قتلت الولايات المتحدة الأميركية الليلة الماضية أحد أبرز قيادات كتائب "حزب الله" العراقية والمسؤول عن هجوم القاعدة الأميركية في الأردن، واثنين من مساعديه، وذلك ضمن سلسلة الضربات التي هددت بها واشنطن للرد على مقتل جنودها في قاعدة البرج 22 شرقي الأردن.
وقالت مصادر لوسائل الإعلام إن الغارة التي نفذتها طائرة أميركية مسيرة في منطقة المشتل، جنوب شرقي العاصمة بغداد، أسفرت عن مقتل أبي باقر الساعدي واثنين من مساعديه، والساعدي مسؤول المسيرات التي تستهدف القوات الأميركية خارج العراق.
ونعت "كتائب حزب الله" العراقي وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) وأركان العلياوي، وقالت إن القياديين مسؤولان عن العمليات في الخارج ونقل الأسلحة، دون أن تطلق أي تهديدات ضد القوات الأميركية.
وكشفت وسائل إعلام مقربة من الحشد الشعبي بأن المستهدفين في بغداد هما مسؤولان عن نشاط ميليشيا كتائب حزب الله العراقي خارج العراق وخصوصا سوريا.
مُسيرة أميركية تقتل مسؤولين بارزين في مجموعة "كتائب حزب الله" العراقية..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 7, 2024
تعرف إليهما#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/qLlsuqYDNl
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إنها نفذت في الساعة 9:30 مساء ضربة من جانب واحد في العراق رداً على الهجمات على أفراد الخدمة الأميركية، مما أسفر عن مقتل قائد كتائب حزب الله المسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
من هو أبو باقر الساعدي؟
قال مصدر مقرب من الفصائل العراقية لصحيفة "العربي الجديد" إن الساعدي يعد أحد أهم قيادات "كتائب حزب الله" وأخطرها ويشغل منصب مسؤول وحدة الصواريخ فيها.
وأكد أن الساعدي مسؤول عن قصف القاعدة الأميركية في الأردن ومقتل عدد من الجنود الأميركيين، كما أنه المسؤول عن التخطيط والتنفيذ لمعظم هجمات الكتائب ضد القواعد الأميركية.
وعمل الساعدي في صفوف التيار الصدري قبل عام 2007، وبعدها زار إيران وانشق عن التيار وانتمى إلى "كتائب حزب الله" العراقية.
وأشار المصدر إلى أن اغتيال الساعدي يمثل ضربة قوية للكتائب وللفصائل المسلحة الأخرى، "ويضع القيادات البارزة في الفصائل تحت خط الاستهداف".
تعليق الحكومة العراقية
وصف رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي الهجوم الذي نفذته مسيّرة أميركية بأنه "عدوان جديد يقوض كل التفاهمات".
وحمّل المتحدث العسكري الولايات المتحدة وقوات التحالف "تداعيات هذه الأعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة البلاد"، معتبرًا أنها تعد نسفاً واضحاً لكل المحادثات بين الجانبيين، مبينا أن "هذا الاستهداف هو عدوان واضح وخرق للسيادة العراقية، وسيجر المنطقة الى تداعيات خطيرة".
ونعى زعيم "كتائب حزب الله" العراقية أبو حسين الحميداوي في بيان القيادي الساعدي، دون تهديد بالرد، في حين دعت "حركة النجباء" للانتقام من أميركا وممن سمّتهم "أعوانها وشركاءها".
وقالت الحركة في بيان: "سيكون ردنا مركّزا، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب، وستعرفون وقتها أن صبرنا قد نفد وانتظروا الرد وسنختار الزمان والمكان المناسبين".