة للسوريين هي التقاط بث القناة الأرضية سبورت 24 التي تبث كل مباريات المونديال مجاناً، لكنها بحاجة للاقط قوي خاص كي يلتقط الإشارة، أو رفع اللاقط الكلاسيكي إلى مكان مرتفع وقد يتطلب الأمر إلى فني، لأن السوريين لم يعودوا يشاهدون القنوات الأرضية وبالتالي أجهزتهم التلفزيونية غير مجهزة لالتقاطها.
الحل الثاني الرخيص لمشاهدة مباريات مونديال قطر 2022، هو تحميل بعض التطبيقات المجانية عبر الإنترنت والتي لاقت انتشاراً كثيفاً مثل Yacine tv أو Drama live، يحتاج الأخير إلى كود مجاني موجود على الإنترنت بالبحث على غوغل، في حين لا يتطلب الأول سوى التنصيب على الهاتف الجوال، وقد يلجأ بعضهم إلى محال خدمات الهواتف النقالة لتنصيبهما مقابل مبلغ لا يتجاوز 5 آلاف ليرة.
لا يحتاج التطبيقان سوى شبكة إنترنت واي فاي 1 غيغا، أو اشتراك بباقات الإنترنت على الهواتف النقالة من خلال شركتي سيريتل وإم تي إن، وتقدم الشركتان أيضاً خدمة IShow وهي خدمة شبيهة بخدمة IPTV للقنوات التي تبث عبر خدمة إنترنت الهاتف الأرضي ADSL ومنها قنوات beIN SPORTS الناقلة للمونديال، لكن أي خيار يتعلق بشركتي الاتصالات غير مُجد بسبب انقطاع الشبكة عند انقطاع التيار الكهربائي، لذلك تبقى هذه التطبيقات المجانية مجدية جداً لمشتركي خدمة الإنترنت الثابتة ADSL.
فساد في مقاسم هواتف دمشق
ومن لديه شاشة ذكية SMART TV يستطيع الاشتراك بخدمة IPTV عبر ADSL لدى أي شركة من الشركات التي تقدم الخدمة مثل LIKE TV وPRO TV، وسعر الاشتراك للباقة الرياضية يبدأ من 4500 ليرة سورية شهرياً فقط، وتحتاج هذه الخدمة إلى عاملين رئيسيين، الأول خط إنترنت أرضي سليم غير مشوش، والعامل الثاني أن تكون بوابة الإنترنت على خط المشترك تدعم خدمة IPTV.
ونتيجة الإقبال على هذه الخدمة بدأ التلاعب بالبوابات ضمن المقاسم عبر بعض الموظفين بتبديل بوابات المشتركين مقابل مبالغ مالية معينة، حيث يقوم الموظف باستبدال بوابة تدعم الميزة لكن صاحبها غير مشترك بها مع شخص بوابته لا تدعم الميزة ويريد الاشتراك، وقد وصلت كلفة التلاعب بالبوابة إلى 200 ألف ليرة، في حين قد لا يحتاج بعضهم لهذا التلاعب إن كانوا مشتركين قدامى بالميزة إذ لم يكن الطلب كثيفاً عليها حينئذ.
ومن الخيارات الأكثر متعة عادةً بالنسبة لمتابعي كرة القدم، هي المقاهي كون المشاهدة تكون جماعية، وكلفة الشخص الواحد قد تبدأ من 15 ألف ليرة لأركيلة ومشروب ساخن في مقاهي ساروجة الرخيصة قرب شارع الثورة، وترتفع إلى 30 ألف ليرة للشخص في مقاه أخرى، وقد يتطلب الأمر تكرار طلبات المشاريب كل شوط.
سوريا.. مشاهدة المونديال مكلفة في المقاهي
خيار المقاهي مكلف جداً في حال أراد الشخص متابعة مباراة واحدة كل يوم، لكن أيضاً مشاهدة المباريات في المنزل عبر اللاقط أو الاشتراك بخدمة IPTV لها كلفة باهظة لضرورة تأمين تيار كهربائي لتشغيل الشاشة عبر شراء بطارية ضخمة وإنفيرتر بمبلغ قد يصل إلى 2 مليون ليرة، وقد يتطلب ذلك أيضاً تأمين مولدة لشحن البطاريات في حال كانت هناك أكثر من مباراة في اليوم وتم استنزاف البطاريات بظل زيادة ساعات التقنين.
اقرأ أيضا: خدمات الإنترنت والاتصال تزداد سوءاً في دمشق رغم رفع أسعارها
ونتيجة للتكاليف المرتفعة في الخيارات أعلاه، معظم السوريين استغنوا عن مشاهدة المباريات بشكل جماعي متجهين للاكتفاء بمشاهدتها فرادى عبر التطبيقات المجانية على الهواتف المحمولة، في حين قام بعضهم باستئجار بروجكترات بنحو 10 – 25 ألف ليرة في اليوم، وعرض المباريات من الهاتف أو اللابتوب بواسطة تلك التطبيقات لمشاهدة المباريات بشكل جماعي.
ورغم وجود حلول رخيصة، لكن هناك شريحة من السوريين غير قادرة على أي منها وباتت تعتبر مشاهدة المونديال ضرباً من الترف، لذلك اكتفوا بمشاهدة نتائج المباريات واللقطات المهمة عند وصول التيار الكهربائي.