تخضع بعض قطعان الخراف في محافظة الرقة لعمليات "تزوير" من خلال تغيير في المواصفات الخارجية، في ظاهرة أشبه ما تكون بـ"عمليات التجميل" التي تُستخدم فيها "حُقن البوتكس" وأصبغة الشعر المعروفة لدى النساء، وذلك بهدف بيع تلك الأغنام بأسعار مرتفعة.
وبحسب موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، فإن أسواق الرقة تشهد مؤخراً ظاهرة فريدة من نوعها، تتمثل في إجراء "عمليات تجميل" لخراف من أجل تزوير سلالتها، ما يساعد على بيعها بأسعار مرتفعة، ويفيد المصدر بأن هذه المواشي تنال قدراً كبيراً من الاهتمام في الآونة الأخيرة بسبب الأسعار التي سجلتها، والتي بلغت ما يقارب الـ300 مليون ليرة سورية للرأس الواحد.
ونقل المصدر عن "أبو البشاير" وهو تاجر ومربي أغنام من السلالات النقية، أن سلالة "الحسن الإبراهيم" على سبيل المثال، يصل سعر الرأس الواحد منها إلى 25 مليون ليرة سورية في حال كان من السلالة النقية، في حين يصل سعر الخراف "النجدية" النقية السلالة إلى 50 مليون ليرة للرأس الواحد.
وأوضح "أبو البشاير" أن هذه الأسعار "تخصّ الذكور فقط، لكونها الأهم في عملية تنقية النسل والوصول إلى سلالات صافية"، مضيفاً أن سلالة "الحراجي أو الحراكي"، هي أغلى أنواع السلالات النقية، ويصل سعر الخروف لمبالغ ضخمة، وقد ثبت بيع عدد من الخراف المزورة من خلال عمليات التجميل التي تخضع لها.
خطوات عمليات تجميل الخراف
وعن تفاصيل وخطوات عمليات تجميل الأغنام، يقول أبو البشاير: "يتم اختيار خروف قريب من (الحراجي) بالشكل، ثم يخضع لسلسلة من العمليات التي تبدأ من غسل صوفه بواسطة أدوات الضخ القوية كما يحدث في مغاسل السيارات. بعدها يجري اختيار أنواع من أصباغ الشعر النسائية لصبغ الصوف بألوان الحراجي، كما يتم حقن (البوتوكس) تحت جلد أنف الخروف ليأخذ شكل أنف الحراجي، وبذلك يكون الخروف مزوراً ومجمّلاً بقصد الغش".
وبحسب المصدر، فإن عمليات تزوير الخراف تجري في مناطق بريف حمص قبل أن تشحن نحو أسواق مدينة الرقة، حيث يوجد العدد الأكبر من خراف الحراكي النقية بعد أن انتقلت تربيتها إلى المحافظات الشرقية في ستينيات القرن الماضي. وقبل ذلك، دخلت تلك السلالة من فلسطين المحتلة إلى ريف محافظة حمص ثم انتشرت شرقاً. وحالياً تلقى هذه السلالة رواجاً كبيراً في أسواق ومزادات المواشي في محافظة الرقة بشكل خاص.
أسعار الخراف المزوّرة
وسجلت عمليات بيع خراف مزورة لمربين من الرقة ولتجار نقلوا تلك الخراف إلى الأراضي العراقية، ليتم العمل على تنقية السلالة هناك والحصول لاحقاً على خراف حراكية أصيلة، بحسب "أبو البشاير" الذي لفت إلى أنه من الصعب على المربين العاديين اكتشاف عملية التزوير إلا بمساعدة خبراء في شكل الحراكي الأصيل الذي يصل سعره إلى أرقام خيالية نتيجة "نقاوة دمه"، على حد تعبيره.
مصدر في سوق المواشي بالرقة، أكد بدوره أنه في الأسبوع الماضي بيع كبش بأكثر من 222 مليون ليرة سورية في قرية السويدية بريف المحافظة، مشيراً إلى أن كبشاً آخر وصل سعره إلى 300 مليون ليرة، ورغم ذلك لم يوافق مالكه على بيعه بهذا السعر.