طالبت غالبية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي بضرورة تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا عبر تركيا.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو غوتيرش" في كلمته خلال جلسة أعضاء مجلس الأمن، أمس الإثنين، من "الوضع الإنساني المزري لملايين الأشخاص"، وأوصى أعضاء المجلس بتمديد آلية المساعدات لمدة عام من معبر "باب الهوى" على الحدود التركية.
من جانبها، اعتبرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد أن تمديد التفويض الحالي لآلية المساعدات عبر معبر باب الهوى بمثابة "قرار حياة أو موت".
وقالت في كلمتها خلال الجلسة: "المطلوب الآن هو المزيد من إيصال المساعدات عبر الحدود، ومن الواضح أن الفشل في تجديد تفويض المعبر الحدودي ستكون له عواقب وخيمة".
وتابعت: "إن أكثر من أربعة ملايين شخص يعيشون على حافة الهاوية، ولم يعودوا قادرين على التأقلم.. نحن أمام قرار حياة أو موت".
وأوضحت أن "هذه مسألة لا تتعلق بالسياسة، إنما تتعلق بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية لملايين الأشخاص الذين يعتمدون علينا.. هذه فرصتنا للالتقاء مرة أخرى بصوت واحد، والالتزام بإنسانيتنا والارتقاء إلى مستوى المثل العليا لميثاق الأمم المتحدة".
في المقابل، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ديمتري بولانسكي في كلمته: "نحن مقتنعون تماماً أن تنظيم إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع دمشق ممكن في جميع مناطق سوريا وبمساهمة من حكومة البلاد (النظام السوري) بكل الطرق الممكنة".
وأضاف أنه "من الممكن أيضاً أن يزداد إمداد شمال غربي سوريا بالمساعدات عبر خطوط التماس بعد إغلاق معبر باب الهوى".
وحذّر بولانسكي مما سماه "تسييس الحوار بشأن آلية المساعدات الإنسانية حتى لا يؤدّي ذلك إلى نتيجة مفادها عدم قدرة هذا المجلس على القرار، ونحن لا يمكننا ببساطة تجاهل هذا السياق غير المؤاتي للغاية".
من جهته، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة ، تشانغ جيون، إن إيصال المساعدات العابرة للخطوط (أي من دمشق)، وليس العابرة للحدود (أي معبر باب الهوى) يجب أن يكون هو الأساس في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين".
وطالب في كلمته بضرورة رفع العقوبات "أحادية الجانب" المفروضة على النظام السوري "على الفور وبشكلٍ كامل بهدف المساعدة في إعادة الإعمار وتحسين الحالة الإنسانية في سوريا".
وخلال الجلسة، توالت كلمات ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس مؤكدةً ضرورة المحافظة على آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود باعتبارها "شريان حياة لملايين السوريين الذين يعيشون أوضاعاً مزرية في الشمال الغربي من بلدهم".
وفي تموز 2021 اعتمد مجلس الأمن القرار 2585 وسمح بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا حتى 10 تموز 2022.
وفي 10 تموز المقبل ينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لمجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر "باب الهوى" على الحدود التركية، بموجب قرار المجلس رقم "2585".
وشددت غالبية الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة)، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا بغية المحافظة على حياة أكثر من 4.1 ملايين شخص محاصرين في شمال غربي سوريا.