ملخص:
-
انفجار مفاجئ لأجهزة النداء اللاسلكي (Pagers): شهدت مناطق في الضاحية الجنوبية، الجنوب، والبقاع سلسلة انفجارات طاولت أجهزة النداء اللاسلكي، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 3000 شخص، معظمهم من عناصر حزب الله.
-
حالة من الفوضى والهلع: امتلأت المستشفيات بالمصابين، فيما انتشرت الفوضى في الشوارع خلال الساعات الأولى من الحادثة. تنوعت الإصابات بشكل كبير، وتركزت معظمها في الوجه واليدين بسبب الانفجار القريب من المستخدمين.
-
شكوك حول تدخل طرف ثالث: أشارت التحليلات إلى احتمال تورط جهة مجهولة في تفجير هذه الأجهزة، حيث يعتقد أن الاختراق قد تم قبل وصولها إلى لبنان، ما يشير إلى عمل استخباري معقد يستهدف ضرب قنوات التواصل الخاصة بحزب الله.
أصوات سيارات الإسعاف علت في سماء العاصمة اللبنانية بيروت بعد سلسلة انفجارات طاولت أجهزة النداء اللاسلكي المعروفة بـ"Pagers" في مناطق الضاحية الجنوبية، الجنوب، والبقاع. ما لا يقل عن 3000 شخص أُصيبوا في هذه الحوادث، التي استهدفت عناصر من حزب الله الذين يستخدمون هذه الأجهزة.
ملأ الجرحى الطرقات واكتظت المستشفيات حتى فاقت قدرتها الاستيعابية، لتثير هذه التفجيرات موجة من التساؤلات والتحليلات حول الجهة المسؤولة، حيث ترجح بعض الآراء أن يكون هناك اختراق أمني خطير وراء الحادثة، ما يضع المنطقة أمام تحديات أمنية جديدة.
وجهاز النداء (Pager) هو جهاز لاسلكي صغير يُستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو التنبيهات العاجلة. كان شائعاً قبل انتشار الهواتف المحمولة، خاصة بين الأطباء ورجال الأعمال. يعمل الجهاز عبر إرسال إشارات راديوية من مزود الخدمة، مثل محطة أساسية أو شبكة أقمار صناعية، تُرسل رسائل نصية أو رقمية إلى الجهاز. عندما يتلقى جهاز النداء الرسالة، يُصدر صوت تنبيه أو اهتزاز لتنبيه المستخدم لقراءة الرسالة على الشاشة. يعتمد على بساطة وموثوقية في استقبال الإشعارات العاجلة.
ترى بعض التحليلات أن تفجير هذه الأجهزة قد يكون نتيجة خلل تقني أو مخطط أمني معقد يستهدف ضرب قنوات التواصل بين العناصر، لذلك، وسط هذه التحليلات المتضاربة، كيف بدا المشهد في الساعات الأولى؟ وما هي الاحتمالات الواردة لعملية تفجير البايجر؟
ماذا حصل في الساعات الأولى للحادثة؟
سادت حالة من الهلع في الضاحية الجنوبية لبيروت، المكتظة بالمارة، حيث أكد شهود عيان لـ"تلفزيون سوريا" أن الضاحية ارتبكت فجأة بسكانها. سمعوا أصوات سيارات الإسعاف من دون أن يدركوا ما حدث، فظن البعض أن هناك ضربة إسرائيلية قد وقعت، بينما اعتقد آخرون أن الأمر يتعلق بإشكال فردي. لكن ما أكده الجميع هو أن الدقائق الأولى كانت مربكة للغاية.
في التفاصيل، روى أحد سكان الضاحية، الذي رفض ذكر اسمه، أن الطرقات الفرعية والأساسية كانت ممتلئة بالجرحى الذين سقطوا أرضا من دون سابق إنذار، ما أثار استغراب المارة، ليبتين لاحقا أن عدد الجرحى في الضاحية الجنوبية تجاوز الـ1000، بحسب تقرير وزارة الصحة.
المصابون ليسوا مقاتلين في صفوف الحزب، أي غير متفرغين في حزب الله، هم أفراد يتمتعون بحياة طبيعية، وأحوالهم المادية قد تكون أقل من متوسطة، حسبما أفاد مصدر مقرب من حزب الله لـ"تلفزيون سوريا". لكن يبقون على استعداد في حال وقوع أي حدث أمني في المنطة، أو إشكال فردي، أو لتنظيم الشعائر الدينية مثل عاشوراء.
ومع اندلاع الحرب في جنوبي لبنان بين إسرائيل وحزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وزعت هذه الأجهزة على العناصر لإبلاغهم بالتطورات الأمنية، وإرسال الأخبار العاجلة مثل خرق جدار الصوت، أو غارة في الجنوب، أو الدعوة لاجتماع سري لتقييم الوضع الأمني في المنطقة.
بذلك، يكون حزب الله قد خسر نحو 3000 من عناصره الذين يعملون بشكل سري، مع الإشارة إلى أنهم ليسوا ضمن الـ100 ألف مقاتل الذي أعلن عنهم أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، سابقا.
إصابات بالغة وحالات حرجة
وصل عدد الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات الحكومية والخاصة في معظم أنحاء لبنان إلى حوالي 3000، وفقًا لوزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض. كما أسفرت التفجيرات عن مقتل 12 شخصًا، بينهم طفلان وعدد من العاملين في القطاع الصحي.
في هذا السياق، أكد الطبيب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، صلاح زين الدين، أن الإصابات تركزت في الوجه، لا سيما الأنف والعين. حتى إن حجم الإصابات في الوجه أجبر الأطباء على استئصال العين بالكامل.
فيما يتعلق بمواقع الإصابات، فمعظمها كان في اليد والأصابع، بالإضافة إلى الخاصرة وأسفل البطن، وهو المكان الذي كان يحوي الجهاز، مشيرا إلى أن معظم الحالات التي وصلت كانت قد تعرضت لبتر الأصابع.
من بين 200 جريح الذين وصلوا إلى طوارئ مستشفى الجامعة، ما زال 140 منهم يتلقون العلاج اللازم في المستشفى، وهم أصحاب الإصابات البالغة. الحروق نتجت عن انفجار الجهاز من مسافة قريبة
هل من طرف ثالث؟
بعد الحادثة، كشفت مصادر مقربة من حزب الله لـ"تلفزيون سوريا" أن أجهزة النداء اللاسلكي (Pagers) تُستخدم بين العناصر لتلقي الرسائل الأمنية وتحديد مواعيد الاجتماعات السرية. ووفقًا لخبير التحول الرقمي، رامز القرة، يصعب التنصت على هذه الأجهزة لأنها تعتمد على إشارات الراديو، ما يجعل خرقها يتطلب عملاً استخبارياً ميدانياً.
أوضح القرة أن ارتفاع حرارة البطاريات أدى إلى الانفجارات، لكن من المرجح أن هناك من تلاعب بالأجهزة وزرع مواد متفجرة بداخلها، مضيفا أنه قد يكون الاختراق قد تم قبل وصول الأجهزة إلى لبنان، حيث تم تعديل إعداداتها لتصبح ألغاماً متحركة.
وأشار القرة إلى أن هذه الأجهزة ليست حكراً على عناصر حزب الله، إذ يستخدمها أيضاً بعض الأطباء في حالات الطوارئ، ولكنها لم تتعرض للانفجار، ما يعزز فرضية أن التفجيرات استهدفت أجهزة معينة تحتوي على أرقام محددة يمكن تتبعها، مما يشير إلى تلاعب مخطط مسبقا.
لذلك، ومع التحليلات الأمنية التي تتوالى حول خلفيات هذه التفجيرات، تتزايد الشكوك بأن طرفاً ثالثاً متورط في العملية، بحسب القرة، خاصة أنها طاولت بيئة وفئة معينة، وهي تابعة لحزب الله.