icon
التغطية الحية

مقتل "أبي ماريا القحطاني" بانفجار عبوة ناسفة في ريف إدلب

2024.04.04 | 23:38 دمشق

fgg657
مقتل "أبي ماريا القحطاني" بانفجار عبوة ناسفة في ريف إدلب
إدلب - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أكّدت مصادر محلية مقتل القيادي البارز في "هيئة تحرير الشام"، ميسّر علي الجبوري الملقّب بـ "أبي ماريا القحطاني"، بتفجير عبوة ناسفة في ريف إدلب، اليوم الخميس.

وأفادت مصادر أمنية لـ تلفزيون سوريا، بأن "القحطاني" لقي مصرعه من جراء انفجار عبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بعد، استهدفت مضافته في بلدة سرمدا بريف إدلب، مشيرة إلى إصابة مرافقه "أبي عمر الديري" مع 4 عناصر آخرين من "تحرير الشام".

وذكرت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" أن القحطاني لقي مصرعه في تفجير انتحاري نفذه عناصر من "تنظيم الدولة" تسللوا إلى مضافته.

ونفت مصادر إعلامية ومحلية رواية الهيئة، وأكدت أنه تم وقع عبوة ناسفة داخل مكان تواجد القحطاني، وتم تفجيرها عن بعد.

وكانت "هيئة تحرير الشـام" قد اعتقلت "القحطاني" في شهر آب 2023 بتهمة "العمالة لجهات خارجية"، قبل أن تطلق سراحه في الثامن من آذار الماضي بعد تبرئته من التهمة.

لدى اعتقاله، شكّلت "الهيئة" لجنة تحقيق خاصة لمساءلة "القحطاني"، بحسب بيان رسمي صدر آنذاك، قالت فيه الهيئة إن "القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل"، في إشارة إلى تواصله مع التحالف الدولي.

وكان "القحطاني" قد عمل طوال أشهر سبقت اعتقاله، على تكثيف التواصل مع قيادات ضمن الجيش الوطني السوري، وقادة سابقين في "حركة أحرار الشام"، وجميع الأطراف الناقمة على "الهيئة"، وحاول إقناعهم بفتح صفحة جديدة والتنسيق المشترك.

من هو أبو ماريا القحطاني؟

تحاط شخصية القحطاني، واسمه الحقيقي ميسر علي موسى عبد الله الجبوي، بكثير من الغموض، إلا أن بعض الحقائق والمعلومات تسربت عنه خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، لكنها جاءت ضمن روايات مختلفة ومتناقضة، وفق مقال نشره الدكتور حمزة المصطفى في العام 2014.

تؤكد المعلومات الاستخباراتية العراقية أن القحطاني هو أحد ضباط جيش العراقي السابق، وأحد أبرز ضباط فدائيي صدام حسين، وله ألقاب كثيرة، منها أبو ماريا "الهراري" نسبة إلى مكان مولده، و"البقال" وغيرها.

وعُرف عن القحطاني أنه كان شخصية "مكروهة" من قبل قيادة "تنظيم الدولة" في العراق، واتهم في أكثر من مناسبة بتأليب أبو محمد الجولاني على أبو بكر البغدادي، وبأنه "هندس" العلاقة بين الجولاني والظواهري، وأخرج الجولاني من عباءة التبيعة المباشر لـ "تنظيم دولة العراق الإسلامية" وربطه بشكل مستقل بقيادة تنظيم "القاعدة".

بعد الغزو الأميركي للعراق، وحل الجيش العراقي، انضم أبو ماريا إلى تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في عام 2004، تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، وكان يشارك في العمليات العسكرية في محافظة نينوى، وعين بعد إعلان دولة العراق الإسلامية في العام 2006، في منصب "شرعي" الموصل.

وتشير هذه الرواية، إلى أن القحطاني، تقلد مناصب عدة في تنظيم دولة العراق الإسلامية، فأصبح مهندس العلاقات مع العشائر التي بايعت التنظيم سراً، ثم أصبح يدير الأمور المالية، أو ما يسمى بـ"الحسبة" ضمن محافظة الموصل إلى حين اعتقاله أواخر عام 2008، حيث مكث في السجن زهاء عامين، ليطلق سراحه في أواسط عام 2010.

وفي رده على هذه الروايّة، ينفي مرصد الجهاد العالمي بعض حيثياتها، ويؤكد معظمها، فالمرصد ينفي أن يكون القحطاني ضابطاً في الجيش العراقي، ويؤكد أنه ووالده "أبو ميسر" كان يكفّران البعث وأعضاءه.

ورغم تناقض تلك الروايات، إلا أنها تميط اللثام عن شخصية القحطاني، بل إن وزراة المالية الأميركية أكدتها، وفرضت في عام 2012 عقوبات مالية عليه، وأدرجته ضمن لوائح شخصيات الإرهاب كونه "يعمل نيابة عن القاعدة في سوريا".

بدأت الخلافات بين القحطاني و"تنظيم الدولة" بعد خروجه من السجن، حيث رفض الالتحاق بالتنظيم مجددا، وانتقل إلى سوريا واعتزل ظاهرياً النشاط الجهادي وفتح محل بقالة في دير الزور، لكن ما أغضب قيادة التنظيم أنه بقي على اتصال مع قيادات الجهاد في العراق والجزيرة العربية وأفغانستان، وحاول إقناع شيوخ ودعاة في "تنظيم الدولة" بالانشقاق عن التنظيم أو خلع أميره الجديد آنذاك أبو بكر البغدادي، بذريعة سياساته الخاطئة وانتهكاته الواسعة، وتأسيس بديل جهادي جديد، الأمر الذي دفع قيادات في "تنظيم الدولة" إلى اتهامه بالخيانة، وأطلقوا عليه لقب "البقال الخائن".

تعتقد قيادة "تنظيم الدولة" أنه بعد انطلاق الثورة السوريّة، ودخول الجولاني إليها لتأسيس تنظيم جهادي بتوصية وتوجيه من البغدادي، تواصل القحطاني مع الجولاني، وعرض عليه المساعدة، متسلحاً بشبكة المعارف الواسعة داخل سوريا والعراق ومع قيادات الجهاد العالمي.

وسرعان ما قرّبه الجولاني إليه، وعينه "شرعياً عاماً" لـ "جبهة لنصرة" دون الرجوع إلى قيادة "تنظيم الدولة"، وخلال فترة قصيرة، استطاع القحطاني أن يؤمّن للجولاني اتصالاً مباشراً مع الظواهري ليحرره من ضغوطات البغدادي، وقيود رجاله الذي عينهم في مجلس شورى "جبهة النصرة".

والجدير بالذكر أن بعض أعضاء "جبهة النصرة" اتهموا القحطاني صراحة بتوريطهم في قتال "تنظيم الدولة"، وبدؤوا يستخدمون مصطلحات جديدة مثل "أحقاده الشخصية" و"ثأره الشخصي" .. إلا أن الجولاني كان لا يستطيع الاستغناء نهائياً عن القحطاني بسبب موقعه ومكانته وعلاقاته، ولكنه ربما يتجه إلى "تجميده"، مستنسخاً أسلوب الأسد مع نائبه السابق فاروق الشرع.