الملخص:
- متوسط درجات الحرارة العالمية في حزيران 2023 كان أعلى بمقدار 2.5 درجة فهرنهايت من المتوسط المسجل في السنوات السابقة.
- شهد الأسبوع الأول من تموز 2023 ثلاثة أيام قياسية جديدة في درجات الحرارة العالمية.
- درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على المحاصيل، وتزيد من خطر حرائق الغابات.
- حذر خبراء بيئيون من أن درجات الحرارة المرتفعة تهدد بقاء الحشرات على قيد الحياة.
يبدو أن العالم مُقبل خلال أشهر الصيف على تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة. فلم يكد ينتهي شهر حزيران الماضي، محطماً الرقم المسجل لأكثر شهور حزيران حرارة، منذ بدأت خدمات تسجيل الأرصاد الجوية في أواخر القرن التاسع عشر، حتى جاء الأسبوع الأول من تموز الجاري، ليكشف عن أن هذا الشهر قد يحطم المزيد من الأرقام القياسية.
ووفق تقرير صادر في 6 تموز الجاري عن خدمة "كوبرنيكوس" لرصد تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، كان متوسط درجات الحرارة العالمية في حزيران الماضي "أكثر سخونة بمقدار 2.5 درجة فهرنهايت (1 فهرنهايت يعادل 17.22 درجة مئوية)، قياساً إلى شهر يونيو (حزيران) في السنوات السابقة منذ بدأت خدمات التسجيل".
وبعد يوم واحد من التقرير، كانت أرقام منظمة الأرصاد الجوية على موقعها الإلكتروني تشير إلى أن تموز الجاري قد شهد خلال أسبوعه الأول وصول متوسط درجة الحرارة في العالم إلى مستوى قياسي جديد ثلاث مرات.
ففي 3 تموز، كان متوسط درجة الحرارة العالمية 62.6 درجة فهرنهايت، ثم ارتفع إلى 62.9 درجة في 4 تموز، وهذا أعلى بنحو نصف درجة فهرنهايت من الرقم القياسي اليومي السابق المسجل في 14 آب 2016. ثم في يوم الخميس الماضي، كُسر الرقم القياسي مرة أخرى عندما بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 63 درجة فهرنهايت.
ويجمع متوسط درجة الحرارة العالمية بين درجات حرارة جميع الأماكن الساخنة، وجميع الأماكن الباردة، وجميع الأماكن الواقعة بينهما، وهو مقياس مهم جداً للتغيرات التي تحدث على الأرض، كما تقول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على موقعها الإلكتروني في إجابتها عن سؤال يتعلق بأسباب إعطاء العلماء أهمية لأي زيادة، ولو طفيفة، في متوسط درجة حرارة الأرض.
وأضافت الوكالة الأميركية أن "ارتفاع درجة فهرنهايت واحدة فقط في يوم مشمس حيث تعيش، ليس له تأثير يُذكر، لكن ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض (1 درجة فهرنهايت) يُحدث فرقاً كبيراً على سطح الأرض".
تحذيرات الخبراء
ولا يبدو خبراء المناخ متفاجئين بهذه الأرقام القياسية التي تحققت خلال حزيران الماضي، وبدايات تموز الجاري. فمع بدايات العام الجاري، حذر أكثر من خبير من أن "العالم سيشهد موجات حر غير مسبوقة، بسبب تحالف تغيرات المناخ مع عودة ظاهرة النينو المناخية".
وتحدث ظاهرة "النينو" المناخية، عندما تصبح المياه في شرق المحيط الهادئ الاستوائي، دافئة بشكل غير طبيعي، ويحدث ذلك كل سنتين إلى سبع سنوات، ويكون له تأثير في دوران الغلاف الجوي العالمي.
وقال رالف كوني، أستاذ علوم البيئة والمحيطات في جامعة أوكلاند في أستراليا، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط": «كان آخر تشكل لهذه الظاهرة قبل سبع سنوات، وتحديداً عام 2016 الذي كان الأكثر سخونة في العالم. لذلك كان من المتوقع عودة الظاهرة في عام 2023. وبدأنا نتيقن من عودتها في مايو (أيار) الماضي، مع ظهور علامات تشير إلى أن يونيو الماضي كان موعداً لعودتها".
وأضاف: "قبل أن تتشكل ظاهرة النينو، عانينا خلال الصيف الماضي من ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، وهذه كانت ترجع بشكل مباشر إلى التغيرات المناخية"، متوقعاً أن "يقود تحالف النينو مع تغيرات المناخ إلى تحطيم المزيد من الأرقام القياسية خلال عام 2023. وقد تمتد هذه التأثيرات حتى عام 2024. حيث لم تصل بعد ظاهرة النينو إلى ذروتها".
التأثير على المحاصيل
وتؤثر درجات الحرارة المرتفعة على المحاصيل، وتزيد من خطر حرائق الغابات، كما تتسبب في وفيات نتيجة الإجهاد الحراري. وتسببت موجات الحر الشديدة في "مقتل أكثر من 44 شخصاً في شمال الهند في يونيو (حزيران) الماضي"، وشهدت الصين أيضاً موجات حرارة غير مسبوقة أدت إلى تسجيل "أكبر عدد من الأيام الحارة في البلاد".
وحذرت وكالة البيئة الأوروبية الشهر الماضي من أن "جنوب أوروبا قد يشهد أكثر من 60 يوماً هذا الصيف تكون فيها الحرارة خطرة على البشر".