icon
التغطية الحية

مخاوف من تكرار فوضى درعا.. هل بدأت مرحلة الاغتيالات في السويداء؟

2024.08.05 | 17:47 دمشق

السويداء
عناصر من قوات النظام السوري أمام مقر الشرطة في مدينة السويداء خلال مظاهرة مناهضة للنظام ـ 15 تموز ـ AFP
السويداء ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تعرض الناشط المدني رواد صادق، ظهر أمس الأحد لمحاولة اغتيال، أثناء توجهه من مدينة السويداء إلى بلدة الكفر على دراجته النارية، ونجا من الموت بأعجوبة عقب إطلاق مجهولين النار عليه من مكان قريب على الطريق.

يعتبر صادق من الوجوه البارزة بين الناشطين الذين يرتادون ساحة الكرامة، منذ اليوم الأول لانطلاق انتفاضة السويداء في 17 من آب 2023، ودائماً ما يكون أول الواصلين إلى الساحة بشكل يومي حيث يقوم بتجهيز المكان وتنظيم السير فيه لإفساح مساحة للمحتجين.

وهو الشقيق الأصغر للناشط المدني صلاح صادق الذي قتل في محافظة حلب بقصف نفذته طائرات النظام السوري أثناء مشاركته في حملة إغاثية لأطفال حلب المحاصرين بتاريخ 1 كانون الثاني 2013.

مخاوف من تكرار نموذج درعا

وقبل يومين أطلق مسلح مجهول النار على باسل الفارس، أحد عناصر فرع أمن الدولة في السويداء، في حارة البراد عند مدخل قرية رساس، أثناء عودته إلى منزله ليلاً، ليرديه قتيلا.

وسبق أن أقدم مجهولون في منتصف الشهر الماضي على اغتيال قائد فصيل لواء الجبل مرهج الجرماني، وهو نائم في مضافته فجراً، بعد عودته من جلسة تحقيق كان يجريها فصيله مع شاب يعمل في شبكة ذباب الكتروني مهمتها نشر الفتن والتشهير بناشطي وناشطات الحراك وفتيات من المحافظة. وفق مصادر محلية.

وشكل خبر اغتيال مرهج الجرماني صدمة في الأوساط الشعبية في المحافظة، وأثار شكوكا حول قيام أجهزة النظام الأمنية باغتيال الجرماني، وكانت صفحات مقربة من النظام السوري (من بينها صفحة تحمل اسم الإعلامي رفيق لطف) قد وجهت تهديدات للجرماني على مدى أشهر. 

يقول الناشط المدني حسن حرب لموقع تلفزيون سوريا: إن "هذا المشهد القائم في السويداء في الأشهر الأخيرة من اغتيالات، يعيدنا إلى مشهد مشابه بدأ في محافظة درعا بعد عودة قوات النظام إليها إبان التسوية التي انطلقت برعاية روسية عام 2018".

ويوضح حرب؛ "منذ أن دخلت التعزيزات وقالمت بتبديل المحافظ بسام بارسيك باللواء أكرم محمد المشهور بسفاح حلب ذو العقلية الأمنية الإجرامية، بدأت نوايا النظام بزعزعة أمن المحافظة وافتعال فتنة فيها".

وتابع "الدليل على ذلك الحملة المسعورة لشبكة الذباب الالكتروني، والتي بدأت تشن بشكل غزير ومنظم حملات تشهير بالحراك وناشطيه، وإثارة النعرات بين أبناء المحافظة لإعادة تشكيل اصطفافين متناحرين أحدهما موال للنظام واخر مناهض له".

وتقول إحدى الناشطات الحقوقيات التي طلبت عدم ذكر اسمها؛ لموقع تلفزيون سوريا؛  "لا نستهجن تصرفات هذا النظام القمعي، الذي تعود على القتل. فهذا ملعبه الوحيد الذي يعرف اللعب به، عندما يتم حصاره بالمطالبات الشعبية الهادفة للتغيير السياسي ومناهضة الفساد".

ومنذ سيطرة قوات النظام السوري على محافظة درعا عام 2018، نشطت عمليات الاغتيال بشكل غير مسبوق، حيث تشهد المنطقة عمليات تصفية يومية تستهدف العناصر السابقين في فصائل المعارضة، وناشطي الحراك الثوري، بالإضافة إلى عناصر النظام وميليشيات إيران والمتعاونين معها.

انتفاضة السويداء

تصاعدت الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا منذ استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى المحافظة وُصفت بالضخمة وعين محافظاً جديداً قبل شهرين ذو خلفية أمنية وتاريخ إجرامي في التنكيل وقتل السوريين.

بدأ التصعيد عندما حاول النظام نصب حاجز عسكري في مدخل مدينة السويداء الشمالي، تلاه أحداث قتل واختطاف متفرقة وصولاً لإطلاق النار على المتظاهرين أمام قيادة الشرطة في 17 تموز الماضي وإصابة أحد المواطنين بجروح خطيرة.

في المقابل، ازداد حراك السويداء السلمي رفضاً لمخططات النظام، وأثمر عن حملة مقاطعة لانتخابات مجلس الشعب، تُوجت بتوقف الانتخابات في العديد من القرى والبلدات ومنعها من الحصول في بلدات أخرى.

وفي 25 من تموز أعلنت الهيئة العامة الممثلة للحراك الشعبي في محافظة السويداء، عن تشكيل لجنة سياسية تُمثل نقاط الحراك، مؤلفة من 11 عضواً من بينهم أربع نساء، جرى انتخابهم بالاقتراع المباشر والعلني أمام كاميرات شبكات الإعلام المحلية، عقب حملة مقاطعة واسعة لانتخابات مجلس الشعب التابع للنظام.