أثار طلب روسيا لمئات الطائرات المسيرة إيرانية الصنع، لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، القلق في إسرائيل، التي تعتمد على الموافقة الروسية لضرب شحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا، بما في ذلك شحنات الطائرات المسيرة.
وقال موقع "ديفينس" الأميركي، المتخصص بالقضايا الدفاعية، إن "القلق كان شديداً مع زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إيران هذا الأسبوع"، مشيراً على أن إيران "وجدت ذلك فرصة لاستخدام نفوذها الجديد لدفع الكرملين إلى موقف أكثر تشدداً من الضربات الإسرائيلية.
وأوضح الموقع أنه "على الرغم من أن موسكو دانت علناً الضربات الإسرائيلية، إلا أنه لم تكن هناك مؤشرات على أن موسكو غيرت في سياستها".
وكانت الولايات المتحدة الأميركية اتهمت روسيا بشراء طائرات مسيرة إيرانية، وقالت لاحقاً إن صوراً للأقمار الصناعية، رُفعت عنها السرية، أظهرت وفداً روسياً يزور مطاراً إيرانياً حيث كانت بعض الطائرات المسيرة معروضة هناك.
تهديد خطير ووشيك
ووفق الموقع الدفاعي، فإنه بعد الادعاء الأميركي، نفى مسؤول إيراني كبير أن بلاده كانت تساعد أياً من الجانبين في الصراع الأوكراني، ولكن في وقت لاحق، قال مسؤول إيراني آخر إن الطائرات المسيّرة معدة للتصدير إلى دول صديقة، فيما صرح متحدث باسم الكرملين، قبل اجتماع بوتين مع رئيسي، بأن قضية الطائرات من دون طيار لن يتم مناقشتها في لقاء الرئيسين.
وأشار "ديفينس" إلى أن إسرائيل "وجدت نفسها في موقف حساس منذ اندلاع الصراع الأوكراني، حيث حاولت، وفي بعض الأحيان بشكل أخرق، البقاء على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الداعمة لأوكرانيا ومع روسيا التي تدعم النظام السوري وتساعده منذ فترة طويلة".
وأضاف أنه بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، ظهر تهديد الطائرات المسيّرة الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط ثلاث طائرات استخدمها "حزب الله" اللبناني في محاولة هجوم على منصة غاز في المياه الاقتصادية الإسرائيلية.
ونقل الموقع عن ضابط المخابرات السابق، عاموس جلعاد، قوله إن إسرائيل "تعتبر أسطول الطائرات المسيّرة الإيرانية تهديداً خطيراً ووشيكاً".
تكنولوجيا صينية وتقنيات أميركية
ووفق مصادر للموقع، فإنه خلال الأشهر القليلة الماضية، "أصبح قلق إسرائيل يتصاعد أكثر فأكثر بشأن الطائرات المسيّرة الإيرانية"، حيث صرّح مصدر دفاعي إسرائيلي، في تشرين الثاني الماضي، بأن "هذه ليست جبهة جديدة، ولكن الآن ستكون الإجراءات أكثر تكراراً وأكثر عدوانية، ضد منشآت أو شحنات الطائرات المسيرة".
يشار إلى أن إيران تنشر طائرات مسيّرة أيضاً إلى دول أخرى، ففي أيار من العام 2017، نقلت الصحف الإيرانية عن حفل افتتاح مصنع للطائرات المسيرة تم إنشاؤه في طاجيكستان، وقالت مصادر دفاعية إسرائيلية حينذاك إن هذا المصنع "ينتج حالياً نماذج قديمة من الطائرات المسيرة من طراز أبابيل".
وأشارت المصادر الدفاعية الإسرائيلية إلى أن "العديد من الطائرات المسيّرة الإيرانية الأكثر تقدماً تعتمد على التكنولوجيا الصينية، بالإضافة إلى بعض التقنيات الأميركية ذات الهندسة العكسية".