icon
التغطية الحية

منتجات لا يستغني عنها السوريون.. كيف يحصلون عليها في مصر؟

2024.04.30 | 20:01 دمشق

آخر تحديث: 30.04.2024 | 21:33 دمشق

55
صورة تعبيرية
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

مع مرور أكثر من عشر سنوات على وجود السوريين في مصر، أصبحت المنتجات الغذائية السورية متوفرة في جميع المحافظات، سواء كانت زراعية أو صناعية، لتأمين احتياجاتهم والحفاظ على عاداتهم وطقوسهم في الطعام.

فاكهة مثل الجارنك والعوجا ومنتجات مثل صابون الغار وأكياس الحمام وحفارات الكوسا وأنواع من الأجبان والخبز السوري، باتت متوفرة في المحال السورية في مصر يحصلون عليها عبر الاستيراد أو الإنتاج المحلي وأحيانا يتم استبدالها بمنتجات مصرية.

وبسبب وجود صعوبات في عملية استيراد هذه المواد والمنتجات من سوريا، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد المستوردة بشكل كبير مزامنة مع موجة الغلاء الراهنة، الأمر الذي دفع الكثير من السوريين إلى استبدالها بمنتجات مصرية بجودة مشابهة وبأسعار أقل بكثير.

الجارنك والعوجا.. أسعار غالية بحجة الاستيراد

اعتاد السوريون شراء العوجا والجارنك، هما نوعان من الفاكهة الموسمية التي تنتشر في فصل الربيع فقط، وفي المرحلة الأولى من لجوئهم إلى مصر، كانت هذه المنتجات غير متوفرة في الأسواق والمحال السورية بسبب عدم القدرة على زراعتها لأن المناخ في مصر غير مناسب لها.

ولكن بعد فترة أصبحت تستورد من سوريا عن طريق التجار، وتباع داخل متاجر المواد الغذائية، أو عن طريق الإنترنت، ولكن بأسعار عالية جدا، حيث وصل سعر كيلو العوجا إلى 300 جنيه مصري، بينما وصل الجارنك لسعر 250 جنيهاً.

وعلى الرغم من وصوله إلى مصر عبر الاستيراد، لم يستطع عدد من السوريين شراءها بسبب أسعارها الباهظة مقارنة بالفاكهة المحلية.

وعبر بعض السوريين عن استيائهم عبر تعليقات على مواقع التواصل يطالبون فيها التجار ببعض الرحمة، وعدم استغلال تعلقهم بهذه الأصناف التي اعتادوا عليها في بلدهم.

ميرنا حسن (36 عاما) سورية تقول، شعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت أحد الصفحات تبيع الجارنك بعد 3 سنوات من وجودي في مصر، ولكن صدمتني الأسعار.

تضيف ميرنا، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أنه بسعر الكيلو يمكنني شراء عدة أنواع من الفاكهة كالموز والتفاح والبطيخ وغيرها تكفيني لمدة أسبوع أنا وعائلتي.

بدوره محمد عبيد (43 عاما) سوري في مصر يقول، يمكننا أن نشتريها مرة واحدة من أجل أن نتذكر الماضي ليس أكثر، بالرغم من أني أجد طعمها مختلفا قليلا عن التي كنت آكلها في سوريا.

بينما يختلف رأي التجار، حيث يعتبرون السعر مناسبا لأن هذه المواد غير موجودة في مصر ومن الطبيعي أن يكون سعرها مرتفع.

براء المليحاني، صاحب محل خضراوات سوري بالقاهرة يقول، إننا نستوردها من سوريا، وندفع الكثير من أجل إيصالها للزبون، وربحنا لا يكون بالقدر الكافي، ولكننا نحاول تأمين كل ما هو سوري، حتى إننا نزرع الخضراوات الورقية كالبقلة والبابونج ونستورد بذورها أيضا.

وفي الآونة الأخيرة، قام بعض المزارعين السوريين بزراعة الجارنك في مصر، ولكن ببذور مصرية وطعمها يختلف عما كان في سوريا، وفق لشهادات العديد من السوريين لموقع "تلفزيون سوريا".

مع ذلك، لاقت هذه المنتجات إقبالا من المقيمين في مصر بسبب سعرها المنافس للمستورد والذي قد يصل لنصف السعر، وتم عرض المنتج على الصفحات السورية.

منتجات غير موجودة إلا عند السوريين

يستورد التجار وعدد من السوريين منتجات خاصة بالسوريين، كأكياس الحمام وصابون الغار الحبي، وشامبو هامول وسنان للأطفال، بالإضافة إلى أنواع خاصة من البسكويت والزعتر وركوات القهوة.

وتتوفر هذه المنتجات في متاجر السوريين، أو عبر الإنترنت حيث يتم نشر صورها واستلام الطلبيات عن طريق أصحاب الصفحات، وفي الغالب تكون بأسعار مناسبة.

وفتحت هذه المنتجات المجال أما فرص عمل لبعض السوريين الذين يستطيعون السفر إلى سوريا، ويقومون بحملها معهم وبيعها والربح منها.

لبنى جمول (31 عاما) سورية تقيم في مصر تقول، بدأت العمل بمجال بيع المنتجات السورية عندما كنت أزور عائلتي في دمشق، وطلب مني عدد من جيراني بضعة أشياء، ومن بعدها جاءتني فكرة العمل.

تضيف لبنى، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أصبحت أؤمن جزءا من تكاليف رحلتي عن طريق التجارة بهذه المنتجات، فأحضر معي ركوات القهوة، والشامبو والصابون، وحفارات الكوسا، وبعض أنواع البسكويت غير الموجود في مصر، وأقوم ببيعها فورا نظراً للإقبال الكبير عليها.

استبدالها بمنتجات مصرية

اعتاد السوريون في مصر في الآونة الأخيرة على استبدال المنتجات السورية نظراً لارتفاع ثمنها بأخرى مصرية تكون ذات جودة مشابهة، ولكن بأسعار أقل تناسب قدراتهم الاقتصادية.

وتجد أصناف الفاكهة المصرية إقبالا لدى السوريين مثل الجوافة والمانجو، والتي تعتبر فاكهة صيفية أسعارها منخفضة، وهي جديدة نسبياً على المائدة السورية.

كما اعتاد الكثير من السوريين على الأجبان المصرية ذات النكهات المتعددة، فكانت الجبنة الرومي في مقدمتها، وبعض أنواع المرتديلا (اللانشون المصري) والمخللات، والخبز المصري الذي اعتبره البعض صحيا أكثر من السوري، وسعره أقل أيضا ويمكن الحصول عليه من أي مكان.

يقول عيسى العبد الله (56 عاما)، سوري يقيم في مصر، ندفع مبالغ كبيرة من أجل أكلات الإفطار، ولا يراعي أصحاب المحلات الظروف الاقتصادية الصعبة، فبدلت الجبنة البيضاء بالجبنة الرومي وبعض أنواع الأجبان المصرية.

يضيف عيسى، رغبة السوريين بشراء المنتجات التي اعتادوا عليها زادت من جشع التجار، الذين ينتهزون احتياجاتهم وراحوا يواصلون رفع الأسعار باستمرار.

بدورها، ريم سليمان (51 عاما)، وهي سورية أيضاً، تقول أصبح سعر كيلو القهوة السورية المعلبة حوالي 900 جنيه (نحو 20 دولارا أميركيا)، وهو ما لا يمكن تحمله، فقمت أنا وزوجي بتبديلها بالقهوة المصرية التي يبلغ سعرها 600 جنيه وأحيانا أقل.