قالت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح الكيماوي، إيزومي ناكاميتسو، إن "هناك 19 قضية عالقة مرتبطة بالأسلحة الكيماوية في سوريا، مع استمرار التحقيقات في عدد من الحوادث".
وخلال الجلسة الثامنة والثمانين لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، التي عُقدت أمس، ذكرت ناكاميتسو أن إحدى هذه القضايا تتعلق بمنشأة إنتاج، أعلن نظام الأسد أنها لم تُستخدم قط لإنتاج الأسلحة الكيماوية، إلا أن المعلومات والأدلة التي جمعتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية منذ عام 2014 تشير بشكل واضح إلى أن المنشأة تم بها إنتاج غاز الأعصاب في السلاح الذي استخدمه نظام الأسد ضد المدنيين في حوادث متفرقة.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه "بعد أكثر من سبع سنوات، لا يمكن اعتبار إعلان نظام الأسد دقيقاً وكاملاً، حيث تم تحديد ثغرات وتناقضات تلقي بظلال من الشك حول مصداقية النظام في إزالة أسلحته الكيماوية".
وفي إطار دعوتها لنظام الأسد للتعاون بشكل كامل مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، قالت ناكاميتسو إن "ثقة المجتمع الدولي في القضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية السوري يعتمد على قدرة المنظمة في حسم القضايا العالقة".
اقرأ أيضاً.. الأمم المتحدة: هناك 19 مسألة عالقة بـ كيماوي الأسد
روسيا تحمي نظام الأسد من خلال نشر معلومات مضللة
وأكد القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، أن "نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية مراراً وتكراراً ضد الشعب السوري، ثم سعى لاحقاً إلى تجنّب المساءلة من خلال عرقلة التحقيقات المستقلة، وتقويض مسؤولية وعمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية".
واتّهم ميلز روسيا بحماية نظام الأسد، من خلال "نشر معلومات مضللة، ومهاجمة العمل المهني لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والسعي لتقويض الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد على استخدامه للأسلحة الكيماوية".
ودعا الدول الأطراف إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في الاجتماع المقبل، مشيراً إلى أن "نظام الأسد فشل في استكمال أي من الإجراءات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2118، ما يجعل من الضروري توجيه رسالة قوية إلى الأسد وأنصاره بأنَّ استخدام السلاح الكيماوي وانتهاك اتفاقية الأسلحة الكيماوية له عواقب".
اقرأ أيضاً: مشروع فرنسي لتجميد عضوية نظام الأسد في "حظر الأسلحة الكيماوية"
نظام الأسد وروسيا يتهمان دولاً غربية بالتحيز
من جانبها، دافعت روسيا عن نظام الأسد، من خلال تشويه سمعة تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والتشكيك في القضايا الـ 19 التي ناقشها مجلس الأمن.
وقال الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن "الضغط على نظام الأسد يمكن أن يثبط عزيمته في التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية"، وفق تعبيره.
وادّعى نيبينزيا أن نظام الأسد عمل مع المنظمة "كشريك مسؤول، إلا أنه كلما زادت التنازلات التي يقدمها، زادت الاتهامات التي يواجهها".
وانتقد التحيز في عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وما سماه "الطبيعة غير الشرعية لفريق التحقيق، وتحديد الهوية التابع لها"، متهماً دولاً غربية بعرقلة مقترحات بلاده للتحقيق في مواقع معينة في سوريا، واصفاً التركيز على القضايا الـ 19 العالقة بأنها "خداع واضح وتحول في التركيز".
سفير نظام الأسد، بشار الجعفري، أكد أن نظامه "ليس لديه ما يخفيه أو يخشاه في هذا السياق"، ودعا إلى الاطلاع على ما وصفها بـ "العيوب الجسيمة التي طغت على عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وفرقها، وممارسة الاستعداء وكيل الاتهامات والضغط والابتزاز الذي تنتهكه حكومة بعض الدول الغربية ضد حكومته".
اقرأ أيضاً.. روسيا تنتقد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن هجومين في سوريا
ما هو القرار 2118؟
أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2118 في 27 من أيلول من العام 2013، والمتعلق بالأسلحة الكيماوية التي استخدمها نظام الأسد في المجزرة التي ارتكبها في الغوطة الشرقية في 21 من آب من العام نفسه، وتم اعتماده بالإجماع بعد تحقيق للأمم المتحدة أكد استخدام النظام لهذه الأسلحة.
ودعا القرار نظام الأسد إلى تدمير مخزوناته من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف العام 2014، ووضع إجراءات عقابية في حال عدم الامتثال.
كما حظر القرار على نظام الأسد استخدام الأسلحة الكيماوية، أو تطويرها أو إنتاجها أو حيازتها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها إلى جهات أو دول أخرى.
في تشرين الأول من العام 2013، قدّم نظام الأسد إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إعلاناً أولياً رسمياً حول برنامج الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك خطة لتدمير مخزونه منها.
ومنذ ذلك التاريخ، ما تزال منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ترى أن إعلان النظام يحوي الكثير من "الثغرات والتناقضات والتباينات، التي ما تزال دون حل"، خاصة مع استخدام متكرر وموثّق للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، ما يجعل إعلان النظام غير دقيق أو كامل وفقاً لاتفاقية الأسلحة الكيماوية.
اقرأ أيضاً.. مجزرة كيماوي الغوطة.. تقارير وأرقام