يسعى شاب سوري بات عرضة للترحيل من المملكة المتحدة إلى رواندا عقب هروبه من بلده لضمان حقه بالتقدم بطلب لجوء من خلال المحاكم الاسكتلندية.
في خبر حصري نشرته صحيفتا "ذا فيريت، وذا صاندي بوست"، ذكر هذا الشاب، وهو أب لثلاثة أطفال، أنه تعرّض للاعتقال والتعذيب في سوريا، وأنه خشي على حياته هناك، وفي لحظة يأس دفع مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني لأحد مهربي البشر حتى يصل إلى المملكة المتحدة.
وذكر أنه ألفى نفسه "في مواجهة مع الموت" للوصول إلى المملكة المتحدة وهو يأمل أن يحظى بحمايتها، بعدما أُنقذ من المركب الغارق، ولكن بعد تلك الرحلة الصادمة، احتُجز في مركز "بروك هاوس" بالقرب من غيتويك جنوبي العاصمة لندن.
وهناك أخبروه أنه سيجري ترحيله إلى رواندا، وهذا ما جعله يقلق على حياته وحياة زوجته وأطفاله الثلاثة الذين ما زالوا يعيشون في سوريا، إذ يقول: "يجب ألا يتعرّض أي أحد لما تعرضت له، إذ عندما وصلت إلى هنا، خلت أن الرعب قد زال، لكن الأمر لم يكن كذلك، ولهذا أود أن يصل صوتي لكل الناس حتى يعرفوا ماذا يحدث لنا".
إلا أن هذا الشاب أفرج عنه بكفالة من مركز احتجاز المهاجرين بعدما ساعده في ذلك شقيق زوجته، واسمه منير، وهو لاجئ سوري يقيم في غلاسكو، بمساعدة صديقهما المترجم محمد، والمحامي كيلي دالزيل من شركة لاتا القانونية.
واليوم يستعد هذا الرجل لرفع قضيته أمام المحاكم الاسكتلندية، إذ ذكر أن الأمل قد عاد إليه أخيراً بالنسبة لحصوله على صفة لاجئ، وهذا ما سيساعده على أن يجلب زوجته وأولاده الثلاثة إلى المملكة المتحدة من خلال خطة لم شمل العائلات المطبقة هناك.
يذكر أن خطة الحكومة البريطانية التي تقضي بترحيل الأشخاص الذين دخلوا إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير قانونية إلى رواندا وإعادة توطينهم بشكل دائم هناك، قوبلت باستنكار دولي كبير، إذ أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن مقترحات الحكومة البريطانية تعتبر خرقاً للقانون الدولي، كما وصفتها بأنها "غير مقبولة"، وبأنها محاولة "لرمي المسؤولية" على طرف آخر.
ومؤخراً، صدرت تصريحات أدلى بها مطران غلاسكو حول تلك السياسة، إذ أعرب بأنها روعته على حد تعبيره، وبأنها تعتبر فضيحة في نظره، كما وصف استجابة المملكة المتحدة لموجة اللجوء الدولية بأنها "مثيرة للشفقة".
وأضاف: "لست أدري أين اختفى حس الضيافة لدينا، وفكرة مد يد العون لمن هم بحاجة... إذ كان ذلك سمة مميزة لهذا البلد بكل تأكيد في الماضي، ولكن يبدو أن كل ذلك ذهب بمرور الزمن، على الرغم من أننا نعيش زمناً يشهد أزمة لجوء، إذ أعلنت الأمم المتحدة في عام 2010 أن هنالك 40 مليون نازح قسري في العالم... أي إن هنالك أشخاص اضطروا لترك بلادهم، إما بسبب الحرب، أو الاضطهاد، أو العنف، أو بسبب تغير المناخ وفشل المحاصيل التي يزرعونها".
وتابع: "هنالك 100 مليون شخص من هذه الفئة في مختلف بقاع العالم... أي أننا نواجه هذه الأزمة الدولية، إلا أن استجابتنا مثيرة للشفقة إلى أبعد الحدود، إذ أعلنت الدولة أننا لسنا مستعدين لاستقبال هؤلاء الأشخاص وأننا سنرسلهم إلى رواندا، ليس لأن في ذلك خير لهم، بل لأننا نعتقد بأننا عبر إرسالهم إلى رواندا سنمنعهم من عبور المانش، وهذا مثير للرعب إلى أبعد حد"، مردفاً: "كان بودنا أن نساعدهم، لمَ لم تسمح الحكومة لهم بتقديم طلب لجوء من خارج البلاد؟ لماذا لا يقومون بفتح سفاراتهم حتى يقدم الناس طلبات منها؟".
يذكر أن قراراً أصدرته المحكمة العليا في بريطانيا، يوم الجمعة الفائت، قد مهد الطريق لإرسال أول رحلة تضم مهاجرين إلى تلك الدولة الواقعة في شرقي أفريقيا، ومن المزمع أن تنطلق تلك الرحلة، اليوم الثلاثاء.
المصدر: ذا ناشيونال