قالت منظمة "إنقاذ الطفولة" إن الفتيات السوريات من اللاجئات معرضات بشكل متزايد لخطر الزواج المبكر بسبب الفقر والثغرات القانونية واللجوء الذي طال أمده، حيث تم تسجيل أكثر من 5.5 ملايين لاجئ سوري وفق تقرير للأمم المتحدة منذ اندلاع الثورة السورية.
ووفق تقرير للمنظمة قالت كيتلين سميث من منظمة "أنقذوا الأطفال" إن اللاجئين "يعانون من طول فترة اللجوء أو النزوح الذي أدى إلى أزمات معيشية خاصة مع ظهور وانتشار فيروس كورونا، الذي زاد نسبة الفقر، بالإضافة إلى مخاوف الحماية والافتقار إلى التعليم وجميعها دوافع لزواج الفتيات القاصرات".
وأضافت أن هذا أمر خطير على الفتيات، خاشية من أن يزداد الوضع سوءا على اللاجئين السوريين خلال فصل الصيف".
وفي تقرير بعنوان "الزواج بالاستثناء" قالت المنظمة إن القوانين المناهضة لزواج الأطفال في الأردن والعراق ومصر تتضمن استثناءات عديدة مثل السماح بالزواج المبكر بموافقة الوالدين أو القضاء.
ولم يسن لبنان الذي يضم نحو مليون لاجئ سوري قانونًا يمنع زواج الأطفال على الرغم من مطالبات ناشطين لتشريع قانون يجرم زواج الفتيات القصر منذ سنوات.
وأضاف التقرير أنه يتم تزويج الفتيات اللاجئات بمعدلات أعلى بكثير من المجتمعات المضيفة حيث "تكافح أسرهن من أجل البقاء ورؤية الزواج كوسيلة لتخفيض النفقات".
وأشار التقرير إلى أن 6٪ من اللبنانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عاماً تزوجن قبل بلوغ سن الـ 18 عاماً ، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 40٪ بين اللاجئين السوريين في نفس العمر.
وقالت رنا (اسم مستعار) وهي فتاة سورية تبلغ من العمر 16 عاماً تعيش في شمالي لبنان وغير متزوجة إن جميع صديقاتها باستثناء واحدة تزوجن، مؤكدةً أنه "لا توجد أي منهن سعيدة ويرغبن بالعودة إلى المدرسة".
وأكدت أن "هذه البلدان بحاجة إلى قوانين جديدة لمنع زواج القاصرات، سواء في القرية أو المدينة، فيجب تطبيق القانون بنفس الطريقة في كل مكان".
ووفق التقرير فإن نحو 15٪ من النساء بين 20 و24 عاماً تزوجن وهن أطفال في تركيا، لكن هذا الرقم يتضاعف 3 مرات بالنسبة للاجئين السوريين الذين يعيشون فيها.
وحثت منظمة "إنقاذ الطفولة" قبل انعقاد منتدى "جيل المساواة" في باريس الأسبوع الجاري جميع البلدان على تحديد عمر 18 عاماً كحد أدنى لسن الزواج داعيةً إلى سد الثغرات القانونية المتعلقة بهذا الأمر وتسجيل جميع الزيجات بشكل رسمي ومعاقبة أي شخص يسهل زواج الأطفال.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قالت في آذار الفائت إنه من المتوقع أن تصبح 10 ملايين فتاة عرائس قاصرات خلال العقد المقبل بسبب تأثير كورونا على التعليم والاقتصاد.
وأشارت إلى أنه تزوجت نحو 40 مليون فتاة دون السن القانوني في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة.