ضمن مشروعه الرائد "أرشيف الثورة السورية"، تمكن الناشط في توثيق الانتهاكات تامر تركماني من إضافة مجموعة جديدة تضاف إلى العديد من المجموعات الأرشيفية التوثيقية التي عمل عليها منذ نحو 8 سنوات.
وتتمثّل المجموعة الجديدة في 425 كتاباً طبعت خلال سنوات الثورة وتغطّي مختلف الجوانب الفكرية والأدبية والسياسية، جمعها تركماني ووضعها أمام المتابعين عبر قناة على منصة "تلغرام" متاحة لجميع الراغبين بالاطلاع.
البداية مع توثيق شهداء الثورة
في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أوضح تامر تركماني أن بداية عمله كانت في عام 2014 عندما أنجز أرشيفاً وثّق من خلاله شهداء الثورة السورية قبل أن يتابع العمل على المجموعات التي تعنى بالشأن الثقافي.
يقول تركماني: "مع تقدم الوقت لاحظت أن كثيرا من المواقع قد تم إقفالها وتوقفت عن النشر، وخاصة المواقع الإخبارية والإعلامية التي كان لها دور مهم في رصد مختلف الجوانب الثقافية المعاصرة للثورة. ومن هنا نشأت فكرة أرشفة المقالات الصحفية والجرائد والمجلات والكتب الخاصة بالثورة السورية، وبدأت منذ نحو 3 سنوات مشوار البحث عن الإصدارات التي واكبت الثورة منذ انطلاقها في ربيع 2011".
ويتحدث تركماني عن إنجازه الأخير فيقول: "جمعت 425 كتاباً عن سوريا، أكثر من نصفها موجود بصيغة كتاب إلكتروني للقراءة والاطلاع من قبل القرّاء حول العالم وبالأخص ممن ينتشرون في دول يُحظر دخول بعض الكتب عليها، وبهذه الطريقة يتم تأمين الكتاب بشكل إلكتروني للقراءة عن بُعد".
ويضيف: "أرفقت بكل كتاب نبذة عنه وصورة لغلافه واسم مؤلفه وسنة الإصدار، في سبيل التوفير على القارئ عناء البحث".
225 ألف مادة صحفية
وبالنسبة للمقالات الصحفية، يوضح تركماني أنه جمع نحو 225 ألف مقال صحفي وعمل على أرشفتها بحسب عنوان المقال وتاريخ نشره واسم الكاتب، بالإضافة أيضاً إلى الجهة التي نشرت المقال "وتعود إلى 195 مصدراً وموقعاً إعلامياً، وجميع المقالات تتحدث عن سوريا منذ بداية الثورة إلى اليوم".
ويشير إلى أن المقالات المؤرشفة لا تمثّل كل ما كُتب على الإنترنت. ويقول: "بالتأكيد لم ينته عملي في أرشفتها وترتيبها وما يزال أمامي مشوار طويل في هذا العمل، وأنا حالياً بصدد التجهيز لآلية عمل على موقع يوفر كل ملفات الثورة التي جمعتها، ضمن مكان واحد ولكل المستخدمين، ويكون عبارة عن مكتبة مفتوحة المصدر ليستفيد منها كل فئات المجتمع".
ويردف تركماني: "أسعى إلى أن يضمّ الموقع أكبر أرشيف سوري تم جمعه من الإنترنت، ويوفر إمكانية البحث والفلترة في جميع أقسامه، إذ يضم صوراً ومقاطع مصورة وكتباً إلكترونية وصحفاً ومجلات، ومقالات وتقارير وأبحاثاً ودراسات، بما فيها الراصدة لانتهاكات الأماكن الحيوية، وغيرها من التصنيفات الأخرى".
إنجاز فردي
ويعرج تركماني في معرض حديثه على الصعوبات التي واجهته خلال عمله، فيبيّن أن الدعم اللوجستي يعدّ أبرزها "كما هو حال غالبية الأنشطة والأعمال المنوطة بالسوريين"، مضيفاً أن عدم وجود فريق للعمل يساعده في هذا المشروع الذي يعمل عليه بمجهوده الشخصي ومن مصروفه الخاص منذ 2014 قد أرهقه بشدة، متفهماً الحالة المادية التي يعانيها السوريون وخصوصاً في تركيا حيث يقيم، إذ من الصعب عليهم العمل من دون دخل يغطّي جزءاً بسيطاً من متطلبات المعيشة الضرورية.
ويختم: "ورغم ذلك أنجزت الجزء الأصعب من (أرشيف الثورة السورية) من خلال جمع مئات الآلاف من الملفات المرئية والمصورة والمكتوبة والتوثيقية، وأتمنى أن يحظى الموقع الذي أعمل عليه باهتمام الجميع، لأنه سيوضع في خدمة طلاب الجامعة والصحفيين والإعلاميين ومراكز الدراسات والباحثين وغيرهم ممن يودون العثور على معلومات تخص سوريا خلال ما يقرب من 11 عاماً".