في منتصف تموز الفائت، تحرك قسم من أهالي جبلة بمختلف مكوناتها، محتجين على الوضع المعيشي الحالي ومستنكرين تردي الأوضاع الاقتصادية. محاولات التظاهر هذه تم احتواؤها بسرعة ومنعت أي معلومة تنتشر عن هذا الموضوع. حتى أن أحد القائمين على شبكات أخبار جبلة نشر خبراً عن التظاهر وحذفه فوراً، وفق ما تقول مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا.
تضيف المصادر أن "قصة التظاهر لن تمر مرور الكرام لدى النظام ولن يسكت عنها أو يتهاون، ولكنه لن يستطيع التعامل بنفس العقلية السابقة خاصة وأن كذبة المسلحين والمندسين لم تعد قابلة للتصديق من قبل مواليه، فلم يجد حلاً سوى اعتقال تجار المخدرات الصغار وإشغال الناس عن مشاغلهم الأساسي وهذا ما يحدث اليوم".
تترافق حملة مداهمة شبكة المخدرات في جبلة مع نشاط حركة عبر فيس بوك تدعى "حركة 10 آب" والتي تدعو للعصيان المدني والتحرك ضد النظام، مع انتشار فيديوهات من مناطق مختلفة واقعة تحت سيطرة النظام لمنشورات تدعو لرفض تردي الواقع المعيشي والأمني.
ذريعة المخدرات
تقول المصادر المحلية من مدينة جبلة لموقع تلفزيون سوريا "يوماً تنتشر الحشيشة مثل الدخان في البلاد وفي اليوم التالي تنتشر دوريات المكافحة".
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة في مدن سورية عدة، عادة تدخين الحشيش وخاصة بين الشبان. يستغرب علي (طلب عدم ذكره اسمه كاملا) من "الوضوح في تداول الحشيش بين شبان هذه الأيام ولكن غير الظاهر للعلن هو تجارة المخدرات التي نسمع بأخبار مصادرتها يومياً في دول الجوار، هذا عدا عن عمليات التصنيع التي تتم في القرداحة ويشرف عليها ويحميها شبيحة الأسد"، كما يقول.
تشير المصادر إلى أن بشار بن طلال الأسد هو الموزع الرئيسي للمخدرات في سوريا وهو من يتحكم بتجارتها ضمن الساحل السوري ويشرف على توزيعها لدول الجوار. وتضيف المصادر أن النظام السوري وحلفاؤه "أسسوا في السنوات الأخيرة شبكة قوية لتوزيع وتصدير المخدرات في الساحل، وفي المقابل عمل على خلق جماعات حوله من الفقراء والمحتاجين ليتغنوا ويتحدثوا عن مآثره وكرمه ومساعدته لأهالي القرداحة والقرى المجاورة جاهلين أنه من يتحكم بسوق التهريب والمخدرات في الساحل".
وانتشرت دوريات مكافحة المخدرات في الأسبوعين الفائتين في منطقة جبلة وبالأخص في منطقة الرميلة الواقعة في مدخل المدينة الشمالي، والتي تضررت بشكل كبير إثر زلزال 6 من شباط.
هذه الدوريات اعتقلت عدة شبان، وأبرزهم شخصان من بيت عفيف أما الثالث فهو "متخف"، وبحسب الروايات التي انتشرت وقتها أن هذه الدوريات جاءت لحماية المنطقة من تجار المخدرات، وفق المصادر.
"وتلفت المصادر أن "المضحك ان قسماً كبيراً من أهالي منطقة الرملية يعملون بالتهريب مع عائلتي الأسد وشاليش وغيرهم فممن يريدون أن يحمونهم؟".
تؤكد المصادر أن "النظام سيعود لاستخدام كذبة المخدرات لتشديد القبضة الأمنية على الساحل السوري وخاصة في اللاذقية، وتتابع "على غرار حكاية راجح ومن منا لا يعرف قصة راجح في مسرحية فيروز بياع الخواتم عندما اخترع المختار شخصية خيالية شريرة أسماها راجح وأخافهم منها ليوهمهم بأنه يحميهم وهذا مافعله النظام في 2011 وحالياً يعيد فعله بقصة المخدرات".
"بروباغندا النظام غير مقنعة"
يحاول النظام السوري صرف نظر المواطنين عن واقعهم المعيشي والأمني المتردي، "فكل البروباغاندا التي ينشرها النظام وكل المحاولات لإخافة شعبه وجعلهم يتمسكون به تبوء بالفشل تارة تشتعل الحرائق في مناطق عدة يتبعها بيع لهذه الأراضي لحيتان المال أو واجهاتهم وبعدها محاولة محاربة المخدرات".
"أبو لؤي" أحد سكان مدينة جبلة يتحدث بسخرية عن الوضع، ويؤكد "أن انفجاراً شعبياً سيحصل مهما طال الوقت، فبداية بدأ وضع الكهرباء يتدهور بشكل مخيف لدرجةٍ أجبرت سكان جبلة واللاذقية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية ولو عن طريق سحب قروض بنكية. ولكن لا يستطيع كل السكان تركيب منظومات طاقة شمسية هذا مادفع كثيرين للاحتجاج والذي على إثره قدم وزراء المياه والكهرباء للساحل وتحسنت الكهرباء وبات القطع 4 ساعات ونصف والوصل ساعة ونصف ولكن حسب قول أبو لؤي هذا ذر للرماد في العيون".
ويتابع "كيف يتوقعون من شعب أن يتحمل كل هذا الذل والضغط وهم لا عين ترا ولا أذن تسمع".
وتشهد الأسواق السورية مؤخراً تدهوراً كبيراً وسريعاً لليرة السورية مترافقة بارتفاع كبير للاسعار ورفع تدريجي للدعم الحكومي بشكل واضح وغير خجول.
يعيش سكان الساحل خاصة في صدمة خاصة أن مدنه تضررت بشكل كبير من زلزال 6 من شباط وحتى اليوم، ورغم كل المساعدات العربية والدولية التي وصلت لم يتغير واقع المتضررين ولم تعوضهم حكومة النظام بشيء؛ هذا عدا عن أن أي حديث عن زيادة رواتب أو منحة باتت تقابل بالسخرية من قبل السوريين جميعهم. و"في حال استمر الوضع على ماهو عليه فإن حراكاً كبيراً قديماً من مناطق سيطرة النظام نفسها سيتحرك قريبا".