نشر الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقالة في صحيفة "واشنطن بوست"، أمس السبت، يشرح فيها الغاية من جولته في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، ويبرر بشكل رئيسي زيارته للسعودية.
وافتتح بايدن مقالته التي حملت عنوان "سبب زيارتي للسعودية"، بالقول إنه بزيارته للشرق الأوسط سيبدأ فصل جديد وواعد للدور الأميركي في المنطقة.
وحدد بايدن بشكل مباشر أهمية الشرق الأوسط في العالم، من خلال دوره التجاري، وتوفيره لموارد الطاقة خاصة بالتزامن مع الحرب الروسية في أوكرانيا، وقال إن زيارته تأتي في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، من شأنها أن تسهم في تعزيز المصالح الأميركية.
شرق أوسط متحد دبلوماسياً
وبحسب تعبير بايدن، فإن الشرق الأوسط الذي سوف يزوره أكثر استقراراً وأماناً من الذي "ورثته" إدارته قبل عام ونصف العام.
وأوضح الرئيس الأميركي، أن وجود شرق أوسط أكثر أمناً، وغير مفكك بسبب الصراعات، ومتحد بشكل دبلوماسي، من شأنه أن يعود بالفائدة على الأميركييين، مؤكداً أن هذا السيناريو يشكل أهمية قصوى بالنسبة له، وسوف يواصل جهوده الدبلوماسية بشكل مكثف لتحقيق أهدافه، بما في ذلك من خلال اجتماعات تجري وجهاً لوجه.
ولفت بايدن، إلى أنه من غير المرجح أن تسبب منطقة متحدة ومتعاونة في تطرف عنيف يهدد الولايات المتحدة، أو حرب جديدة تضع أعباء على القوات العسكرية الأميركية وعائلاتهم.
السعودية: شريك دبلوماسي بقيم أميركية
وابتدأ بايدن حديثه عن السعودية، بالتذكير بمواقف إدارته من مقتل جمال خاشقجي، وفرضها عقوبات على المتورطين في اغتياله، فضلاً عن إجراءات حماية المعارضين والناشطين السعوديين الموجودين في الولايات المتحدة، وغيرها من القضايا.
لكنه سرعان ما أكد أن الرياض شريك استراتيجي لواشنطن منذ 80 عاماً، وأن هدفه منذ البداية هو إعادة توجيه العلاقات مع المملكة وليس قطعها، مذكراً بدور السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ودعمها الكامل للهدنة في اليمن، وكشف أنها تعمل الآن مع خبراء من إدارته للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
ورداً على المعترضين لزيارته إلى السعودية، قال بايدن إن موقفه من حقوق الإنسان واضح، وإن الحريات دائماً على جدول أعماله حين يسافر إلى الخارج، وستكون حاضرة في هذه الرحلة أيضاً، مشيراً إلى أن لقاءه بالقادة السعوديين يوم الجمعة المقبل، سيكون هدفه تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى المصالح والمسؤوليات المتبادلة، مع التمسك بالقيم الأميركية الأساسية.
ولفت بايدن، إلى أنه سيكون أول رئيس أميركي يسافر من إسرائيل إلى السعودية، وأن قادة من جميع أرجاء المنطقة سوف يجتمعون في جدة، للإشارة إلى إمكانية وجود شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً، تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً وحيوياً فيه.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار بايدن إلى دور بلاده في إنهاء الحرب في غزة خلال 11 يوماً، التي كان يمكنها أن تستمر شهوراً، كما تعاونت واشنطن مع إسرائيل وعدة دول عربية للحفاظ على السلام، من دون السماح للإرهابيين بإعادة التسلح، بحسب تعبيره.
وقال بايدن، إن إدارته أعادت بناء العلاقات مع فلسطين من خلال استعادة 500 مليون دولار بالعمل مع الكونغرس، لدعم الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه مررت إدارته أكبر حزمة دعم لإسرائيل، تتجاوز 4 مليارات دولار أميركي.
ولفت بايدن، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تحدثا معاً هذا الأسبوع لأول مرة منذ خمس سنوات.
إيران في عزلة.. والمنطقة مليئة بالتحديات
وبخصوص إيران وبرنامجها النووي، أشار بايدن إلى انضمام أكثر من 30 دولة إلى واشنطن لإدانة عدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً أن إدارته ستواصل الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تمتثل إيران وتعود للاتفاق النووي لعام 2015. وقال بايدن، إن إيران باتت معزولة الآن حتى تحقيق هذا الهدف.
وأشار بايدن، إلى أن المنطقة ما تزال مليئة بالتحديات، بما في ذلك استمرار الحرب في سوريا، لافتا أنه في "شباط الماضي طردنا زعيم داعش الحاج عبد الله، مما أظهر قدرة أميركا على القضاء على التهديدات الإرهابية بغض النظر عن المكان الذي يحاولون الاختباء فيه"، مؤكداً أنه سوف يوضح لقادة المنطقة خلال اجتماعه معهم مدى أهمية إحراز تقدم في القضايا وغيرها من الأزمات في العراق وليبيا ولبنان وسواها من البلدان.