icon
التغطية الحية

متخصصة بالحرب الإلكترونية وفشلت في 7 أكتوبر.. ما الوحدة 8200 الإسرائيلية السرية؟

2024.09.18 | 18:39 دمشق

542
تعرضت الوحدة لانتقادات بسبب مراقبتها للفلسطينيين، وواجهت انتقادات شديدة بعد فشلها في منع هجوم السابع من أكتوبر
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الوحدة 8200: هي وحدة سرية في الجيش الإسرائيلي متخصصة بالحرب الإلكترونية، معنية باعتراض الإشارات، وتحليل البيانات، وتنفيذ هجمات تكنولوجية. تُعتبر نظيرًا لوكالة الأمن القومي الأميركية.

  • عمليات ملحوظة: ارتبط اسم الوحدة بعمليات مثل هجوم "ستاكس نت" الذي عطل البرنامج النووي الإيراني، والهجوم الإلكتروني على شركة "أوجيرو" اللبنانية عام 2017، وإحباط هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على رحلة جوية مدنية عام 2018.

  • جدل وإخفاقات: تعرضت الوحدة لانتقادات بسبب مراقبتها للفلسطينيين، وواجهت انتقادات شديدة بعد فشلها في منع هجوم السابع من أكتوبر، مما أدى إلى استقالة قائدها.


ألقت الانفجارات المتزامنة التي وقعت في الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها حزب الله في لبنان، الضوء على الوحدة 8200، وحدة الحرب الإلكترونية السرية في إسرائيل. وهي الوحدة التي تضررت سمعتها بشدة بعد الفشل العسكري في منع هجوم السابع من أكتوبر.

وعلى الرغم من عدم تعليق إسرائيل على العملية المخابراتية التي أدت إلى تلك الانفجارات، فإن الهجوم يبرز دور هذه الوحدة.

ونشرت وكالة رويترز تقريرا أشارت فيه إلى أن الوحدة 8200 جزء من شعبة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وتعتبر نظيرا لوكالة الأمن القومي الأميركية ومكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وتُعد أكبر وحدة عسكرية فردية في الجيش الإسرائيلي. 

وأضافت الوكالة أن تاريخ الوحدة يعود إلى وحدات فك الرموز والشفرات المبكرة التي أنشئت عام 1948.

تتسم أنشطة الوحدة 8200 بالسرية الشديدة، وتتنوع مهامها بين اعتراض الإشارات وتصنيف البيانات وتحليلها، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات تكنولوجية. 

ومن أبرز العمليات المنسوبة للوحدة هجوم "ستاكس نت" الفيروسي الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية بين عامي 2005 و2010، وهجوم إلكتروني عام 2017 على شركة الاتصالات اللبنانية "أوجيرو"، وإحباط هجوم لتنظيم الدولة داعش على رحلة جوية مدنية من أستراليا إلى الإمارات في 2018.

في مؤتمر عُقد العام الماضي في تل أبيب، أفاد قائد الوحدة بأنها تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لاختيار أهدافها. وتشارك الوحدة في التجسس على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات في مناطق القتال والتكامل مع قيادات المعارك في أثناء الحروب.

ويجري اختيار أفراد الوحدة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، ويتم انتقاء بعض منهم من برامج دراسية ثانوية عالية التنافسية.

وتابعت رويترز أن أفرادها غالبا ما يحظون بمسيرة مهنية ناجحة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والأمن الإلكتروني في إسرائيل. ويشبه أعضاء سابقون في الوحدة ثقافتها بثقافة الشركات الناشئة، حيث تعمل فرق صغيرة بحرية.

فشل في 7 أكتوبر

ورغم سجل الوحدة 8200 في مجال الحرب الإلكترونية، فإن سمعتها تأثرت بعد الفشل العسكري في منع هجوم السابع من أكتوبر، مما أدى إلى إعلان قائدها استقالته هذا الشهر.

وفي تقرير سابق لصحيفة "جيروزاليم بوست"، كُشف عن اجتماع مطول جمع أربعة من قادة الوحدة السابقين، وذلك في الساعات الأولى من 8 أكتوبر في مقر الوحدة في الجليل.

ووقتئذ، تمحور الاجتماع حول الفشل الكارثي للوحدة الاستخبارية الشهيرة في التعامل مع هجمات المقاومة الفلسطينية. هذا الفشل، بحسب أحد القادة السابقين، تجاوز مجرد الأخطاء العادية، حيث وُصف بأنه "زلة كارثية في الحكم والمسؤولية" تعكس إهمالاً شخصياً وربما إجرامياً من قبل القائد الحالي وكبار الضباط.

بالمقابل، رأى قائد آخر أن المشكلة ليست فردية فحسب، بل هي خلل نظامي ومتجذر في القرارات التي اتخذت قبل فترة طويلة. ودعا هذا القائد إلى مساءلة أشمل وإجراء تغييرات منهجية لمنع تكرار مثل هذه الإخفاقات في المستقبل.

كما أشارت المراجعة التي أجراها قادة الاستخبارات العسكرية إلى تراجع تدريجي في تأثير "مركز الاستخبارات"، الذي يعد الجزء الأكثر أهمية في 8200. حيث تم تقليص دور ضابط الاستخبارات السيبرانية، مما أدى إلى تحول التركيز من تحليل الذكاء البشري إلى الوسائل التكنولوجية والعمليات الآلية. هذا التحول أدى إلى إهمال العنصر البشري الأساسي في العمل الاستخباري.

وقد أبدى ضابط سابق استياءه من عدم إصدار إنذار عاجل بناءً على الإشارات الاستخباراتية، مما أدى إلى فجوة في فهم وتطبيق أدوات الاستخبارات الأساسية. 

وأضافت الصحيفة أن تآكل الدور الفريد للوحدة 8200 يشكل خروجاً واضحاً عن ممارساتها السابقة، مثل حرب تشرين عام 1973، حيث كانت قيادة الوحدة منخرطة بعمق في تفسير المعلومات الاستخبارية.