أقامت مؤسسة "سوريا الغد" بالتعاون مع فريق الاستجابة السريع البلجيكي، التابع لملتقى السوريين في بلجيكا، يوما ترفيهيا لأكثر من 70 طفلا فلسطينيا وذويهم، الذين فروا من جحيم الحرب بغزة.
"سوريا الغد" هي منظمة سورية خيرية تنشط في مصر، أقامت الحفل الترفيهي في متنزه بمنطقة العبور القريبة من العاصمة القاهرة، في 10 حزيران/يونيو الجاري، شاركت فيه العديد من العائلات السورية.
وتضمن الحفل نشاطات وفقرات متعددة تنوعت بين السباحة والمسابقات وتوزيع جوائز عينية ومادية، بالإضافة إلى فقرة الغداء، وشواء الذرة.
وكان الهدف من المبادرة أن يستمتع الأطفال في اليوم والنشاطات بعيدا عن أجواء التوتر وأصوات القصف، والتخفيف من وطأة الغربة عليهم.
يوم ترفيهي وسط الطبيعة
اختارت المؤسسة منتزه في منطقة العبور يتضمن أكثر من حوض سباحة ومساحات خضراء واسعة وأماكن للعب الأطفال، بالإضافة إلى مكان للشواء.
أقلت الباصات الأطفال وذويهم من أماكن سكنهم إلى مكان التجمع، واكتمل العدد بحدود الساعة الثالثة والنصف (بالتوقيت المحلي) بينما استمرت النشاطات حتى السابعة والنصف من مساء الإثنين.
أنس جباصيني، شاب سوري وأحد المتطوعين في هذا اليوم يقول، إن أقل ما يمكن تقديمه للأطفال وعائلاتهم هو تنظيم يوم ترفيهي بعيدا عن أجواء الحرب التي عاشوها.
يضيف أنس، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، نحن السوريين عانينا من الحرب أيضا ونعرف شعور أن تكون مجبرا على مغادرة بلادك بحثا عن مكان آمن، هذه ما دفعنا لمساعدة إخوتنا الفلسطينيين الذين تشاركنا معهم مرارة الغربة واللجوء.
نشاطات وفقرات متنوعة
كان النشاط الأول هو السباحة وفق البرنامج الذي أعده القائمون على المبادرة من المتطوعين والمؤسسات الخيرية المشاركة.
انضم للنشاط مجموعة من الأطفال الفلسطينيين مع وجود متطوعين مراقبين مع الأطفال وسط أصوات الأغاني الفلسطينية التي تصدح بصوت عال.
ماريا محمد (9 أعوام) طفلة فلسطينية تقول، دُمّر منزلنا في غزة واضطررنا للسفر إلى مصر وكنا نشعر بخوف شديد، ولكن كنت متحمسة جدا لهذا اليوم من أجل أن أمرح مع أخوتي وأصدقائي.
بعد السباحة استعد الأطفال لفقرة المسابقات، كانت عبارة عن بضع ألعاب ونشاطات تتضمن جوائز عينية وتوزيع الحلويات على الأطفال وغيرها من الهدايا.
خليل (12عاما) طفل فلسطيني يقول، شاركت في المسابقة وحصلت على جائزة عبارة عن علبة كبيرة من الشوكولا، كنا نحتاج إلى يوم نشعر فيه بالسعادة بعد كل ما مررنا به
تبعتها فقرة مسابقات للأمهات الفلسطينيات، كانت عبارة عن أسئلة دينية متنوعة، شارك فيها عدد من النساء وحصلن أيضا على جوائز نقدية قدمها فريق الاستجابة البلجيكي.
بابتسامة حزينة على وجهها قالت أم عبد الرحمن التي فرت مع أولادها وأحفادها من الحرب في غزة، لم أكن أرغب بترك منزلي ولكن الظروف كانت أقوى منا، نحن متعودون على الحروب ولكن هذه المرة كانت قاسية جدا، كل شخص موجود هنا فقد شخصا عزيزا عليه بالحرب الإسرائيلية وخسر منزله ووطنه، ولكن لا بد من أن نحاول الاستمرار في حياتنا.
الغداء وفقرة الشواء
بعد النشاطات المتنوعة كان لا بد من الحصول على فترة استراحة، والتي تضمنت الغداء وكان عبارة عن وجبات من المأكولات السورية تم إعدادها مسبقا توزعت على جميع المشاركين من أطفال وكبار ومتطوعين.
من ثم بدأت فقرة شواء الذرة والبطاطا الحلوة، التي قامت المنظمة بتجهيزها مسبقا، وشارك في عملية الشواء عدد من الشباب المتطوعين، من ثم وزعوها على الأطفال الذين عادوا للسباحة بعد الغداء.
يقول الطفل الفلسطيني عدي أحمد (8 أعوام)، المكان جميل جدا وأفضل شيء فيه هو وجود حوض سباحة لأني كنت أمارسها منذ أن كنت في غزة وأحببت أنني سأسبح هنا بعد وقت طويل من غيابي عنها.
بدوره سعد (19 عاما) أحد الشباب السوريين المتطوعين في المؤسسة قال، منذ بدء الحرب على غزة ونحن نحاول تقديم يد العون وفور معرفتنا بالمبادرة قررنا المشاركة كنوع من الدعم لأشقائنا الفلسطينيين.
وقبل حلول المساء، شارك عدد من المتطوعين بلبس شخصيات كرتونية من أجل زرع البهجة في نفوس الأطفال الصغار ورقصوا معا والتقطوا بعض الصور التذكارية، كما وزعوا عليهم بعض المأكولات التي يحبونها.
مبادرات سابقة
ليست المرة الأولى التي تنظم فيها مؤسسة سورية فعالية للفلسطينيين منذ بداية الحرب الدائرة في غزة من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث نظمت مؤسسة "سوريا الغد" في رمضان الماضي إفطارا للأيتام الفلسطينيين ضم نحو 60 طفلا وعائلاتهم.
وضم الإفطار عددا من الأنشطة والفعاليات مثل الرسم على الوجه والمسابقات الخاصة بالأطفال وتوزيع هدايا مادية أيضا.
كما تم الحصول على تبرعات "سخية" من أجل هذه اليوم من الأهالي، سواء مادية أو حتى إعداد وجبات الطعام والحلويات والعصائر، كما أعدت لوحات ترحيبية بالأطفال الفلسطينيين والسوريين على حد سواء، بحسب المنظمين.