icon
التغطية الحية

من "امرأة الشيطان" وحتى مسرحية "مجنون".. مروان فنري يسلم راية المسرح في إدلب

2024.05.24 | 06:28 دمشق

آخر تحديث: 24.05.2024 | 15:49 دمشق

مراون فنري
من أرشيف مراون فنري ـ خاص
تلفزيون سوريا ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

وصفها سكانها على مدى سنوات بـ "المدينة المنسية" بسبب إهمالها من قبل النظام السوري منذ أيام حكم حافظ الأسد، وجاء لاحقا كتاب المؤرخ السوري الراحل فايز قوصرة ليعلنها "إدلب البلدة المنسية"، إلا أن ما لا يعرفه كثيرون أن إدلب تحتضن ومنذ أكثر من 70 عاماً، نشاطاً مسرحياً كثيفاً.

وليس في الأمر غرابة، فإدلب وكل ما يتعلق بها، ظلت مغيبة لعشرات السنين، بقرار من حافظ الأسد، وبدأ السوريون يكتشفون هذه المحافظة بعد وفاته، وبشكل خاص بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

مراون فنري.. ستة عقود على مسرح إدلب

الكاتب والمخرج المسرحي مروان فنري، أحد رواد المسرح في إدلب، يأخذنا بجولة على هذا المسرح، والذي أمضى على خشبته ستة عقود، قبل أن يغادر سوريا إلى مهجره في هولندا، ويتوقف عن العمل المسرحي نهائياً.

في عام 1953 أي قبل 71 عاماً شارك فنري في تأسيس نادٍ مسرحي في إدلب، أسسه مع نظمي عبد العزيز، وعبد الله الشيتي وصلاح بطل وسالم بركات وهشام الحكيم وسامح نعسان آغا وحسن دويدري وآخرون.

وعن بدايته يقول مروان فنري لموقع تلفزيون سوريا: "كنا طلاباً، نأخذ الكتاب من المركز الثقافي أو من المكتبات الموجودة، وندوره على جميع أعضاء النادي ليقرؤوه. وبهذه الطريقة كنا نقرأ عشرات الكتب والمسرحيات في الشهر الواحد، رغم صغر سننا، كنا نريد النهوض بمجتمعنا.. هذا كان هدفنا".

وبعد أربع سنوات من تأسيس النادي، وقراءة أعداد كبيرة من المسرحيات والكتب، بدأ فنري بالعمل ككاتب ومخرج، يقول: "بدأت التأليف والإخراج المسرحي في إدلب عام 1957، واستمريت على خشبة المسرح 57 عاماً، أي حتى عام 2010 حيث توقفت عن العمل، وغادرت سوريا بسبب الأحداث التي شهدتها إدلب".

أخرج فنري أول مسرحية عام 1958 بعنوان "امرأة الشيطان" عن قصة أجنبية أعد نصها الشاعر "نظمي عبد العزيز"، وتضم لائحة المسرحيات التي ألفها أو أخرجها، 50 مسرحية طاف بها المحافظات السورية، أهمها:

  • تراجيديا "أوديب" لسوفيكليس 1970

 

 

  • تراجيديا "أوليس" تأليف رياض نعسان آغا 1973 (حازت على جائزة عن النص والممثل الأول والإخراج)

 

  • مسرحية "فرعون لا يشبه الفراعنة" عام 1976

 

  • مسرحية "حكي القرايا" لممدوح عدوان 1994 عرضت في إدلب ودمشق وحلب

 

  • مسرحية "الزير سالم" تأليف علي سالم 2005

 

  • مسرحية "قهوة أبو النوري" عرضت بإدلب 2006 في ذكرى حسيب كيالي

 

  • مسرحية طفل زائد عن الحاجة تأليف عبد الفتاح قلعجي 2007

 

  • مسرحية "كلب البيك" تأليف ممدوح عنوان 2008

 

  • مسرحية "مجنون.. " وهي مونو دراما، تأليف وإخراج مروان فنري، عرضت بإدلب 2010، وكانت آخر مسرحياته.

وعن مسرحية "طفل زائد عن الحاجة" يقول عنها فنري: "هي من أنجح المسرحيات التي كتبها القلعجي، وتجسد ضيق الحال والضغط المعيشي بحيث يريد من زوجته الحامل أن تسقط الحمل، لقد أخرجت المسرحية بطريقة العبث وجعلت الأحداث العبثية تجري على أرجوحة دوارة، وأنهيت المسرحية برجل مجهول يخترق الجدار ويبحث عن قمامة".

"فيل يا ملك الزمان".. مسرحية منعها النظام

وعن مسرحيته التي منع عرضها حزب "البعث العربي الاشتراكي" قال مروان فنري لموقع تلفزيون سوريا: "هي مسرحية فيل يا ملك الزمان، وفكرتها أن فيل الملك نزل إلى السوق، وبدأ يخرب كل ما يصادفه ويدوس على الأطفال، فاجتمع الناس الغاضبون وقرروا الاحتجاج عند الملك، وفعلاً احتج المئات من الناس، لكن لم يدخل منهم إلى قصر الملك إلا العشرات، ولم يحضر أمام الملك سوى 4 أو 5 أشخاص، ولما طلب الملك منهم الكلام لم يبق إلا واحد، سأله الملك ماذا تريدون؟ قال : نريد تزويج الفيل بفيلة".

من أرشيف مراون فنري ـ خاص

ويتابع "هذه المسرحية منعت من العرض بأمر من فرع حزب البعث في إدلب، وظلت ممنوعة لمدة 15 عاماً".

ويعرض مروان فنري صوراً لأيام المسرح في إدلب، ويقول: "هذه الصور مجرد بقايا، أنا مهاجر خرجت لا أحمل شيئا، فالأرشيف الكامل موزع بين عدة مناطق وأشخاص، وخاصة جزء موجود في إدلب عند أحد أعضاء الفرقة".

وعن مستقبل المسرح في إدلب يقول فنري: "لقد سلمت الراية، ومن سلمتهم الراية يعملون، والحركة المسرحية مستمرة بإدلب لأن عناصر المسرح الضرورية متوفرة، وخاصة الأشخاص المثقفون".

ويضيف "عندما تكون البذرة صالحة ستنبت الورود، والحمد لله أسست مسرحا في إدلب بصورة صحيحة، وتجولنا في كل المحافظات، وهذه البذرة أنبتت، وهذا ما أشرت إليه في كلمتي في يوم المسرح العالمي عام 2006".

المخرج والمؤلف السوري مروان فنري

مخرج ومؤلف سوري من مواليد مدينة إدلب، يعتبر من أبرز أعمدة الحركة المسرحية في "إدلب"، أخرج أولى مسرحياته في عام 1958 بعنوان (امرأة الشيطان) عن قصة أجنبية أعد نصها الشاعر (نظمي عبد العزيز).

تنقل في أسلوبه الإخراجي بين المدرسة التجريبية والحديثة والكلاسيكية ومسرح الأطفال.

شارك في العديد من المهرجانات المسرحية، ونال الكثير من الجوائز، وتم اختياره ليكون مديرا للمسرح القومي في إدلب.