انتشرت بسطات "الآس" في دمشق قبل أول أيام عيد الفطر، وهي نبتة دائمة الخضرة توضع على القبور خلال فترة عيدي الفطر والأضحى في أثناء زيارة المقابر، لكن هذا التقليد تحول لتجارة عند كثير من الأسر الذين وجدوا فيها مصدراً موسمياً للرزق.
ونتيجة توجه العديد من سكان دمشق لتجارة الآس وكثرة البسطات، ساهم ذلك بمحافظة الباقة على سعرها من العام الماضي دون ارتفاع، بحسب بعض الباعة الذين أكدوا أن نسبة الربح بهذه التجارة تصل إلى 250% - 300% تقريباً، حيث يحصل هؤلاء على كيلو الآس بنحو 3500 ليرة فقط.
المرابح كبيرة رغم انخفاض الطلب
يقول براءة، لديه بسطة لبيع الدخان في دمشق، بأنه توجه لبيع الآس هذا العام لما فيه من مربح كبير يساعده على نفقات عيد الفطر، مشيراً إلى أن كيلو الآس الذي يحصل عليه بين 3000 – 3500 ليرة، ويصنع منه ما بين 3 – 4 باقات تقريباً، وتباع الباقة الواحدة بين 3500 – 4000 ليرة، مؤكداً أن الطلب عليه ليس كبيراً كما توقع، إلا أنه رغم ذلك يعتبر تجارة رابحة.
بين البسطة والبسطة ستجد بسطة أو محل خضار يعرض الآس للبيع، خاصةً في المناطق التي تحوي مقابر يزورها الناس خلال الأعياد، في مشهد بات لافتاً لكثرة المتاجرين بهذه النبتة.
يقول فوزي، وهو بائع خضار وضع بسطة آس أمام محله، إنه اشترى نحو 10 كيلو آس لأول مرة في محاولة لزيادة وارداته التي انخفضت نتيجة ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، خاصة قبل عيد الفطر، ما ساهم بخفض المبيعات.
وأضاف فوزي أن "هذه التجارة مربحة جداً لكنها موسمية، وقد لا تستمر أكثر من يومين (قبل العيد بيوم واليوم الأول من العيد)، والجيد فيها أنها مرتبطة بتقليد لا يتغير"، لكنه أشار إلى أن الطلب على الآس كان أقل من توقعاته، ما قد يفضي إلى كساد كميات كبيرة لديه سيكون مصيرها القمامة.
سرقة الآس من القبور
التقى موقع "تلفزيون سوريا" مع عدد من باعة الآس في دمشق، أكدوا جميعهم أن الإقبال هذا العام أقل من العام الماضي، والعام الماضي كان أقل من الذي قبله، مرجعين ذلك إلى عدة عوامل، أولها كثرة المنافسين والمتاجرين بهذه النبتة، إضافةً إلى ثمنها المرتفع بالنسبة للبعض الذين يضطرون لزيارة المقابر من مكان بعيد حيث يضاف سعر الباقات إلى تكاليف المواصلات فتصبح الكلفة مرتفعة، خاصةً إن كانوا قادمين لزيارة أكثر من فقيد.
وأكد الباعة أن كثيرا من الناس باتوا يكتفون بأداء الواجب بزيارة المقابر وقراءة الفاتحة فقط، بينما شاهدوا آخرين يسرقون بعض الأغصان من قبور أخرى ووضعها على قبور موتاهم بدلاً من شراء الآس، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة انتشرت منذ العام الماضي، إضافةً إلى قيام البعض بانتظار اليوم الثاني أو الثالث من العيد لالتقاط الباقات الكاسدة لدى البسطات مجاناً ووضعها على القبور.
جمعية حماية المستهلك تدعو لمقاطعة الآس
رغم وصول سعر الباقة قبل يوم من العيد إلى 4000 ليرة تقريباً (يزيد السعر أو ينقص حسب المنطقة وحجم الباقة)، إلا أن التجار أكدوا أن السعر هذا قد يرتفع أكثر في أول أيام العيد إلى 5 – 6 آلاف ليرة في حال زاد الطلب بشكل كبير، أما في حال استمرار ضعف الطلب فقد يفضي ذلك لخفض السعر.
وتباع نبتة الآس من دون ضوابط وبأسعار عشوائية وفي أماكن غير نظامية، ما دفع جمعية حماية المستهلك بدمشق للدعوة سابقاً إلى مقاطعة هذه السلع "عديمة الجدوى"، على حد تعبير أمين سرها، عبدالرزاق حبزة.
ويصل الآس إلى دمشق من الساحل السوري، وتعتبر كلفة زراعته مجانية، لكونه ينبت وحده في الأحراش من دون حاجة للتسميد أو الري، وقد تكون الكلفة الوحيدة المترتبة عليه هي أجور النقل والشحن، وفقاً لأصحاب بسطات في دمشق، مشيرين إلى أنهم يشترون النبتة بالكيلو ثم يقومون برزمها وبيعها.