التهمت حرائق جديدة، أمس الثلاثاء، مساحات كبيرة مِن الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير في ريفي الرقة والحسكة، وذلك تزامناً مع بدء موسم الحصاد.
وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، إن حرائق اندلعت في أراض زراعية بمحيط قرية "الحوس" الخاضعة لـ سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق الرقة، والتهمت قرابة "200 دونم" مِن محاصيل القمح والشعير في المنطقة.
وأضافت المصادر، أن أكثر مِن 10 هكتارات (نحو 100 دونم) مِن الأراضي الزراعية المزروعة بمحصول القمح في قرية "الحوس" احترقت أيضاً، قبل أيام، دون معلومات عن أسباب الحريق، الذي أخمده الأهالي بسبب تأخّر فرق الإطفاء التابعة لـ"مجلس الرقة المدني" التابع لـ"الإدارة الذاتية".
ويوم الأحد الفائت، احترق نحو "100 دونم" مِن محاصيل القمح في قرية "جب شغير" الخاضعة لـ سيطرة "قسد" شمال غرب الرقة، تزامناً مع احتراق مساحات مماثلة مِن الأراضي الرزاعية في الريف الشمالي القريب مِن مناطق سيطرة الجيش الوطني، وذلك لأسباب مجهولة أيضاً.
وفي منتصف شهر أيار الجاري، التهمت الحرائق آلاف الدونمات مِن محاصيل القمح والشعير في أكثر مِن قرية تابعة لـ بلدة عين عيسى شمال الرقة، خاصة في قرى "خربة البقر، وزنوبة، والطعيس، والجهبل"، حسب ما ذكرت حينها شبكة "الرقة تذبح بصمت".
وأوضحت الشبكة، أن حرائق مماثلة اندلعت في عدد من الأراضي الزراعية بقريتي "صيدا ومعلق" في ريف عين عيسى، نتيجة انفجار ألغام زرعتها "قسد" شمال الطريق الدولي القريب مِن البلدة.
كذلك في ريف الحسكة القريب، اندلعت حرائق مماثلة، أمس، بأرضٍ مزروعة بمحصول الشعير في محيط بلدة "تل حلف" غربي مدينة رأس العين - الحدودية مع تركيا - التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري، شمال غرب الحسكة.
ويوم الأحد الفائت، اندلعت حرائق في أراضٍ زراعية ضمن 6 قرى يسيطر عليها الجيش الوطني السوري قرب بلدة "تل تمر" شمال الحسكة وهي "داودية، عزيزية، سيباطية، قاسمية، ريحانية، وفيصلية"، وأدخل الجانب التركي حينها إطفائيات لـ إخماد تلك الحرائق التي باتت تندلع بشكل متكرّر في المنطقة.
عبور حصّادات مِن تركيا إلى تل أبيض ورأس العين
دخلت إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين (الحدوديتين)، قبل أيام، أكثر مِن 35 حصّادة زراعية لـ متابعة موسم الحصاد في المناطق الواقعة ضمن عملية "نبع السلام" بريفي الرقة والحسكة، بالتزامن مع استمرار الحرائق "المجهولة" بالتهام محاصيل القمح والشعير.
وحسب المصادر، فإن الحصّادات دخلت مِن مدينة جرابلس - الحدودية مع تركيا - شمال شرق حلب، إلى الأراضي التركية ومن ثم عبرت إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين، بهدف متابعة موسم الحصاد وإتمامه، بعد أن التهمت الحرائق مئات الدونمات مِن المحاصيل في المنطقة.
وخلال العامين الفائتين، تكررت الحرائق التي التهمت عشرات آلاف الهكتارات مِن الأراضي الزراعية - خاصة خلال مواسم الحصاد - في أرياف محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، التي باتت "قسد" وقوات نظام الأسد وفصائل الجيش الوطني تتقاسم السيطرة عليها.
ولم تُعرف أسباب احتراق الأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية (أغنى المناطق السوريّة في محصولي القمح والشعير)، إلّا أن تنظيم "الدولة" تبنّى بعض تلك الحرائق، متوعّداً بمزيد مِن عمليات أطلق عليها "حصاد النار" ضد المزارع والبساتين ومحاصيل القمح والشعير التي يملكها مَن سماهم بـ"المرتدين، وعملاء النظام"، في حين تتبادل "قسد" وفصائل الجيش الوطني الاتهامات بافتعال تلك الحرائق، التي يكون فيها المزارع السوري هو الخاسر الأكبر.