تمكن الناشط السوري في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان تامر تركماني من إنجاز أرشيف الأفلام والوثائقيات الخاصة بالثورة السورية، وذلك بعد جمعها من منصات ومواقع الإنترنت وتخزينها بهدف الحفاظ عليها من التلف والمسح والإزالة.
وأفاد تركماني في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا أنه تمكن من جمع 389 فيلماً قصيراً وطويلاً من الأفلام الروائية والتسجيلية والوثائقية ضمن إطار عمله في أرشيف الثورة السورية، وذلك بعد عملية بحث واسعة عن الأفلام التي تتناول الثورة السورية.
وقال إن بعض الأفلام "تتحدث عن جحيم الأسد في المعتقلات ومراكز الاحتجاز، وكذلك التي تتناول وضع اللاجئين والنازحين في المخيمات، وبعضها الآخر يتحدث عن الحصار والقصف والمجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري وميليشياته، وأخرى تتحدث عن مرحلة تسلم آل الأسد للحكم واغتصاب السلطة في سوريا ووصولهم إلى ما هم عليه الآن".
وأوضح أن هناك جزءاً آخر من الأفلام "أعتبره مهماً جداً، وهو توثيق الاحتلال الروسي لعملياته العسكرية في سوريا. حيث تمكّنت من جمع 53 فيلماً وثائقياً روسياً حربياً تم تصويرها في سوريا".
جميع ملفات تلك الأفلام متاحة أمام السوريين وغير السوريين "كي يتمكن أي شخص من الوصول إلى الملفات بسهولة وتحميلها ومشاهدتها، وهذه تعتبر مرحلة من مراحل النشر في أرشيف الثورة السورية" وفق تركماني الذي أوضح بأنه تمكن خلال نحو 6 أشهر من رفع الفيديوهات على قناة التليغرام الخاصة بأرشيف الثورة السورية للأفلام والوثائقيات، ما يسهل مهمة الحصول عليها وتحميلها.
أرشفة الثورة السورية
لم يقتصر نشاط تامر تركماني على أرشفة الأفلام والتسجيلات المصورة فحسب، بل تمكن أيضاً من توفير 717 كتاباً بعد أرشفتها وحفظها وكتابة نبذة عن كل كتاب، ورفعها على الإنترنت عبر تطبيق التليغرام أيضاً.
كما أرشف تركماني المواد المصورة الخاصة بالثورة السورية، حيث جمع مليونين و400 ألف مقطع مصور نُشر عن الثورة السورية، بالإضافة إلى أرشفة ما يزيد على 314 ألف مقال صحفي خاص بالثورة السورية، وهي مقالات صادرة عن المؤسسات الإعلامية ووكالات الأخبار الخاصة بالثورة السورية، بالإضافة أيضاً إلى آلاف التقارير والأبحاث والدراسات الصادرة عن المنظمات العربية والسورية والدولية بما يخص سوريا والثورة السورية.
وسبق لتركماني أن صمم لوحة تضم 50 ألف صورة لـ "شهداء الثورة السورية"، عرضت بذكرى الثورة في الأردن عام 2015، وأيضاً في واشنطن أمام البيت الأبيض كتكريم لذكراهم.
وتامر تركماني من أبناء مدينة حمص، انشق عن النظام نهاية العام 2011 خلال تأديته الخدمة الإلزامية، وتوجه إلى مدينة درعا في شباط من العام 2012، وعمل فيها كمصور ميداني لمدة سبعة أشهر، ثم توجه إلى الأردن بعد إصابته بطلق ناري خلال تغطيته الميدانية، وانتقل بعدها إلى تركيا بداية العام 2015 وما زال مقيماً فيها يعمل على مشروع أرشفة الثورة السورية.