البث المباشر
قفزت أسعار النفط نحو ثلاثة دولارات للبرميل، اليوم الثلاثاء، بعد أن طرحت السعودية فكرة تخفيض إنتاج منظمة "أوبك +"، بهدف دعم الأسعار في حالة إعادة النفط الخام الإيراني مع اقتراب التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وارتفع خام برنت القياسي العالمي 2.92 دولاراً، ما يعادل 3 %، ليصل إلى 99.40 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.96 دولاراً، ما يعادل 3.3 %، ليصل إلى 93.32 دولاراً.
الأسواق الورقية والفعلية أصبحت منفصلة
وأمس الإثنين، قال وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إن لدى منظمة "أوبك +" الوسائل للتعامل مع التحديات، بما في ذلك خفض الإنتاج، مضيفاً أن "أسواق النفط الورقية والفعلية أصبحت منفصلة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن "تخفيضات الإنتاج في أوبك + قد لا تكون وشيكة، وستتزامن مع عودة إيران إلى أسواق النفط، إذا أبرمت طهران الاتفاق النووي مع الدول الغربية".
وقال المسؤول في شركة "ريتربوش آند أسوشييتس" الاستشارية لتجارة النفط، جيم ريتربوش، إن "الكثير من الزخم وراء قوة اليوم مدفوعة بتصريحات وزير الطاقة السعودي، والتي تلمح إلى خفض محتمل للإنتاج، لتحقيق الاستقرار في السوق".
وأضاف ريتربوش أنه "من وجهة نظر السعوديين، أسعار مستقرة تساوي الأسعار المرتفعة، وعدم الاستقرار يساوي الأسعار المنخفضة".
ارتفاع أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط خلال العام الجاري، حيث اقترب في آذار الماضي من أعلى مستوى له على الإطلاق عند حدود 147 دولاراً للبرميل، وذلك عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى مخاوف تتعلق بالإمدادات، وفق "رويترز".
ومنذ آذار الماضي، أثرت المخاوف من الركود العالمي وارتفاع التضخم وضعف الطلب على الأسعار، في حين أن سعر العقود الآجلة لخام برنت انخفضت بشكل حاد عن أعلى مستوى لهذا العام، إلا أن هيكل السوق وارتفاع التضخم وضعف الطلب في سوق النفط الفعلي لا تزال تشير إلى ضيق في العرض".
وأشارت الوكالة إلى أنه "تأكيداً على شح المعروض، من المتوقع أن تظهر أحدث التقارير الأسبوعية للمخزونات الأميركية انخفاضاً قدره 1.5 مليون برميل في مخزونات الخام".
ووفق استطلاع أجرته "رويترز"، قدّر ثمانية محللين في المتوسط، أن "مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بنحو 900 ألف برميل، نهاية الأسبوع الماضي، 19 آب الجاري".
الاتفاق النووي الإيراني
واليوم الثلاثاء، نقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، من دون أن تسمه، قوله إن إيران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق بقضية "بقايا اليورانيوم"، وتنازلات إضافية، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤول الأميركي إن الإيرانيين "عادوا في الأسبوع الماضي وتخلوا بشكل أساسي عن العقبات الرئيسية في سبيل إبرام اتفاق"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من أن طهران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات، فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية".
وكانت المطالب الإيرانية بعد تخليها عن "شطب الحرس الثوري"، تتضمن الحصول على ضمانات أميركية مستقبلية تحمي الاتفاق الجديد وتحصنه من انسحابات محتملة في حال تبدلت إدارات البيت الأبيض، إضافة إلى طلب إغلاق "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تحقيقاتها بشأن العثور على "بقايا يورانيوم" في منشآت غير معلنة عنها قبل ثلاث سنوات.
