icon
التغطية الحية

مبادرة زراعية لمهندس في الشمال السوري: 2 مليون شتلة بالمجان

2024.04.21 | 04:54 دمشق

آخر تحديث: 21.04.2024 | 11:12 دمشق

43543
مبادرة المهندس الزراعي عيد العيسى في توزيع الشتلات (تلفزيون سوريا)
أحمد رحال – تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

في ظل تحديات البطالة والظروف الصعبة التي يواجهها السوريون، يبرز جهد المهندس الزراعي عيد العيسى، الذي يعمل على مبادرة اجتماعية منذ 8 أعوام.

تهدف المبادرة إلى تشجيع الفلاحين وسكان المخيمات على الزراعة، من خلال توزيع الغراس والشتل والبذور مجانًا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين دخل للنازحين والفلاحين.

زراعة الأمل 

تلفزيون سوريا التقى بالمهندس عيد، الذي يعيش في خيمة غرب إدلب، وهو مهجّر من ريف إدلب الشرقي. يقول عيد: "أمام معاناة فلاحينا وأهلنا في المخيمات، شعرت بالواجب لمساعدتهم. وكمهندس زراعي، استطعت تقديم المساعدة من خلال مهنتي، فأعددت 250 ألف شتلة خضراوات صيفية وشتوية منذ 8 سنوات ووزعتها على الفلاحين. وبعد نجاح المبادرة، زاد الإقبال، وتابعت العمل لتحقيق هدفي السنوي مليون شتلة كل عام".

مليونا شتلة للخير

يطمح المهندس هذا العام لتوزيع مليوني شتلة من الخضراوات الصيفية والشتوية، لخدمة أعداد أكبر من الفلاحين. يؤكد عيد أن كل هذا يتم بالمجان، ولا يقبل أي مقابل مادي، ولا يقبل أن يبيع أو أن يأخذ أي مقابل من الفلاح.

الورود في المخيمات: زرع الأمل بين الصخور 

"كما أنني أعمل هذا العام على تجهيز 40 ألف شتلة ورد لتوزيعها على النازحين، وهدفي أن يكون أمام كل خيمة وردة، لأن الورد يبعث على الأمل والحياة، ولا سيما مع ما يعانيه أهالي المخيمات من حياة مأساوية وتعب نفسي في بيئة الخيام بين الصخور والأراضي القاحلة"، يضيف المهندس عيد.

دعم مستمر للفلاحين

بالإضافة إلى توزيع الشتول، يعمل المهندس على إرشاد الفلاحين وتوعيتهم علميًا لضمان موسم زراعي ناجح ووفير، كما يعتمد على المنتجات البلدية لأنها أثبتت جدارتها وتستطيع مقاومة العوامل الجوية في المنطقة، على خلاف المنتجات المستوردة والتي أضرت الفلاحين من خلال الأمراض التي تواجهها وغيرها من العوامل التي لا تستطيع على التأقلم معها، بحسب ما ذكر.

النازحون والفلاحون هم الفئة المستهدفة

يتابع العيد، "مبادرتي كانت للنازحين في المخيمات، فهم الفئة الأضعف والأكثر حاجة، وكانت غايتي أن يزرعوا أمام خيامهم وفي محيطها، حتى يؤمّنوا حاجياتهم من الخضار ويحققوا اكتفاء ذاتيا، لكن فيما بعد وسّعت الفئة المستهدفة لتشمل جميع الفلاحين في المنطقة، فكلهم بحاجة للوقوف معهم ومساعدتهم في تأمين دخل مادي لهم، حيث أقوم بإعطاء بين 200 إلى 1000 شتلة من كل صنف زراعي لكل فلاح أو نازح يأتي إلي، وبالتالي يبقى عليه الزراعة والمتابعة ليحصل على الثمار”.

دعم عائلي ومجتمعي 

يمول المهندس عيد مبادرته من خلال المصروف الذي يرسله أولاده العاملون خارج سوريا، حيث يقتطع من المصروف لسد نفقات المبادرة، بما تتضمنه من تكاليف الصناديق والبذور والأسمدة وغيرها، ويتلقى الدعم الجسدي من الفلاحين وزوجتيه اللتين تعملان معه في تجهيز الشتول طوال العام.

مبادرات لبناء المجتمع 

ويختتم المهندس عيد حديثه بدعوة للمهندسين الزراعيين للعمل على مبادرات مماثلة، على حسب استطاعتهم وقدرتهم، في سبيل مساعدة الفلاحين بشكل عام، ويحث الكوادر والنخب في المنطقة على خدمة المجتمع والنهوض به.