حذر مزارعو حمضيات في محافظة اللاذقية من خسائر فادحة في الموسم من جراء العطش بسبب عدم توفر مياه الري الكافية لإرواء الأراضي المزروعة بأشجار البرتقال في ريف المحافظة.
ومن ريف جبلة، ناشد فلاحون اليوم الأربعاء، بضرورة فتح دورات ري كافية لسقاية الأشجار المثمرة وأهمها الحمضيات التي يعتمد على زراعتها آلاف المزارعين باعتبارها مصدر رزقهم الوحيد "أباً عن جِد" بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
وطالب عدد من الفلاحين في قرية المتركية بإنقاذ أشجار الحمضيات التي تحتضر من جراء العطش ونقص المياه هذا الموسم، مشيرين إلى أن خطوط الري لا تعمل بمعظمها والذي يتم الضخ فيه لا يصل إلى نهاية الخط لإرواء كل الأراضي التي تتغذى منه.
مصاريف تفوق قدرة الفلاحين
وذكر أحد المزارعين أن عشرات الدونمات من الحمضيات مهددة بالتساقط بعد اصفرار أوراقها حالياً نتيجة العطش، مبيناً أنه والفلاحين في الأراضي المجاورة لأرضه بما يزيد على 70 دونماً في المتركية تكبدوا خلال الفترة الماضية أجور محروقات لتأمين مياه السقاية من نهر القرية عبر محركات الضخ إلا أن المصاريف أنهكت جيوبهم ولا قدرة لهم على شراء المازوت أو البنزين.
وحذر معظم مزارعي الحمضيات من خسارة الموسم هذا العام متسائلين عن البديل ليكون العون لهم في ظل شح المياه وغلاء المحروقات وانعدام الكهرباء، مطالبين بالسماح لهم بفتح آبار ضمن أراضيهم لتفادي هذه المعاناة السنوية.
رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض، قال إن وضع مياه الري هذا الموسم تعيس بشكل عام، ومعظم مزارعي الأشجار المثمرة يعانون نقصاً في عمليات السقاية منذ الشهر الماضي.
وأضاف أن فتح أول دورة ري قبل نحو 20 يوماً ساهم بسقاية بعض الأراضي وفق ما تحدده اللجان المشكلة في كل منطقة من احتياجات، مشيراً إلى أن تخزين السدود المنخفض هو السبب بعدم كفاية مياه الأمطار خلال الموسم الشتوي.
وأوضح محفوض أن دورة الري من سدي الحويز و16 تشرين وهما السدان الوحيدان حالياً من حيث نسبة التخزين مقارنة بباقي السدود التي لا يمكن فتح دورات ري منها، ونعمل على التقنين قدر الإمكان للحفاظ على مخزونهما بما يكفي لدورتي ري ثانية وثالثة وإلا فلن نتمكن من سقاية الأشجار المثمرة خلال الفترة المقبلة.
وأردف أنه في حال لم تتم سقاية الأشجار المثمرة ومنها الحمضيات خلال الفترة المقبلة فعند هطول أمطار بنهاية الموسم تتعرض ثمار البرتقال وغيرها من الحمضيات للتشقق والتلف وهذا أمر ينعكس سلباً على الموسم بشكل عام.
وأشار إلى تحذير الجهات المعنية في الزراعة والموارد المائية وتوجيه النصائح للفلاحين بعدم زراعة الخضراوات الصيفية لتكون مياه الري للأشجار المثمرة، وذلك بسبب نقص المخزون المائي في السدود هذا العام.