يستعد "أسود الأطلس" لكتابة تاريخ جديد، حين يواجهون مساء اليوم البرتغال، ويأمل العرب في أن تستطيع المغرب التأهل للمربع الذهبي في كأس العالم، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.
"أسود الأطلس" كسبوا إعجاب العالم، بعدما أطاحوا بالمنتخب الإسباني (بطل العالم 2010)، وتأكد الجميع أن ما حققوه لم يكن بمحض الصدفة.
ولن يتفاجأ أحد لو أطاحت المغرب بالبرتغال، فهي وصلت إلى نادي الكبار، وليست مجرد منتخب مغمور يأمل بصنع مفاجأة مستحيلة.
"أسود الأطلس" حضّروا أنفسهم جيداً، للإطاحة بالمنتخب البرتغالي الملقب "برازيل أوروبا" بقيادة كريستيانو رونالدو، حيث تمتلك المغرب الأسلحة اللازمة للتأهل للمربع الذهبي.
أقوى دفاع X أقوى هجوم
لعلّ خط الدفاع هو السلاح الأقوى لدى المنتخب المغربي، والذي كان المفتاح الرئيسي في التغلب على إسبانيا، وتحقيق الصدارة في دور المجموعات.
"أسود الأطلس" هم المنتخب الوحيد الذي لم يستطع أي خصم التسجيل في مرماه طوال البطولة، والهدف الوحيد الذي هزّ شباكه كان بنيران صديقة، من أحد مدافعي المغرب، خلال مباراة كندا بدور المجموعات.
المغرب صاحبة أقوى دفاع في مونديال قطر، ستواجه البرتغال أقوى هجوم بـ (12 هدفاً).
قوة الدفاع تتمثل بالدرجة الأولى، بصمام الأمان الحارس المتألق ياسين بونو، الذي كان له الدور الأبرز في تأهل المغرب للدور ربع النهائي، بعد تصديه لثلاث ركلات جزاء أمام إسبانيا.
لكن الجماهير المغربية تشعر بالقلق قبيل مواجهة رفاق رونالدو، بسبب تعرّض ثلاثة مدافعين أساسيين للإصابة أمام إسبانيا، والذين كان لهم فضل كبير بجانب الحارس بونو، في إيقاف المد الهجومي الإسباني.
المدرب وليد الركراكي، يأمل ألا يفتقد ثلاثي الدفاع (نايف أكرد، غانم سايس، ونصير مزراوي) بسبب الإصابة، في مواجهة البرتغال، صاحبة الهجوم الأقوى.
يتميز المنتخب المغربي بالمرونة الدفاعية، وعدم قدرة منافسيه على التنبؤ بهجماته المرتدة، وهي استراتيجية أتت أكلها بشكل مثالي في المباراة ضد الماتدور الإسباني.
حافظ "أسود الأطلس" على شباكهم نظيفة أمام الثلاثي الأوروبي ذي الوزن الثقيل، (بلجيكا وكرواتيا وإسبانيا)، ولن يعجزوا عن تكرار ذلك أمام البرتغال.
هجوم مع مساندة من الخطوط الخلفية
يمتلك المنتخب المغربي في خط الهجوم نجوما مميزين، يحترفون في أبرز الأندية الأوروبية.
على رأسهم حكيم زياش نجم تشيلسي الإنكليزي، ويوسف نصيري المهاجم المتألق مع إشبيلية الإسباني.
إلى جانب سفيان بوفال لاعب أنجي الفرنسي، وهذا الثلاثي الخطير الذي صنع الفارق في دور المجموعات ولقاء إسبانيا.
اللافت في هجوم "أسود الأطلس"، أنهم يتلقون مساندة هجومية حتى من الخطوط الخلفية، ولاسيما من نصير مزراوي، الظهير المتألق مع بايرن ميونيخ الألماني.
والظهير الأيمن، أشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يلعب أدوارا دفاعية وهجومية، ويمتلك مهارات فردية مميزة، وسرعة فائقة وقدرة على الاختراق وصناعة الأهداف، ما يمنح المغرب قوة إضافية، قادرة على تشكيل خطورة على مرمى البرتغال.
ما يزيد من فرص المغرب في التسجيل، هو ضعف الدفاع البرتغالي، الذي تلقى أربعة أهداف، خاصةً من جهة كانسيلو.
كما أن من سلبيات البرتغال، أنها جيدة على المستوى الفردي، أما المستوى الجماعي فهي لم تعرف الاستقرار بعد، وهذه الميزة لصالح المنتخب المغربي.
معنويات عالية
الحالة المعنوية العالية لدى لاعبي المغرب، بعد تأهلهم التاريخي إلى الدور ربع النهائي، سيكون لها دور هام في تقديم أفضل مستوى أمام البرتغال.
في المقابل هناك حالة من التوتر والبلبلة داخل غرف ملابس المنتخب البرتغالي، حيث هناك حديث عن تهديدات أطلقها رونالدو بترك المنتخب، في حال ظلّ حبيس دكة البدلاء، رغم أن الأخير نفى صحة ذلك.
الركراكي يتحدى سانتوس
مدرب المغرب، وليد الركراكي، أحد الأسلحة المهمة التي لا يجب إغفالها، والتي سيكون لها دور أساسي في إدارة المواجهة أمام البرتغال.
خلال فترة قصيرة من تدريب "أسود الأطلس"، استطاع إيجاد التوليفة الأمثل، وخلق حالة من الانسجام بين اللاعبين.
ما يميز هذا المدرب الجرأة والشجاعة والعقلية الاحترافية لديه، فهو لا يطمح فقط للتأهل التاريخي للمربع الذهبي، بل صرّح مسبقاً، بأنه يخطط للفوز بكأس العالم مع المغرب.
خُطط سانتوس مكشوفة لدى المدرب الركراكي، فهو يتوقع أن البرتغال غالباً ستلعب بنفس التشكيلة التي اكتسحت سويسرا، أي أن رونالدو سيكون على دكة البدلاء، وبالتالي سيضع المدرب سيناريو جيدا لإفشال خطط سانتوس.
لكن الركراكي يخشى من الحالة البدنية لدى اللاعبين، أن تخذلهم أمام البرتغال، خاصةً أنهم لعبوا 120 دقيقة أمام إسبانيا، وتحتٍ ضغط عال، بينما لعب رفاق رونالدو بأريحية أكبر ولـ 90 دقيقة فقط.
اللاعب رقم 12
الحضور الجماهيري الغفير سيكون أيضاً أحد أسلحة المغرب للتفوق على "برازيل أوروبا"، فالجمهور في عالم الساحرة المستديرة بمثابة اللاعب رقم 12.
ما يميز جمهور المغرب أسلوبه المتواصل في التشجيع، مهما كانت ظروف المباراة، وهذا سيمارس ضغطاً أكبر على المنتخب البرتغالي.
مواجهة اليوم تسمى مباراة كل العرب، حيث ستقف الجماهير العربية صفّاً واحداً لتشجيع المغرب داخل استاد الثمامة وخلف الشاشات.
سيناريو مونديال 1986
تاريخياً تقابلت المغرب والبرتغال في مباراتين سابقتين في بطولة كأس العالم، المواجهة الأولى كانت في مرحلة المجموعات بمونديال 1986، وفاز المنتخب المغربي وقتها 3-1.
بينما كانت المواجهة الثانية بين المنتخبين في كأس العالم 2018 وفازت البرتغال بهدفٍ نظيف.
ويطمح المنتخب المغربي إلى إعادة سيناريو مونديال 1986، والإطاحة مجدداً بمنتخب البرتغال، الذي كان بوابة عبور لأسود الأطلس نحو دور الـ 16، لأول مرة في تاريخ العرب.
لذا البرتغال ستكون مصدر تفاؤل لدى المغرب، وربما تكون بوابة عبور لأسود الأطلس مجدداً، ولكن هذه المرة نحو المربع الذهبي.
في ظل التنوع الهجومي لدى البرتغال، وقوة خط الوسط والأجنحة لديها، يجب على المغرب أن تبادر للتسجيل مبكراً، كي لا تبقى تحت الضغط، وعدم التكتل في الدفاع كما فعلت أمام إسبانيا، وأن تستغل أنصاف الفرص، وتبقى في كامل تركيزها، وإذا التزم "أسود الأطلس" بتلك الأمور، فهم قادرون على الإطاحة بالبرتغال، وتحقيق التأهل الأسطوري إلى المربع الذهبي.