مقارنة بعام واحد.. هكذا تغيّرت أسعار السلع في دمشق قبل ليلة رأس السنة

لا تمر الأيام بشكل طبيعي على السوريين القاطنين في مناطق سيطرة النظام السوري، خصوصاً مع التراجع المستمر في أوضاعهم الاقتصادية، وعدم قدرتهم على شراء لوازمهم الأساسية، بعيداً عن إمكانية الاحتفال برأس السنة أو تنظيم حفل منزلي صغير للعائلة قرب المدفأة التي لا مازوت فيها أو أن الكهرباء فيها مقطوعة بشكل شبه دائم.

وخلال عام واحد ارتفعت الأسعار عشية رأس السنة بشكل جنوني، مع نسب التضخم الآخذة بالارتفاع، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها.

ورغم أن الأسواق في دمشق تعج بآلاف المارة يومياً إلا أن من يتأمل الأسعار أكثر بكثير ممن يقبلون على شراء أي شيء، مضطرين للاحتفاظ بأموالهم القليلة للحصول على الحاجيات الأساسية من خبز وطعام وأدوية.

ورصد موقع تلفزيون سوريا حالة ارتفاع الأسعار خلال عام كامل من أواخر شهر كانون الأول 2021 إلى أواخر شهر كانون الثاني 2022.

موسم مضروب

وقال سامي طحال أحد أصحاب المحال في سوق باب سريجة بدمشق، إن الأسعار يومياً في تغير، لا يوجد أي ثبات بسبب انخفاض قيمة الدولار، وتضخم سعر السلع من المصدر، يعني نحن موزعون صغار لا نقدر على تغيير الأسعار أو تخفيضها إلا بالحدود الدنيا.

وأضاف في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن رأس السنة موسم مهم بالنسبة لنا، ولكن هذا العام مع الوضع الاقتصادي المتردي، وغلاء كل شيء بشكل يومي وأحياناً بين الصباح والمساء، يجعل الناس تنفر من شراء أي شيء.

وأشار إلى أن العام الماضي، رغم الوضع الاقتصادي السيء إلا أن الناس كانت تشتري بعض الحاجيات لاحتفال ليلة الميلاد أو ليلة رأس السنة لكن هذا العام الوضع أسوأ بكثير بحجم المبيعات.

وهذه عينة من فروق أسعار بعض السلع التي تستخدم لصنع حلويات منزلية بسيطة سواء لليلة رأس السنة أو ليلة عيد الميلاد أو حفلة عيد ميلاد في أسواق دمشق بين عامي 2021 و2022، وقد تختلف هذه الأسعار بين منطقة وأخرى ولكنها في المتوسط هكذا:

اقرأ أيضاً

10 أعواد بـ 400 ليرة.. سوريون يشتكون من فقدان الكبريت في دمشق

صحن تبولة منزلي بـ 16 ألف ليرة

ولا تعد أسعار الخضراوات والفواكه أفضل حالاً، حيث تصل كلفة صحن تبولة منزلي إلى 16 ألف ليرة سورية، مكون من 4 حزم بقدونس، وحزمتي نعناع وبصل أخضر، و3 حبات بندورة كبار، وحبتي ليمون ورشة ملح وزيت زيتون بلدي، بحسب محمد فايز أحد العاملين في محل خضرة وفواكه بدمشق.

وأضاف فايز في حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" أن أسعار الخضرة والفواكه عموماً ترتفع مع ارتفاع السلع، ولكنها مرتبطة بالجو، يعني إن حدثت سقعة أو انخفضت درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها.

وبيّن أن الناس لا تتوقف عن شراء الخضراوات والفواكه بشكل عام، لكن يزيد الطلب على مكونات التبولة والسلطات والكستناء والأناناس بخصوص ليلة رأس السنة، لكن يبقى الطلب هذا العام أقل من العام الماضي.

اقرأ أيضاً

كم تحتاج لتحتفل كما يجب في ليلة الميلاد بدمشق؟

الشواء من الأحلام

وتعد اللحوم بمختلف أنواعها من أكثر المأكولات بعداً عن موائد السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري في الآونة الأخيرة، لغلاء أسعار اللحوم بشكل عام.

وقال اللحام أبو عبدو، إن أسعار اللحوم بشكل عام مرتفعة جداً بالنسبة لكل العائلات السورية، حتى التي تعيش بوضع جيد، أصبحت توفر في اللحم والدجاج.

وأضاف أن شراء اللحم سيستمر، لكن مشكلتنا الأساسية هي في الكهرباء التي تنقطع بشكل دائم، ما يجعلنا أمام مخاطر أن يخرب الرزق الموجود لدينا في البرادات، وإن كان الشتاء أفضل حالاً.

سهرة بلا "نقرشة"

وتعد الموالح والمكسرات من الوجبات المهمة بالنسبة للسوريين، ولكن أنواعها تختلف بحسب العائلات، فالفقراء يفضلون بذور دوار الشمس والفستق (الفول السوداني)، في حين يتغير الحال وفق دخل العائلة إلى المكسرات من نوع عادي، ويفضل من لديه دخل مادي ممتاز المكسرات ذات النوع الأول، وفق رياض الصباغ العامل في إحدى محامص دمشق.

وقال رياض الصباغ لموقع "تلفزيون سوريا" إن أسعار المكسرات مرتفعة مقارنة بأي أصناف أخرى، لأنها مستوردة بغالبيتها، إلى جانب تكاليف النقل والتحميص والتخزين والتعليب وأجور العمال.

ولفت إلى أن "الكثير من الناس يأتون لشراء الموالح وعند رؤيتهم الأسعار يقولون لنسائهم خليها سهرة بلا نقرشة، منشرب شاي سادا"، في حين يشتري آخرون مع امتعاضهم من ارتفاع الأسعار.