تُعرف متلازمة الدوار بعد الزلزال أو "PEDS" بأنّها اختلال التوازن الناجم عن الزلزال الذي قد يتأثر بشكل أكبر بالضغوط الجسدية، بما في ذلك الاضطرابات الحسية التي تسببها اهتزازات الزلزال، والتغيرات في الظروف المعيشية، والإجهاد اللاإرادي.
غالباً ما يتبع الزلازل الكبرى المدمرة للأبنية (التي تكون شدتها أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر) عدد كبير من الهزات الارتدادية الصغيرة والمتوسطة. لكن الزلازل الكبرى ليس لها آثار مدمرة على البيئة فحسب، بل لها أيضًا بعض الآثار الجسدية والنفسية غير المعروفة إلى حد كبير على البشر الذين يتعرضون لها.
حدثت حالات كثيرة من الدوار بعد الزلازل الكبيرة، ومع ذلك، فمن غير الواضح لماذا يتسبب الزلزال الكبير بهذا الدوار.
يشبِّه البعض متلازمة الدوار بعد الزلزال بدوار البحر (أحد أمراض الحركة) الذي يصيب الناس عندما يركبون في السفن والبواخر لأول مرة، لكن الفرق بينهما أن الدوار بعد الزلزال يستمر لعدة أيام، أما دوار البحر فيحدث في الساعات الأولى من إبحار السفينة ثم تتلاشى أعراضه.
أجريت تجربة على اختلال التوازن والحالات النفسية المرتبطة بخلل التوازن لدى الأفراد المعرضين للهزات الارتدادية المتكررة مقابل أولئك الذين نادراً ما تعرضوا لها، ولوحظ حدوث اختلال وظيفي أكبر في التوازن لدى أفراد المجموعة المعرضة للزلزال.
يبدو أن خلل التوازن في المجموعة التي تعرضت للهزة الارتدادية قد نشأ عن اضطراب في عمل الأذن الداخلية، إضافة للقلق الفردي المعزز بالتعرض المتكرر للهزات الارتدادية.
وتشير النتائج العلمية إلى التأثيرات المحتملة للضغط اللاإرادي على وظيفة التوازن بعد الزلزال الكبير، وقد تساهم هذه النتائج في التعامل مع أخطار الصحة النفسية والجسدية بعد الزلازل الكبرى، وتسمح بتطوير نهج تجريبي جديد لرعاية الكوارث بعد مثل هذه الأحداث.
أعراض دوار ما بعد الزلزال:
تشمل أعراض دوار ما بعد الزلزال ما يلي:
- الشعور بتأرجح وهمي في الجسم (يستمر أقل من دقيقة واحدة ولعدة مرات بعد الزلزال).
- الشعور بالقدمين وكأنهما تتأرجحان في الهواء.
- ظهور مشكلات في المسالك البولية.
- ظهور طنين الأذن، أو امتلاء الأذن.
- ظهور مشكلات في الرؤية.
- اضطرابات النوم.
- القلق.
- التعرق.
- الحمى.
- القيء.
علاج متلازمة الدوار بعد الزلزال:
يبدو أن الحفاظ على اللياقة البدنية في الحياة اليومية، وتجنب القلق الناجم عن متابعة وسائل الإعلام أمران مهمان في الوقاية والعلاج، وقد ثبت أيضاً أن العلاج الطبيعي والأدوية مهمان لمنع الأعراض من التفاقم، ومن الممكن أيضاً القيام بالإجراءات التالية:
- تدريب عين الشخص من خلال جعلها تركز على شيء بعيد.
- احتساء السوائل الباردة أو الساخنة.
- في الحالات الأكثر خطورة، قد يُنصح المرضى باستخدام مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي تُعرف أيضاً باسم حبوب دوار الحركة ودوار البحر والسفر.
الخلاصة: لقد تناولنا في هذا المقال التعريف بأحد الأعراض التي قد تصيب الناس بعد حدوث زلزال كبير على غرار الذي وقع بين سوريا وتركيا، ألا وهو متلازمة دوار ما بعد الزلزال، وهي اختلال توازن الجسم بسبب الاهتزاز العنيف للأرض أو البِناء، لكنها لا تدوم عادة أكثر من أيام، ويمكن علاجها بالنظر إلى أماكن بعيدة، وتناول المشروبات الساخنة، وتناول بعض مضادات الهيستامين، لكن إذا استمرت الحالة لأكثر من أسبوع، يفضل أن يراجع المصاب الطبيب لتشخيص حالته ومساعدته في العلاج.