حصل موقع تلفزيون سوريا على الصور الأولى لـ"مدرسة الزراعة" أبرز المقار الأمنية التابعة لـ"فرقة الحمزة" (الحمزات) في مدينة الباب شرقي حلب، بعد أن سيطر عليها "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني السوري.
وسيطر "الفيلق الثالث"، فجر اليوم الثلاثاء، على جميع المقار التابعة لـ،"فرقة الحمزة" في مدينة الباب، بعد اعتراف عناصر يتبعون لـ"الفرقة" بتورطهم في عملية اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم).
وبحسب المصادر فإنّ "الفيلق الثالث" سيطر بعد اشتباكات مع عناصر "فرقة الحمزة"، على الكلية الحربية التي أطلق عليها الناشطون اسم (كلية الشهيد أبو غنوم)، إضافةً إلى "مدرسة الزراعة" الواقعة على المدخل الجنوبي الغربي لمدينة الباب.
وبحسب ما أظهرت الصور الأولى من داخل "مدرسة الزراعة" التي حوّلتها "فرقة الحمزة" إلى مقر أمني بات سيئ الصيت في مدينة الباب، يتضح وجود زنازين فردية، يقول ناشطون في المدينة إنّها "مقابر، وشهدت عمليات تعذيب بحق مدنيين وناشطين".
وتضم "مدرسة الزراعة" أو "أمنية وسجن الحمزات" - بحسب مصادر محلية - عشرات السجناء المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة (داعش) أو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إضافةً إلى موقوفين مدنيين، يخضعون جميعهم لمعاملةٍ وظروفٍ غير إنسانية إطلاقاً.
"مدرسة الزراعة"
مع استمرار المظاهرات في مدينة الباب التي استجابت لـ صيحات الحرية والكرامة مع بدايات انطلاق الثورة السورية، منتصف آذار 2011، واتساعها، مطلع العام 2012، أرسل "النظام" تعزيزات عسكرية تمركزت في مدرسة "الزراعة" عند المدخل الجنوبي للمدينة، ومنها كانت تنطلق لـ قمع المظاهرات بالرصاص.
في بداية شهر تموز 2012، تقدّمت فصائل الجيش الحر وسيطرت على معظم مدينة الباب ومراكزه وفروعه الأمنية، ليتراجع عناصر "النظام" الذين تمكّنوا من الفرار، إلى مدرسة "الزراعة"، التي بقيت آخر معاقله في المدينة، قبل أن يسيطر عليها "الحر"، نهاية تموز 2012.
وبعد إحكام الجيش السوري الحر سيطرته على كامل مدينة الباب، جعل من مدرسة الزراعة مقرّاً لـ"الأمن العام" (الشرطة المدنية)، وشهدت حينها بعض التجاوزات، قبل أن يسيطر تنظيم الدولة (داعش) على المقر، عقب فرض سيطرته الكاملة على مدينة الباب، بداية العام 2014.
اقرأ أيضاً.. مدينة الباب.. "مَن لم يمت بالقصف والسيف.. مات بغيره"
من جانبها، عمِلت "داعش" على إبقاء مدرسة الزراعة مقرّاً أمنياً لها، وشهد المقر خلال فترة سيطرة داعش، بحسب ناشطين، عمليات إعدام وتصفية بحق العديد من مقاتلي فصائل الجيش الحر والناشطين والمدنيين المناهضين للتنظيم.
وفي شباط 2017، تمكّن الجيش السوري الحر إلى جانب القوات التركية من استعادة مدينة الباب بمعارك اندلعت ضد "داعش"، ضمن عملية "درع الفرات"، لـ تسيطر "فرقة الحمزة" المٌشاركة في المعركة على مدرسة الزراعة، وتحوّلها إلى مقر أمني، شهد أكثر من مرة هروباً لعناصر من "داعش"، قال ناشطون إنّها "مفتلعة" مقابل مبالغ مالية دفعها العناصر.
وبعد بث اعترافت أشارت إلى تورّط "فرقة الحمزة" بمقتل الناشط "محمد أبو غنّوم"، سيطر "الفيلق الثالث"، فجر اليوم الثلاثاء (11 تشرين الأول 2022)، على "مدرسة الزراعة"، وسط مطالب بإعادتها ثانوية كما كانت سابقاً.