طرح باحثان سوريان مقترحين لحلّ أزمة الكهرباء المتنامية في مناطق سيطرة النظام، خصوصاً خلال فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، حيث يزيد الطلب على الطاقة الكهربائية لأغراض التدفئة والطهي والتسخين.
ونقلت صحيفة "البعث" الناطقة باسم النظام عن مسؤول سابق في "هيئة الاستثمار السورية" وائل عبد الكريم الشيحاوي، أنه قدّم مقترحاً بـ "تحرير أسعار الكهرباء التقليدية وتحويل المبالغ المصروفة على دعم قطاع الكهرباء إلى تمويل منظومة الطاقة البديلة في المنازل، مجاناً".
وقال الشيحاوي: "إن فكرة التحول نحو حوامل الطاقة البديلة يجب دراستها بعناية، ويجب أن يُطلق مشروع وطني على مراحل".
وبيّن أن فكرة المشروع تقوم على أساس "تمويل المواطنين بمبالغ توازي مبالغ الدعم المصروفة من الدولة لقطاع الكهرباء لتركيب منظومة الطاقة في كل منزل بشكل مجاني، مقابل تغذية الفائض إلى الشبكة العامة بشكل مجاني أيضاً، ويتم تحرير أسعار الكهرباء التقليدية، وتتوفر الكهرباء بشكل دائم دون انقطاع وبالتكاليف نفسها" بحسب الصحيفة.
توليد كهرباء على بواخر عائمة قبالة الساحل السوري!
أما أستاذ الهندسة الكهربائية والميكانيكية في جامعة "تشرين"، منيف حسون، فاقترح ما وصفته الصحيفة بـ "حلّ سريع لتخفيف أزمة الكهرباء، مفاده الطلب من الأصدقاء بالسرعة الكلية التعاقد على تقديم محطات توليد كهربائية محمولة على بواخر عائمة في مرافئ اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة تربط إلى الشبكة العامة".
وأضاف حسون: "يُشترط في التعاقد أن يتكفل المزود بالتشغيل الكامل دون الاعتماد على الجانب السوري، وتدفع الحكومة ثمن الطاقة المُستجرة، ويكون سعر وحدة الطاقة (الكيلو واط) المنتجة أساس إجراء العقود". وزعم أن إمكانية إنجاز هذا المشروع المؤقت سيستغرق "ثلاثة أشهر فقط".
بدورها، علّقت الصحيفة على المقترحين قائلة: "خلاصة القول: أياً تكن الطروحات والحلول والأفكار، وسواء لقيت آذاناً مصغية أم لا، ولأن هناك ما لا يجب أن يُعلن عنه، وفقاً لمدير التوليد في وزارة الكهرباء، فإننا كمستهلكين ومستثمرين للطاقة لا نريد قتل الناطور، بل العنب".
أزمة كهرباء وانقطاع التيار لأكثر من 15 ساعة يومياً
يشار إلى أن وزارة الكهرباء، في حكومة نظام الأسد، أعلنت عن تحسن ملموس في وضع الكهرباء في مناطق سيطرة النظام، وتخفيف ساعات التقنين، اعتباراً منذ مطلع شهر آب الجاري، إلا أن ذلك لم يحصل واستمر انقطاع الكهرباء وساعات التقنين على ما هي عليه.
وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام إن مئات الشكاوى من مختلف المدن والمحافظات السورية وصلت بسبب تقنين استثنائي وانقطاع طويل ومتواصل للتيار الكهربائي، تجاوزت فيه ساعات القطع 15 ساعة مقابل ساعة وصل واحدة.
وقال وزير الكهرباء في حكومة النظام، غسان الزامل، إن عطلاً أصاب خطوط التوتر العالي التي تربط المنطقة الشمالية والجنوبية مما أدى إلى خروج محطة تشرين ومحطة "دير علي" عن الخدمة.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات لأكثر من 15 ساعة متواصلة.