قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن "الحاجة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، كانت قضية رئيسية" خلال محادثاته مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، مشيراً إلى أن "موسكو وعمان تدعوان لإعادة إعمار سوريا بشكل عاجل".
وفي تصريحات نقلتها وكالة "تاس"، أوضح لافروف أنه خلال المحادثات مع الصفدي "لاحظنا الحاجة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية" المقدمة إلى النظام السوري، وتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2642، الذي تم بموجبه تمديد دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود في تموز الماضي، مشيراً إلى أن هذا القرار "لم يؤخذ في الاعتبار حتى الآن من قبل المجتمع الدولي".
وأوضح أن ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 "كانت قضية أساسية خلال المحادثات" مع الصفدي، مضيفاً أنه "أكدنا موقفنا المشترك، وهو دعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأكدنا دعمنا للحق المشروع للسوريين، بمختلف فئاتهم، في تقرير مستقبلهم".
وأشار لافروف إلى أنه "لاحظنا الأهمية الخاصة لمختلف الصيغ للحل السياسي في سوريا، وخاصة صيغة "مسار أستانا"، التي يشارك فيها الأردن بصفة مراقب".
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن "تقدير رغبة أصدقائنا الأردنيين في تعزيز مهام تسهيل التسوية السورية داخل الجامعة العربية"، مؤكداً على "أهمية تضافر الجهود الدولية"، للحل السياسي في سوريا.
القرار 2642
وينص قرار مجلس الأمن رقم 2642، على أنه يتعين على كل من المانحين والأمانة العامة للأمم المتحدة تقديم تقرير حول كيفية تنفيذ دعوة مجلس الأمن لدعم مشاريع الإنعاش المبكر في أسرع وقت، لاستعادة البنية التحتية الأساسية في سوريا.
وسبق أن طالب وزير الخارجية الروسية "بتكثيف الجهود الدولية من أجل تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر لمرافق البنية التحتية الاجتماعية الأساسية في سوريا، وفقاً لأحكام القرار 2642".
وفي تموز الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر إضافية، وفق الآلية الأممية السارية منذ العام 2014، وتسمح بدخول مساعدات إنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب.
لافروف في الأردن ثم الإمارات
وأجرى وزير الخارجية الروسي زيارة رسمية إلى الأردن أمس الخميس، التقى خلالها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية أيمن الصفدي، فيما توجه لاحقاً إلى الإمارات العربية المتحدة، في ثاني محطات جولته فب الشرق الأوسط.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية، إن موسكو تعتبر زيارة لافروف إلى الأردن "جزءاً مهماً من الجهود المستمرة لتعزيز التفاعل متعدد الأوجه مع الشركاء التقليديين في الشرق الأوسط"، مشدداً على أنه "ننطلق من حقيقة أن هذه الجهود تلبي المصالح طويلة الأمد لضمان السلام والازدهار والاستقرار في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية".
وأشار الملك الأردني، خلال استقباله الوزير الروسي، إلى أهمية "تفعيل جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين" السوريين في الأردن، فضلاً عن "الأعباء التي يواجهها الأردن من جرّاء الأزمة السورية، بما فيها محاولات التهريب المنظمة للمخدرات"، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأردني الوجود الروسي جنوبي سوريا بأنه "عامل استقرار"، مؤكداً على ضرورة التنسيق بين الأردن وروسيا بشأن الوضع في الجنوب السوري.