حذّرت منظمة "كير" الإنسانية الدولية العاملة في سوريا من أن ملايين السوريين معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، مشيرة إلى أن المرض "يمكن أن يكون قاتلاً بسرعة إذا لم يتم علاجه".
وقال بيان صادر عن المنظمة إنه "بعد أكثر من عقد من الصراع، نشهد تفشي وباء الكوليرا في سوريا، مما يزيد من ضعف السكان الذين يعانون بالفعل من الصراع والأزمة الاقتصادية والتحديات المعقدة الأخرى".
تهديد خطير للشعب السوري
وأفادت مديرة المنظمة في سوريا، جوليان فيلدفيك، أن نحو 70 % من سكان شمال شرقي سوريا "يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة ولديهم ظروف النظافة والصرف الصحي سيئة للغاية".
وأكدت المسؤولة في المنظمة أن "خطر الانتقال السريع والواسع للمرض مرتفع للغاية، ويشكل تهديداً خطيراً للشعب السوري".
من جانبها، شددت المديرة الإقليمية للمنظمة، نيرفانا شوقي، على "الحاجة الماسة إلى إجراءات فورية إذا أردنا قلب التيار ضد الكوليرا".
انتشار الكوليرا في سوريا
وحتى أول أمس الخميس، أشارت مصادر "تلفزيون سوريا" وإحصائيات مركز الترصد الوبائي ووزارة الصحة في حكومة النظام، إلى أن أعداد المصابين بالكوليرا في كامل سوريا تجاوز الألف إصابة، في حين يشهد انتشار الوباء تعتيماً من قبل إعلام النظام السوري على الأرقام الحقيقية للإصابات.
ووفق إحصائية مديرية الصحة بحلب تم تسجيل 800 إصابة و4 وفيات بسبب انتشار الوباء في المحافظة، من دون إحصائيات المشافي الخاصة والعيادات والصيدليات.
وسجلت العاصمة دمشق 53 إصابة توفي منها 7 حالات، في حين تجاوز عدد الإصابات في اللاذقية 100 إصابة، وفق مصدر خاص من مشفى تشرين الجامعي..
ناقوس الخطر في شمال غربي سوريا
وعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالة في شمال غربي سوريا، فإن مديرة منظمة "كير" في تركيا، شيرين إبراهيم، قالت إنه يجب "دق ناقوس الخطر"، مضيفة "نحن قلقون لأن سياق المنطقة يؤدي إلى انتشار الكوليرا على نطاق واسع".
وأوضحت إبراهيم أن "المخيمات مكتظة بالفعل، ومعظمها يستضيف النساء والأطفال، ويكافحون للحصول على المياه النظيفة"، مشيرة إلى أن "معالجة جودة المياه، من خلال زيادة جرعات المعالجة بالكلور لأنظمة إمدادات المياه والإدارة المناسبة لمياه الصرف الصحي، أفضل فرصة لدينا لوقف انتشارها، ومن الأهمية بمكان زيادة غسل اليدين وتعزيز النظافة ".
وأشارت مديرة "كير" في تركيا، المعنية بشمال غربي سوريا، إلى أن المنظمة "وضعت إجراءات فورية ذات أولوية وإرشادات للشركاء، بما في ذلك معلومات المراسلة، ومواد التعليم والاتصال، بالإضافة إلى خطة استجابة لثلاثة أشهر، لتوفير تدخلات وقائية طارئة ومستدامة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة".