أوردت وكالة "أسوشيتد برس" تقريراً سلطت فيه الضوء على الجماعات المسلحة السورية الموالية لروسيا، والتي تعتمد عليها الأخيرة للتطوع في القتال إلى جانب جيشها في غزوه الأراضي الأوكرانية.
فمع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا أسبوعه الثالث، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة على جلب مقاتلين متطوعين من الشرق الأوسط، ولا سيما سوريا التي تملك فيها روسيا العديد من المقاتلين الموالين لها، منذ إعلان تدخلها المباشر إلى جانب نظام الأسد عام 2015.
كما تحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الجمعة أيضاً عن "أكثر من 16 ألف طلب" لمتطوعين في القتال من الشرق الأوسط إلى جانب روسيا، على الرغم من عدم تحديده اسم دولة أو منطقة. يقول ناشطو المعارضة السورية إن روسيا بدأت أخيرًا جهود التجنيد في سوريا لحرب أوكرانيا، لكنها قدرت حجم هذه الجهود حتى الآن بأعداد أقل بكثير، بحسب الوكالة.
الإعلان الروسي يأتي بعد إعلان الحكومة الأوكرانية عن انضمام نحو 20 ألف أجنبي من دول مختلفة، إلى ما يسمى بـ "الفيلق الدولي" للدفاع عن أوكرانيا، ومعظمهم من الدول الغربية.
من هم المتطوعون المحتملون للقتال إلى جانب روسيا؟
تضم صفوف الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام في سوريا عشرات الآلاف من ما يسمى بـ "قوات الدفاع الوطني" ومقاتلي "الميليشيات المسيحية" والمقاتلين الذين تركوا الجيش ونشطوا في حرب المدن وحرب العصابات. وتشمل أيضًا وحدات وميليشيات رديفة أخرى مدعومة من روسيا قاتلت إلى جانب جيش النظام.
وبحسب ما نقل التقرير عن بعض المحللين، فإن روسيا بإمكانها تجنيد عناصر هذه الجماعات بسرعة للقتال في أوكرانيا.
وأوضح أن التجنيد الذي تديره مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، استمر لعدة أيام في محافظة دير الزور الشرقية بالقرب من الحدود مع العراق، حيث تم تسجيل عشرات المتطوعين من المحافظة. وتعرض روسيا على أولئك المتطوعين ما بين 200- 300 دولار أميركي للعمل بصفة "حراس أمن" في أوكرانيا لمدة ستة أشهر في كل مرة. إلا أن بعض المراقبين والناشطين السوريين يرون أن آلية التجنيد ما تزال في مراحلها الأولى.
ويوم أمس الجمعة، نُشر إعلان عن "دور قتالي" في أوكرانيا عبر مجموعة مغلقة على فيس بوك تابعة لعناصر "الفرقة الرابعة- مدرعة"، إحدى أكبر المجموعات في جيش النظام. وعرضت دفعة قدرها 3000 دولار اعتمادًا على خبرة مقدم الطلب وقالت إن التسجيل كان محدودًا.
كما بثت القناة التلفزيونية التي تديرها وزارة الدفاع الروسية لقطات يُزعم أنها من سوريا تظهر رجالاً مسلحين يرتدون زياً رسمياً وصفتهم بأنهم متطوعون محتملون. لوّح الرجال بالأعلام الروسية و(السورية) ورفعوا لافتة تحمل الحرف Z المستخدمة في المركبات المدرعة الروسية في أوكرانيا والتي أصبحت الآن رمزًا لدعم القوات الروسية.
ووفقاً للتقرير، ففي بلدة "إثريا" الشمالية التي تسيطر عليها قوات النظام، طلب الروس من كبار الضباط السوريين في الفيلق الخامس –المدعوم من قبل روسيا- تجنيد شبان من ذوي الخبرة، للقتال في المدن التي هم يحددونها في أوكرانيا.
أما في الجنوب السوري، فتذكر الوكالة أن تقارير تحدثت عن وصول عدد المتطوعين إلى نحو 3000 شخص. ولم يتسن على الفور لـ أسوشيتد برس تأكيد هذه التقارير. وأضافت أن متطوعين آخرين بريف دمشق سجلوا أسماءهم لدى أجهزة النظام الأمنية التي ستقدمها بدورها إلى القوات الروسية في سوريا للموافقة عليها للقتال في أوكرانيا.