أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، بأنّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تواصل، منذ شهر تقريباً، اعتقال أربعة أشخاص بينهم صحفي وطفل مصاب بالسرطان، وسط مطالبات بالكشف عن مصيرهم.
وطالبت "شبكة الصحفيين الكُرد السوريين" بالكشف عن المصير المجهول لأحد أعضائها الصحفي كوران عزم، مشيرةً إلى أنّه اعتُقل بشكل تعسّفي منذ أكثر من شهر، ومن دون وجود أيّ مذكرة توقيف بحقّه.
وقالت الشبكة في بيان نشرته على صفحتها في "فيس بوك"، إنّ "توقيف كوران عزم كلّ هذه المدة يعتبر مخالفاً لقوانين (الإدارة الذاتية)، واعتداءً على الحريات الصحفية التي تعمل لأجلها شبكة الصحفيين الكُرد السوريين".
وكانت مجموعة مسلّحة تابعة لـ"استخبارات قسد" قد اعتقلت، يوم 26 شباط الفائت، الصحفي كوران عزم، وأحمد عبد الرزاق ملا أحمد، وسيف الدين حاج أحمد وابنه محمد (15 عاماً)، من محل إكسسوارات يملكه "كوران" وسط سوق مدينة القامشلي.
وأوضحت مصادر مقرّبة من عائلات المعتقلين لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ "مجموعة ملثّمة حاولت اعتقال الطفل محمد حاج أحمد من مكان عمله في سوق القامشلي، وحين محاولة الصحفي كوران وأحمد ملا أحمد، التدخل للاستفسار عن سبب الاعتقال، تم الاعتداء عليهم بالضرب واعتقالهم أيضاً".
اقرأ أيضاً.. أهالي 38 سيدة محتجزة في الرقة يطالبون "قسد" بالكشف عن مصيرهن
وأشارت المصادر إلى أن عائلات المعتقلين راجعوا المؤسسات الأمنية التابعة لـ"الإدارة الذاتية" للاستفسار عن مكان وجود أبنائهم وسبب اعتقالهم، إلّا أنّ قوات "الأسايش" (قوى الأمن الداخلي) نفت معرفة مكانهم أو الجهة التي اعتقلتهم.
وينشط في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا، جهاز أمني يُعرف بـ"الاستخبارات"، يشرف على عمليات اعتقال وخطف المعارضين والناشطين والمطلوبين بـ"تهم الإرهاب أو الفساد"، والجهاز عملياً يتبع لمؤسسات "الإدارة الذاتية" أو "قسد"، إنّما تُشرف عليه كوادر من "حزب العمال الكردستاني - PKK".
ورجّح مصدر مطلع خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ "عملية الاعتقال جاءت على خلفية استهداف مسيرة تركية لـ خليل منجي في مدينة القامشلي، يوم 23 شباط الفائت، وهو أحد المتهمين بمساعدة أحلام البشير المتهمة بتنفيذ تفجير شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول التركية".
وقال مصدر من عائلة "حاج أحمد" لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ مسلحين ملثمين اعتقلوا "سيف الدين" خلال وجوده في قرية "أبو المناصب" قرب الحدود السورية العراقية، وذلك تزامناً مع اعتقال ابنه "محمد" من سوق القامشلي.
وأشارت العائلة إلى أن "محمد" (15 عاماً) يعاني من مرض السرطان وكان والده، خلال الفترة الماضية، على تواصل مع العديد من المهربين مثل مئات المواطنين الراغبين بالهجرة، بهدف تأمين طريق وصول لـ طفله إلى أوروبا أملاً بالعلاج، وقد يكون خليل منجي أحد أولئك المهرّبين.
وخليل منجي هو من المتنفّذين في مناطق سيطرة "قسد" ومقرّب منها، ويُشرف على عمليات تحويل أموال وشركة صرافة إلى جانب عمله الرئيسي في تهريب الأشخاص من المنطقة إلى الدول الأوروبية.
ولم تعلن "الإدارة الذاتية" وأجهزتها الأمنية، بعد مرور أكثر من شهر، مسؤوليتها عن عملية الاعتقال بالرغم من أنها جرت نهاراً من قبل مسلّحين يرتدون زي "استخبارات قسد"، وسط مدينة القامشلي، حيث ينتشر فيه عناصر أمنيون بزي مدني تابعون لـ"قسد".
ووجهت العائلة نداء إلى جميع الجهات المحلية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان، للضغط على "الإدارة الذاتية" من أجل الكشف عن مصير أبنائهم المعتقلين، و"تقديمهم إلى المحاكم وفق القوانين التي سنتها بنفسها إذ كانوا مذنبين"، محمّلةً الإدارة المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، خاصةً الطفل محمد الذي يعاني من مرض السرطان.
وفي بيان سابق نٌشر، مطلع شهر آذار الجاري، دانت خمس منظمات حقوقية وإنسانية، عملية الاعتقال، وحمّلوا "الإدارة الذاتية" ومؤسساتها، مسؤولية أمن وسلامة المعتقلين، مطالبةً بالكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم فوراً.
يشار إلى أن مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا تشهد العديد من الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين والمؤسسات الإعلامية، وتشمل تلك الانتهاكات: سحب رخص من مؤسسات إعلامية وحرق مقارها، واعتقال صحفيين، وتعرض آخرين للضرب والاعتداء والتهديد بالقتل من قبل "الشبيبة الثورية".