اعتبر فريق "منسقو استجابة سوريا" أن هناك دول عربية وغربية تستغل المساعدات التي ترسلها لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا، كبوابة للتطبيع من النظام السوري.
وقال الفريق في بيان عبر صفحته في فيس بوك إن "ألمانيا والنرويج والسويد وأرمينيا، وأكثر من 28 دولة ترسل مساعدات تحت مسمى مساعدات إنسانية للمتضررين في مناطق سيطرة النظام السوري، من بينها إيران التي تستمر بنقل المعدات العسكرية تحت مسمى مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال".
وأوضح أن "أكثر من 223 طائرة وصلت إلى مطارات حلب دمشق واللاذقية وتم السيطرة عليها من قبل قوات النظام السوري وتحويلها إلى مخازن ومستودعات لتباع فيما بعد ضمن الأسواق المحلية".
وأضاف أن "العمليات الإغاثية التي تقوم بها الدول المختلفة العربية والغربية، أصبحت البوابة المجانية للتطبيع مع النظام السوري بعد سنوات من التهديد بالمحاكم والعقوبات".
"عقوبات أميركا أصبحت ضد السوريين وليس النظام"
وذكر الفريق أن منظمات المجتمع المحلي ناشدت لأكثر من عشرة أيام، المجتمع الدولي بدخول المساعدات الإنسانية والمعدات الثقيلة إلى الشمال السوري لإغاثة المنكوبين ورفع الأنقاض من دون جدوى.
وأشار إلى أن "كل ما يجري الآن هو بعلم وموافقة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، والذين كانوا أحد أسباب معاناة السوريين على مدار الأعوام السابقة إلى جانب روسيا والصين من حيث التلاعب بقرارات مجلس الأمن على صعيد الملف الإنساني السوري".
واعتبر أن "الولايات المتحدة الأميركية التي ادعت أنها فصلت العقوبات عن مسار المساعدات الإنسانية، أصبحت هذه العقوبات ضد الشعب السوري فقط وليس ضد النظام السوري".
التطبيع مع الأسد على حساب ضحايا الزلزال
ومنذ وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من الشهر الحالي، تلقى بشار الأسد سيلاً من الاتصالات من قادة دول عربيّة وهبطت أكثر من 223 طائرة مساعدات في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، وسنحت الكارثة للأسد فرصة لدفع عملية تطبيع نظامه مع بقية دول العالم العربي، والتي إن كانت تسير ببطء لكنها تتقدم.
وأجرى قادة مصر والجزائر وسلطنة عمان والأردن وتونس والبحرين والإمارات اتصالات هاتفية برئيس النظام السوري بشار الأسد، لتقديم التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، كما أجرى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد زيارة لسوريا، التقى خلالها بشار الأسد، وجال في المناطق المتضررة من الزلزال في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية.
ويسعى رئيس النظام السوري بشار الأسد، لتحقيق مكاسب سياسية من كارثة الزلزال الذي دمر أجزاء واسعة من البلاد، ويضغط من أجل إرسال المساعدات الإنسانية عبر مناطق سيطرته للتحرر تدريجياً من العزلة الدولية المفروضة عليه.
ووسط فيض التعاطف مع الشعب السوري بعد الزلزال المدمر، انتهز النظام السوري الفرصة لتكرير مطالبه بضرورة التنسيق معه بشأن المساعدات، في حين لم تظهر الدول الغربية ما يفيد باستعدادها لتلبية هذا المطلب أو التعامل مع الأسد مرة أخرى، إلا أن ما يخدم النظام هو صعوبة إرسال مساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا.