تمكنت مجموعة من مقاتلي العشائر بالاشتراك مع قوات النظام السوري من أسر 6 عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بعدما اقتحموا موقعاً عسكرياً في ريف دير الزور الغربي.
وأفادت شبكة "نهر ميديا" المحلية، بأن مجموعة مشتركة من مقاتلي العشائر وقوات النظام السوري تسللت، فجر الثلاثاء، إلى نقاط تابعة لـ"قسد" في بلدة الجنينة غربي دير الزور في الضفة الشمالية لنهر الفرات، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وتمكن مقاتلو العشائر خلال الهجوم من أسر 6 عناصر من "قسد"، ونقلهم إلى مناطق سيطرة النظام جنوبي نهر الفرات.
وينحدر جميع عناصر "قسد" المأسورين من محافظة حمص، وهم من قاطني مخيم "المحمودلي" الذي تديره "الإدارة الذاتية" في محافظة الرقة.
في وقت سابق من كانون الأول الماضي، تمكن مقاتلو العشائر من أسر 5 عناصر من "قسد" في ناحية الكسرة غربي دير الزور، حيث جرى تسليمهم لفرع "أمن الدولة" التابع للنظام في مدينة دير الزور.
جذور الخلاف بين "قسد" ومقاتلي العشائر
تعود أسباب الخلاف إلى جذور عميقة تجلت، في 27 من آب 2023، عندما اعتقلت "قسد" في حملة أمنيّة قائد "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها، أحمد الخبيل (أبا خولة)، كما حاصرت مقار المجلس في الحسكة ودير الزور، لتندلع الاشتباكات بعدها بين "قسد" والعشائر، التي أكدت أن حراكها لا يتعلق باعتقال "الخبيل"، إنما بممارسات "قسد" وتعرض أبناء المنطقة للظلم تحت إدارة هذه القوات.
وتمكنت قوات العشائر العربية في الأيام الأولى لحراكها من طرد "قسد" من معظم مدن وقرى ريف دير الزور الشرقي الواقعة شمالي نهر الفرات، لتمتد بعدها الاشتباكات أيضاً إلى أرياف الحسكة والرقة وحلب، لكنها توقفت بعد نحو 10 أيام نتيجة تباين القوى العسكرية بين الطرفين، حيث أرسلت "قسد" تعزيزات ضخمة من قوات النخبة، لتتوارد معلومات بعدها عن انتقال شيخ قبيلة العكيدات في سوريا وقائد الانتفاضة العشائرية إبراهيم الهفل إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
هجمات كر وفر متواصلة
ولاحقاً استطاعت العشائر امتصاص الصدمة، وعملت بعدها على ترتيب صفوفها بعد تسريبات عن حصولها على دعم من النظام، حيث أعلن الهفل عن تشكيل قيادة عسكرية للعشائر، ليبدأ بعدها مقاتلو العشائر بشن هجمات مكثفة ضد مواقع ومقارّ "قسد" في ريف دير الزور، معتمدين على استراتيجية حرب العصابات لاستنزافها بسبب فارق القوة، وانحياز قوات التحالف إلى "قسد".