انتهت الاشتباكات في بلدة اليادودة غربي درعا التي اندلعت الإثنين، بين اللجنة المركزية واللواء الثامن من جهة ومجموعة القيادي محمد جاد الله الزعبي، مخلفة عددا من القتلى والجرحى من الجانبين، إضافة إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال تجمع "أحرار حوران" إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل القيادي محمد جاد الله الزعبي بعد إطلاق قذائف صاروخية من نوع RPG من قبل عناصر القوة المهاجمة على منزل أحد أقارب الزعبي كان يتمركز فيه، ما أدى لنشوب حريق داخل المنزل قتل على إثره.
وقتل في الاشتباكات 4 من عناصر مجموعة الزعبي، وهم: محمود عناد الزعبي، دحام ناصر الخشان، عبد رضا القدسي، وسليمان المنجر، وأصيب العديد من عناصر المجموعة بجروح متفاوتة.
وذكر التجمع أن القوة المهاجمة أيضا قتل منها عنصران أحدهما إبراهيم المصري، وهو عنصر في اللواء الثامن، والآخر عماد السبسبي أحد عناصر اللجان المركزية وسبق أن عمل قبل التسوية في صفوف تنظيم الدولة "داعش"، كما أصيب العديد من عناصر اللواء الثامن بجروح متفاوتة.
ومن المدنيين، قتل الشاب محمد يوسف المصري، من بلدة المزيريب ويسكن مع عائلته في اليادودة، بعد إصابته بطلقة قناص من قبل القوة المهاجمة، خلال نزوله من منزله في الطابق الثاني لمنزل ذويه. وأصيب أيضاً عدد من المدنيين بينهم شابة بجروح متفاوتة، برصاص القوة المهاجمة ونقلوا إلى مشفى مدينة طفس لتلقي العلاج.
واعتبر مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران المحامي عاصم الزعبي أن ما جرى في بلدة اليادودة عمل عسكري متكامل من قبل قوات ترتبط بالنظام السوري بشكل أو بآخر، في منطقة تعج بالمدنيين ولم تراعَ قواعد السلامة المتبعة في مثل هذه الأحوال، وهذا ما أدى لسقوط قتيل وجرحى بين المدنيين.
ما دور النظام في الحملة الأخيرة؟
وعن دور نظام الأسد في الاشتباكات وخاصة مع مرور أرتال اللواء الثامن من مواقع خاضعة كلياً لسيطرة النظام في مدينة درعا.
نقل تجمع "أحرار حوران" عن مصدر مقرّب من مجموعة الزعبي أن أحد الأسباب التي دعت اللجنة المركزية واللواء الثامن للهجوم على مجموعة محمد جاد الله هو اتهامه بقتل راضي الحشيش.
وأضاف المصدر أن اجتماعات سابقة جرت في المنطقة وكان الزعبي مستعداً لعقد جلسة مع لجنة شرعية تقضي في قضية مقتل الحشيش، لكن حصل الهجوم يوم الإثنين.
وأيضاً، هناك أسباب أخرى للهجوم ناجمة عن خلافات بين القياديين إياد الغانم ومحمد جاد الله الزعبي مع اللجان المركزية على خلفية مطالبة الأخيرة لهما بالمشاركة مع عناصرهم في الحملة ضد تنظيم الدولة "داعش" في حي طريق السد عام 2022، إلا أنّ الغانم والزعبي رفضا المشاركة في تلك المعركة.
ولفت المصدر إلى وجود تحريض خفي من قبل رئيس جهاز الأمن العسكري، لؤي العلي، للجان المركزية واللواء الثامن بالهجوم على مجموعتي الزعبي والغانم في اليادودة.
من جانبه، صرّح مسؤول في اللجان المركزية بأن الحملة الأخيرة مرتبطة بشكل مباشر بمقتل القيادي راضي الحشيش وأنها جاءت ثأراً لاغتياله على يد عناصر من مجموعة الزعبي.