أصدر القضاء الألماني، اليوم الأربعاء، حكماً هو الأول من نوعه، ضد ضابط سابق في استخبارات نظام الأسد، تمت محاكمته في أول قضية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
ونص الحكم، الذي صدر عن محكمة كوبلنز الألمانية، بالسجن أربع سنوات ونصفاً، بحق الضابط السابق في استخبارات نظام الأسد، إياد الغريب، بعد أن وجدته مذنباً بالتهم المنسوبة إليه، وهي "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيب معتقلين في فروع النظام الأمنية".
وأشار القرار الصادر عن المحكمة، أن مدة الاعتقال تحتسب من تاريخ اعتقاله في ألمانيا في تشرين الأول من العام 2019.
اقرأ أيضاً: محكمة كوبلنز: النيابة تطلب سجن إياد الغريب والدفاع يدعو لتبرئته
والخميس الماضي، أعلن رئيس محكمة كوبلنز، أن جلسة الاستماع للأدلة ضد المتهم إياد الغريب قد انتهت، وتمت الموافقة على طلب المدعي العام فصل محاكمته عن محاكمة أنور رسلان.
وقال المدعي الفيدرالي: إن "الأشخاص الذين قاوموا النظام ما زالوا خائفين من الاضطهاد لدرجة أنهم أرادوا فقط الشهادة في هذه المحاكمة دون الكشف عن هويتهم أو عدم الإدلاء بشهادتهم على الإطلاق".
وأوضح: "الدور المهم الذي لعبه الناجون والشهود السوريون من التعذيب في الإجراءات وشكرهم، وخاصة المصور (قيصر)"، مشيراً أنهم يحظون "بأقصى درجات الاحترام".
وقالت النيابة في بيانها الختامي: إن ألمانيا تجري هذه المحاكمة على جرائم ضد الإنسانية لمصلحة المجتمع الدولي الذي يجب ألا يسمح بالتعذيب دون عقاب، وإن ألمانيا لا يمكن أن تكون ملاذاً للأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بموجب القانون الدولي".
وأكد المدعي الفيدرالي للمحكمة، أن المحاكمة في كوبلنز "ليست سوى البداية"، وسيتبع ذلك مزيد من المحاكمات على الجرائم في سوريا.
اقرأ أيضاً: فورين بوليسي: كوبلينز تسحق أي أمل للنظام بالتطبيع مع أوروبا
يذكر أن جلسات محاكمة الضابطين أنور رسلان وإياد الغريب في ألمانيا استؤنفت نهاية أيلول الماضي، ويتهم القضاء الألماني رسلان بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصاً، وتعذيب ما لا يقل عن 4 آلاف آخرين، منذ نيسان 2011 إلى أيلول 2012، في "فرع الخطيب"، أو ما يعرف بالفرع "215" بدمشق.
أما إياد الغريب، 43 عاماً، فيتهمه القضاء الألماني بالتواطؤ في جريمة ضد الإنسانية لمشاركته في توقيف متظاهرين، تم اقتيادهم إلى "فرع الخطيب" بين أيلول وتشرين الأول من العام 2011.
يشار إلى أن محكمة "كوبلنز" غير متعلقة بالحكومة الألمانية، لكن بحسب قوانين حقوق الإنسان في الدستور الألماني، يمكن إثبات انتهاك حقوق الإنسان من خلال الأدلة والشهود، لهذا لا تهدف هذه المحاكمة فقط لإدانة المتهمين، بل لإدانة نظام الأسد بالكامل.
وتعتبر محاكمة إياد الغريب وأنور رسلان أمام محكمة كوبلنز أولى المحاكمات في العالم بشأن التعذيب وجرائم الحرب في سوريا، في سابقة عدَّتْها منظمات حقوقية "علامة فارقة في النضال ضد الإفلات من العقاب".
اقرأ أيضاً: القضاء الألماني يستخدم "صور قيصر" كأدلة في محاكمة "كوبلنز"