شكك مصدر أممي بإحصائية السلطات اللبنانية حول أعداد اللاجئين السوريين في البلاد، مشيراً إلى أن الأعداد أقل بكثير من الأعداد المُعلن عنها رسمياً.
وقال، في تصريح لموقع "جنوبية"، إن الدوائر اللبنانية تؤكد أن أعداد اللاجئين السوريين تتجاوز الـ 2 مليون، في حين أن المفوضية السامية لحقوق اللاجئين "UNCHR" تؤكد أن العدد لا يتجاوز الـ 850 ألفاً، غالبيتهم من منطقة القلمون.
وأضاف المصدر (الذي لم يُكشف عن اسمه) أن السلطات لن تتمكن من إعادة جميع اللاجئين خلال السنوات العشرة المقبلة، مشيراً إلى أن "عشرات الآلاف من السوريين سيبقون في لبنان، لاعتبارات وظروف فرضها الواقع اللبناني ويحتاجها في عملية إعادة الهيكلة الاقتصادية اللبنانية".
واعتبر أن "معظم السوريين في لبنان لا يرغبون بالعودة إلى سوريا لأسباب عدة، أبرزها أن لدى لبنان مساحة حرية المعتقد والرأي وغيرها"، مبيناً أن "من أسباب عدم الحماسة للعودة أن العائلة السورية تعمل كلها في لبنان من الأب والأم والأولاد، كباراً كانوا أو صغاراً، وهو ما يؤمن لهم دخلاً مقبولاً للبقاء".
وخلص إلى أن "حجم عودة السوريين لن يتجاوز الـ 300 ألف على أبعد تقدير، ممن يفضلون العودة الى ديارهم التي تنتج لهم أحسن من واقعهم في لبنان".
32 في المئة من السوريين يعملون في الزراعة
وكشف المصدر الأممي عن أعداد اللاجئين السوريين الذين يعملون في القطاع الزراعي وتوزيعهم على المناطق اللبنانية.
وقال إن هناك "32 في المئة من اللاجئين السوريين يعملون في القطاع الزراعي، 70 في المئة منهم موزّعون بين عكار (34 في المئة) والبقاع (36 في المئة)".
وذكّر أنه في "فترة إعادة الإعمار في لبنان بعد الحرب الأهليّة خلال تسعينيات القرن الماضي، عمل بين 600 ألف و1.5 مليون عامل سوري في الزراعة ,البناء، قبل العام 2011".
وكشف المصدر أن "المرحلة المقبلة على لبنان، تحتاج الى يد عاملة مهنية واسعة في كل المجالات التقنية المعروفة، من مساعدين للمهندسين المعماريين والإنشائيين والاتصالات والزراعيين الصناعيين".
وأضاف: “هذا الأمر لا يتوفر بالعمالة اللبنانية نتيجة ضعف المهنيات وعدم رغبة اللبنانيين على شغل العمالة اليدوية أو الحرفية أو المهنية، من هنا قد يحتاج لبنان إلى أكثر من 450 ألف عامل جديد يعمل في هذه التقنيات، فضلاً عن الإمدادات في إعادة البنى التحتية المهترئة على كل الأراضي اللبنانية".
خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين
وسبق أن أعلن لبنان خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، واعتبر وزير المهجرين اللبناني أنه "مرفوض كلياً ألا يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة"، زاعماً أن النظام السوري "يمد يده للتعاون في هذا الملف".
وأعلن الوزير اللبناني أن الخطة تتضمن إعادة 15 ألف لاجئ سوري شهرياً، مشيراً إلى أن العودة ستكون على أساس جغرافية المكان، على أن يتم إنشاء مراكز إيواء للاجئين الذين تمت إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، من دون أن يوضح الجهة التي ستمول خطة إعادة اللاجئين، خاصة أن الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين التابعة لها، لم توافق على هذه الخطة.