قال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اليوم الأربعاء، إن الهدف الأكثر ترجيحاً لهجوم بري تركي محتمل ضد المناطق التي تسيطر عليها قواته سيكون مدينة عين العرب "كوباني"، كرد من أنقرة على الهجوم الذي استهدف إسطنبول وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، واتهمت به الحكومة التركية قواته.
وأضاف عبدي في أول مقابلة له، بعد هجوم إسطنبول الذي نفى صلة قواته به، أنا محبط من الرد الضعيف لروسيا والولايات المتحدة على عشرات الغارات الجوية التركية التي استهدفت مناطق نسيطر عليها وقتل فيها 11 شخصاً هذا الأسبوع، بحسب موقع "المينيتور" الأميركي.
رد فعل روسي أميركي ضعيف
وأردف أن الغزو الروسي لأوكرانيا عزز من قيمة تركيا في نظر روسيا والغرب على حد سواء. ويعتقد الكثيرون أن رد الفعل الضعيف من كلا الجانبين على عمليات تركيا المتصاعدة ضد "قسد" يرجع إلى رغبتهم في جذب أنقرة إلى جانبهم.
وقتل عضوان من "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة في ذلك الهجوم. هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرة تركية من دون طيار منطقة تقع بالقرب من قاعدة أميركية في سوريا.
وقال عبدي إنه ما لم تقف موسكو وواشنطن بحزم ، فمن المرجح أن تتابع تركيا التهديدات المتكررة لتحريك قواتها ضد قواته كما فعلت في عمليتين منفصلين في 2018 و 2019. ونسف الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاقتلاع فلول تنظيم الدولة "داعش. وعزا عبدي هجمات تركيا الأخيرة إلى "جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإذكاء المشاعر القومية قبل الانتخابات العام المقبل. حيث يهدد الركود الاقتصادي المطول مع التضخم الجامح والبطالة المتزايدة، حكم أردوغان الذي يقترب من عقدين من الزمن. أي إلهاء أفضل من الحرب؟".
وعن إمكانية أن يكون هدفاً للضربات الجوية التركية، قال عبدي: "لا أستطيع أن أقول ذلك بالتأكيد. ولكن من الحقائق أيضاً أن تركيا حاولت قتلي في الماضي في عدة مناسبات، وهذا هو المكان الذي عُرف عني فيه أن أؤدي أنشطتي".
وأضاف أن الحكومة التركية تعرف أن الأميركيين موجودون في المنطقة التي قصفوها، إنها منطقة مشتركة، حيث نجري تدريبات مشتركة لقواتنا هناك. يجب على المرء أن يسأل الأميركيين أنفسهم ما إذا كان قد تم تحذيرهم مسبقاً، ولكن على حد علمنا، نفذت القوات التركية هجوماً فعلياً.
واشنطن ليس لديها علم بالعمليات التركية
وأكّد أنه لا يعتقد أن القوات الأميركية على علم بالهجمات التركية، "يمكننا القول إن الهجوم وقع على الرغم من وجودهم هناك".
وشدد على أن قوات "قسد" تأخذ تهديدات أنقرة على محمل الجد. ما لم يكن هناك جهد جاد لردع تركيا، وخاصة من جانب الولايات المتحدة وروسيا، فإنهم سيفعلون ذلك.
وأكمل عبدي أنه من دون إذن أميركي روسي فلن تقوم تركيا بأي هجوم بري. وعلى أي حال، هو ما أؤمن به إذا كان هناك هجوم بري فسيكون بسبب منح هذا الإذن أو لأن روسيا والولايات المتحدة اختارتا الصمت.
وأشار إلى أن موقف واشنطن الحالي هو رفض الهجوم التركي، يقولون لنا إنهم لا يوافقون على أي إجراء من هذا القبيل من جانب تركيا وأنهم سيعارضونه.
كما أكّد أن الاضطرابات في إيران تؤثر بالتأكيد على الديناميكيات في سوريا. ومع ذلك، فإن إيران مشغولة بمشكلاتها الداخلية. لم نلاحظهم وهم يزيدون نفوذهم في سوريا بأي شكل من الأشكال.
وعن إمكانية عقد سلام مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد تحسن علاقاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد كل الخلافات بينهم قال عبدي: "أردوغان هو صاحب المنعطفات. إنه براغماتي للغاية. دعونا نأمل أن يكون هناك سلام بيننا وبين تركيا يوماً ما".
التقارب مع النظام السوري
وعن خيار اللجوء إلى النظام السوري للرد على أي هجوم تركي محتمل، قال عبدي: "هذا ما تريده روسيا بطبيعة الحال. يريدوننا أن نسعى لاتفاق مع النظام السوري. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهم بحاجة إلى صياغة سياسة أوضح بشأن سوريا. ليس لديهم استراتيجية غير محاربة داعش وفشلوا في صياغة سياسة واضحة فيما يتعلق بمستقبل المناطق الواقعة تحت سيطرتنا. غياب هذه السياسة يجعل من الصعب علينا التفاوض بنجاح مع النظام السوري".
وأشار إلى أن أميركا لا تعارض إجراء محادثات مع النظام في دمشق، ولكن النظام نفسه غير مستعد وروسيا لا تمارس عليهم ضغوطاً كافية. المشكلة الأخرى، بالطبع، هي أن النظام نفسه يرى أنه لا يمكن الاستغناء عنه، ولا بديل له، وهذه العقلية تجعلها أكثر استعصاءً على الحل ولا تستجيب لمطالبنا.