نشرت البحرية الأميركية تسجيلاً مصوّراً لاقتراب سفينة حربية صينية من مدمّرة أميركية في مضيق تايوان، والعبور من أمامها بطريقة "غير آمنة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن الجيش الأميركي أنّ المدمرة الأميركية "تشونغ-هون" والفرقاطة الكندية "مونتريال" كانتا تجريان عبوراً "روتينياً" للمضيق، يوم السبت الفائت، عندما قطعت سفينة حربيّة صينية الطريق أمام المدمرة على مسافة 137 متراً.
ووفق التسجيل المصوّر، تظهر سفينة حربية صينية وهي تقطع الطريق أمام المدمرة الأميركية، التي تعمل بالصواريخ الموجهة، مما أجبرها على الإبطاء لتجنّب الاصطدام، لكن لم تغيّر المدمرة مسارها.
وأشارت الوكالة إلى رسالة صوتية موجّهة باللغة الإنجليزية للسفينة الصينية عبر اللاسلكي، تحذّر من محاولات تقييد حرية الملاحة، إلا أنّ المعنى الدقيق للعبارة لم يكن واضحاً بسبب الرياح.
June 4, 2023
وبحسب وكالة "رويترز"، فإنّ الصين لم تعلّق بشكل مباشر على الانتقادات الأميركية للواقعة، كما أنّ الخارجية الصينية لم ترد على طلب من الوكالة للتعليق على ما جرى في مضيق تايوان.
وكان الجيش الصيني قد اتهم الولايات المتحدة وكندا بإثارة المخاطر عمداً، بعد أن نفّذ أسطولا البلدين إبحاراً مشتركاً نادراً عبر مضيق تايوان.
من جانبها، وصفت وزارة الدفاع التايوانية تصرفات الصين مع السفينتين الأميركية والكندية بأنها "استفزازية"، مشيرة إلى أنّ الحفاظ على السلم والاستقرار في المضيق مسؤولية مشتركة.
وأضافت في بيان - نقلته "رويترز" - أنّ أي إجراءات تهدف لزيادة التوتر والخطر لن تسهم في الأمن الإقليمي، داعية الصين إلى احترام الحق في حرية الملاحة.
ويعد هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال أيام، إذ أفادت الولايات المتحدة بأنّ مقاتلة صينية نفّذت مناورة "عدوانية"، يوم 26 من أيار الفائت، قرب طائرة عسكرية أميركية فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي.
يشار إلى أنّ واشنطن تخشى من أن يكون الغزو الروسي لأوكرانيا بمنزلة رسالة تشجيع للصين على غزو تايوان، وهو ما دفع "بايدن" للتشديد على أن روسيا ستدفع ثمناً طويل الأمد بسبب حربها في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً.. بايدن يتعهد بالدفاع عسكرياً عن تايوان إذا غزتها الصين
يشار إلى أنّ الصين تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، وترفض أية محاولات لسلخها عنها، كما تلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
وتايوان جزيرة انفصلت عن الصين، خلال الحرب الأهلية، ويحكمها نظام ديمقراطي، ويحميها جيش مؤلف من 300 ألف جندي، بدعمٍ من الولايات المتحدة.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قد زارت تايوان، مطلع شهر آب 2022، لتصبح أرفع مسؤول أميركي يزور تايبيه، منذ 25 عاماً، ما أثار غضب الصين وجعلها تطلق مناورات عسكرية غير مسبوقة في المنطقة.