حقق المغرب فوزاً أسطورياً بتأهله كأول منتخب عربي إلى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم، وأجبر إسبانيا على الخروج من المونديال بنتيجة 3-0.
ويضرب المنتخب المغربي موعداً في ربع النهائي مع البرتغال التي تغلبت على سويسرا بسهولة في اختتام دور الـ 16.
وأقيمت المباراة بين المغرب وإسبانيا في ملعب "المدينة التعليمية"، وسط حضور جماهيري غفير ناهز 45 ألف مشجّع، وبصافرة الحكم الأرجنتيني الدولي فرناندو أندرياس راباليني.
وفي ركلات الترجيح، أهدر لاعبو المنتخب الإسباني 3 ركلات، مقابل ركلة واحدة مُهدرة للمغرب، ليفوز "أسود الأطلس" بنتيجة 3-0، ليكملوا مشوارهم في نسخة قطر 2022، إلى مصاف الثمانية الكبار.
وأدت 5 عوامل إلى فوز المغرب على إسبانيا بحسب موقع "winwin":
#ÖZET | Dünya Kupası'nda tarihi maç!
— TRT Spor (@trtspor) December 6, 2022
👋Fas, İspanya'yı evine gönderdi!
🏆Dünya Kupası son 16 turunda 🇲🇦Fas, penaltılar sonucu 🇪🇸İspanya'yı 3-0 mağlup ederek çeyrek finale yükseldi.
📽️İşte maçın özeti:👇 pic.twitter.com/erN5d4iOQQ
ترك الاستحواذ
سمح مدرب المغرب، وليد الركراكي، للاعبي المنتخب الإسباني بالاستحواذ على الكرة في المناطق البعيدة عن مرمى ياسين بونو، مع إغلاق كل المنافذ أمام منطقة الجزاء، وعلى الأجناب.
استحوذ المنتخب الإسباني على الكرة استحواذاً زائفاً، فلم يخلق فرصاً خطيرة في الوقت الأصلي للمباراة إلا على استحياء، وفي الشوط الثاني، بلغت نسبة الاستحواذ 81٪ للإسبان، رغم اكتفائهم بتسديدة واحدة بين القائمين والعارضة.
وسهّل عدم بدء مدرب إسبانيا، لويس إنريكي، بمهاجم صريح في تشكيلته من مهمة دفاع المنتخب المغربي قليلاً، في حين أن الضغط بدأ يزداد بعد نزول المهاجم الحقيقي ألفارو موراتا في الدقيقة 63.
تنظيم الضغط
لم ينجرّ الركراكي إلى العملية الخداعية الإسبانية المعتادة، بالاستحواذ على الكرة في ثلث الملعب الأول وجر الخصم بعيداً عن مناطق دفاعه، لخلق زعزعة بين الخطوط، ثم الضرب بالتمريرات العمودية التي تكسر الخطوط، وتصل إلى المرمى سريعًا.
كانت تعليمات الركراكي واضحة بعدم اللعب بأسلوب الضغط العالي والخروج لمقابلة الإسبان في ثلث الملعب الأول، بل تكتّل لاعبو المنتخب المغربي بكتلة واحدة منظّمة، ونجحوا في تضييق الخناق على نظرائهم في منتخب إسبانيا.
أسلوب المسايرة
صبت العوامل الفنيّة والتكتيكية في صالح المنتخب الإسباني، بفوارق ليست هيّنة، لذلك لعب الركراكي بالعناصر المتاحة لديه، بأفضل شكل ممكن، عبر التكتل الدفاعي والضرب بالهجمات المعاكسة، مستغلًا مهارات وسرعات حكيم زياش وسفيان بوفال ويوسف النصيري.
وساير المدرب الركراكي المباراة، ولم ينجر إلى الانخداع بالاستحواذ الإسباني المستفز، كما لم يندفع هجومياً، وفضّل تقسيم المباراة على مراحل، يتناوب فيها اللاعبون على الدفاع تارة والمرتدات تارة أخرى.
وفي نهاية المباراة، أشرك المدرب الركراكي بدر بانون، وحوّل طريقة اللعب من "4-3-3" إلى "5-4-1"، عبر إرسال الكرات الطولية إلى المهاجم الوحيد وليد شديرة، الذي لم يُحسِن استغلال انفرادين، كادا يدخلانه تاريخ كأس العالم.
حكيم زياش
لعب حكيم زياش دوراً محورياً في الانتصار، فقد أظهر نجم تشيلسي مردوداً دفاعياً يُحسد عليه، وساند زميله، الظهير الأيمن أشرف حكيمي، كما ينبغي، حيث افتكّ زياش الكرة 5 مرات وارتكب 4 أخطاء تكتيكية ضد الإسبان، وكان أغلب فترات المباراة خلف الكرة وليس أمامها.
والالتزام الدفاعي لزياش ساعد كثيراً في تحييد قوة المنتخب الإسباني، في حين يمكن القول إن المدرب الركراكي صنع نسخة تكتيكية جديدة من زياش.
الحارس الجدار
عند اللجوء إلى ركلات الترجيح تتحوّل مقولة "الحارس نصف الفريق" إلى "الحارس كل الفريق".
ونجح حارس المنتخب المغربي ياسين بونو في ترجمة جهود زملائه طوال 120 دقيقة إلى انتصار تاريخي، بتصديه لركلتي جزاء، وفي المقابل، لم يتمكّن أوناي سيمون من إنقاذ الإسبان، بعد سوء تنفيذ الركلات من بابلو سارابيا وكارلوس سولير وسيرخيو بوسكيتس.