يطالب الصناعيون في مختلف المناطق الخاضعة للنظام السوري، بضرورة إصدار قرارات سريعة لتخفيض تعرفة الكهرباء الصناعية، تفادياً للخسائر الكبيرة التي يتعرض لها القطاع الصناعي، خاصة بعد الزيادة الأخيرة لأسعار الكهرباء.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، فقد أفادت مصادر مطلعة بأن "وزارة الكهرباء" تعمل على إعداد دراسة لإصدار "صك تشريعي يقضي بتخفيض الرسوم المالية على أسعار الكهرباء للصناعيين بما يضمن استمرار دوران عجلة الصناعة، وتحسين جودة وأسعار الخدمات والسلع المقدمة للمستهلكين، من خلال تخفيض تكاليف الطاقة الكهربائية بما يتناسب مع الأسعار العالمية ودول الجوار".
تحذيرات من توقف صناعة الألبسة
ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها مهند دعدوش قوله: "إن أي قرار تصدره الجهات الوصائية إذا لم يترافق مع تخفيض أسعار الكهرباء والمحروقات لن يلقى صداه على أرض الواقع... كلف التشغيل أصبحت مرتفعة جداً".
وأوضح دعدوش أن تكاليف الإنتاج ارتفعت أضعافاً مضاعفة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات خلال العام الحالي. معتبراً أن "سوريا أصبحت أغلى دولة في تسعيرة الكهرباء بين دول الجوار بعيداً عن المقارنة مع مصر التي تقدم الكهرباء للصناعيين مجاناً".
وأشار إلى أن المنشآت الصناعية وخاصة النسيجية "تعاني من نقص موارد الطاقة والكهرباء بشكل كبير وقلة توفر مادة المازوت والفيول لعمل المولدات ناهيك عن الضرائب وكل ذلك يؤدي إلى ارتفاع سعر المنتج النسيجي وضعف المنافسة الخارجية وضعف في السوق الداخلية مما سيؤدي حتماً إلى توقف مهنة صناعة الألبسة بشكل كامل".
من جهته، أكّد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حلب مصطفى كواية، أن الكهرباء تشكل عصب الصناعة ومن دونها لا يوجد إنتاج، وبأن "تخفيض أسعار الكهرباء اليوم هو مطلب كل الصناعيين لإقلاع العجلة الإنتاجية وتنشيط المنشآت الصناعية لتعمل بطاقات أكبر".
الطاقة في سوريا هي الأغلى عالميا
وبحسب ما أفاد صناعيون، فإن أهم عامل يقتل الصناعة في أي بلد في العالم هو ارتفاع كلفة المنتج نتيجة حوامل الطاقة والمواد الأولية. وبالنسبة للكهرباء في سوريا، فهي تعد الأغلى عالمياً، حيث تصل كلفة الكيلو واط الساعي إلى 17 سنتاً أميركياً علماً أن سعر الكيلو واط في تركيا 9 سنتات، وفي الأردن 11 سنتاً وفي مصر 3 سنتات، وفي السعودية 4.8، سنتات، وفي ألمانيا 9 سنتات.
وأكد الصناعيون أن كلفة المحروقات أيضاً أغلى من السعر العالمي. حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الفيول إلى 8.400 ليرة سورية وهو يساوي أكثر من ضعف سعر مثيله من حيث التصنيف في العالم. وفي سوريا كلفة المواد الأولية المستوردة تعد من الأغلى عالمياً أيضاً. فهي أعلى من بلد المنشأ كحد أدنى بـ30 بالمئة وتصل إلى أكثر من 60 بالمئة، وفق ما نقل المصدر.