تقدمت أعداد كبيرة من المزارعين في ريف مدينة الرقة، بشكاوى ضد بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية، بعد أن تسبب عدم التزامهم بتوجيهات لجنة الزراعة برش الطرقات غير المعبدة بالمياه، منعاً من انتشار الغبار الناتج عن مرور السيارات، بخسائر كبيرة في موسم القطن، مطالبين البلدية بتعويض خسائر المزارعين.
وأوضحت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا أنَّ "مئات الدونمات المزروعة بالقطن، تعرضت لضرر كبير بسبب الغبار الناتج عن سوء الطرقات القريبة وغياب أي اهتمام من جانب الإدارة الذاتية رغم تكرار هذا الأمر للعام الثالث على التوالي".
وقال أحد أهالي بلدة تل السمن الجنوبي شمال غربي الرقة ويدعى "محسن الخلف" إن "طريق تل السمن يعتبر طريقاً رئيسياً يصل إلى بلدة عين عيسى، تعرض فيها 1200 دونم لضرر تام في المحصول بسبب ردمه بالغبار، وهذا الضرر كبد الفلاحين في المنطقة خسائر كبيرة ولم يبق من المحصول سوى 10% تقريباً".
من جانبه أكد "زيد الهوش" وهو من سكان قرية شنينة شمال الرقة: "لقد عطلت بلدية الشعب جسر شنينة بحجة أعمال الصيانة بالتزامن مع حصاد القطن، ما اضطر السيارات للمرور من الطرق الزراعية، والذي أدى بدوره إلى تلف المحصول في 1500 دونم بين قرى الرحيات وشنينة شمال الرقة".
وتأتي هذه الخسائر على الرغم من المناشدات التي أطلقها الفلاحون لتعبيد وصيانة الطرق القريبة من الأراضي المزروعة بمحصول القطن، وعدم السماح للآليات بالمرور من الطرق الزراعية، إلا أنَّه وحتى اللحظة لم يصدر عن الإدارة الذاتية أي قرار يساعد على الحفاظ على موسم القطن في المنطقة، ويخفف من خسائر المزارعين.
ويحتل محصول القطن صدارة المحاصيل الزراعية في سوريا، وكان يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري، نظراً لحجم المساحات المزروعة التي بلغت قبل العام 2011 نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة.
وكان يشكّل محصول القطن ما بين 20 – 30% من مجمل الصادرات الزراعية، وكان المحصول الزراعي الأول والصناعي الثاني من حيث المساهمة في تأمين القطع الأجنبي بعد النفط، كما يعد القطن السوري من أجود الأقطان في العالم، كما تعتبر سوريا من الدول الأولى في إنتاج القطن الملون، خصوصاً البني والأخضر، وتتفوق أيضاً في مجال المكافحة الحيوية الآمنة بيئياً والإنتاج النظيف.